منذ أن وقّع الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان قانونًا يجرّم المثلية الجنسية، شهدت نيجيريا حملة مسعورة ضدّ كل من يشتبه في ميوله المثلية، وساندت الصحافة والقضاء قرار الرئيس في السعي إلى القضاء كليًا على المثليين.


لميس فرحات: تمارس نيجيريا حملة واسعة وعنيفة لتطهير البلاد من المثليين من خلال القوانين المشددة التي تستهدفهم والمحاكمات والعقوبات القاسية والمهينة.

الجلد... الأكثر رواجًا
الجلد أمام المحكمة هو العقاب الأكثر رواجًا لكل من يثبت اتهامه بالمثلية الجنسية، بينما يعتبر البعض أن هذا الحكم مخفف، مطالبين بعقوبة رجم المتهم حتى الموت، في حين تشجع وسائل الإعلام على هذه الممارسات واصفة المثليين بالـquot;حيواناتquot;.

حملة الاعتقالات ضد المثليين في نيجيريا تكثفت خلال الأيام الماضية، بعد توقيع الرئيس غودلاك جوناثان على قانون يجرم تلك الممارسات، الأمر الذي أرغم المدافعين عن حقوق المثليين على الاختباء والعمل سرًا خوفًا من الملاحقة القضائية.

المزاج العام في شمال مدينة نيجيريا لا يرحم، فالشبان الذين يتهمون بالمثلية يتحوّلون إلى أهداف لأعمال عنف وشغب، تصل أحيانًا إلى الهجوم على قاعات المحكمة للاقتصاص منهم. ومثلية الجنس غير مشروعة في نيجيريا منذ الحكم الاستعماري البريطاني، لكن الإدانات نادرة في الجنوب، وتحدث أحيانًا فقط في الشمال، حيث ينتمي معظم السكان إلى الإسلام.

ويحظر القانون الجديد الزواج من الجنس نفسه، و يذهب إلى أبعد من ذلك بكثير، فيحكم بالسجن 10 سنوات لأولئك الذين يظهرون علنًا quot;بشكل مباشر أو غير مباشرquot; ممارسات أو تصرفات مثلية، وكذلك يجرم كل من يدعمهم أو يرتاد مراكزهم وبيوتهم. ويقول المدافعون عن الحقوق إن الحظر الوطني، الذي أعلنه جوناثان، ضاعف الحماسة ضد مثليي الجنس في نيجيريا وأماكن أخرى.

حملة تطهير
ونقلت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; عن دوروثي أكينوفا، المديرة التنفيذية للمركز الدولي في نيجيريا للصحة الإنجابية والحقوق الجنسية، قولها إن quot;القانون أيقظ حماسة المجتمعات المحلية لتطهير المثليين والتبرؤ منهمquot;.

ويقول مسؤولون في بوتشي إنهم يريدون quot;اقتلاع، وسجن ومعاقبة مثليي الجنسquot;، في حين أن المحامين المحليين يترددون في تمثيلهم، كما إن الناس في الشارع يقولون إنهم على استعداد للاقتصاص من المثليين بأيديهم، وفقًا لكبير مسؤولي الإدعاء، داود محمد.

الاشتباه من الشكل
من جهته، يذهب محمد تاتا إلى أبعد من ذلك، وهو مسؤول كبير في لجنة الشريعة، التي تسيطر على الحسبة، يقول: quot;هذا رجس. إنهم لا يمارسون اللواط في العلن، لكنك تجد واحدًا أو اثنين، وترى كيف يتكلمون ويلبسون، فتكون لديك أسباب معقولة للاشتباهquot;.وأضاف: quot;نحن نحصل على معلومات من مصادر مهتمة برؤية المجتمع يتطهر من هذه الأشكالquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن المتهمين بالمثلية الجنسية في البلاد يخضعون للترهيب، والكثير منهم يتوسل النشطاء لإخراجهم من مراكز الحجز، حيث يعانون من معاملة مهينة وغير لائقة، كما إن عائلاتهم تتبرأ منهم.

غالبية هؤلاء المتهمين هم من الشبان الذين يعملون كخياطين أو من الطلاب العاديين. لكن وسائل الإعلام النيجيرية الداعمة بشكل كبير للقانون وصفتهم بالحيوانات، إذ أشار أحد العناوين الرئيسة إلى أوجه الشبه بين المثلية والحيوانات. ورغم أن المثلية الجنسية ليست مقبولة أو مرحّبًا بها في العديد من الدول، لكن وفقًا لأحد النشطاء، أن تكون مثليًا في شمال نيجيريا يعني أنك quot;مشروع ميتquot;، وأنك ستجلب العار لعائلتك يومًا ما.