حمّلت صحيفة عراقية من أسمتهم بمتطرفين مسؤولية شنّ حملة هجوم وتهديدات لكادرها الإعلامي، إثر نشرها رسمًا للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اعتبر مسيئًا إلى مكانته، ودعت السلطات إلى إجراءات تحمي كادرها.. وقدمت اعتذارًا عن نشر الرسم، مؤكدة رفضها حملة التهديدات هذه أو تخليها عن حرية الرأي والتعبير.


أسامة مهدي: أكدت هيئة تحرير الصباح الجديد، التي يرأس تحريرها الإعلامي العراقي إسماعيل زاير، اليوم، أنها تتعرّض لحملة تحريضية واسعة النطاق على خلفية نشرها بورتريه لخامنئي. وقالت في بيان تلقته quot;إيلافquot; الأحد إن quot;الصباح الجديد اعتادت على نشر بورتريهات فنية لكبار القادة السياسيين والدينيين العراقيين وغير العراقيين، ضمن ملحق زاد، الذي تنشره الجريدة كل أسبوعquot;.

رسم عادي وليس quot;كاريكاتيرquot;
أضافت إن quot;الصباح الجديد تتعرّض منذ يومين لحملة تحريض واتهامات غير مسؤولة من طرف بعض الجماعات الدينية المتطرفة على خلفية نشرها ما يعتقد أنه إساءة إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي الخامنئي، وهو أمر يتعلق، في الواقع، برسمة بورتريه فنية، وليس كاريكاتيرًا، ضمن ملف كبير عن الثورة الإيرانية، في ذكراها الخامسة والثلاثينquot;.

وتتعرّض الصحيفة منذ أيام لهجمة شرسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي من متعاطفين مع إيران من قوى وأحزاب شيعية عراقية تهدد كادرها بالويل والثبور، لما اعتبر إساءة إلى المرشد الإيراني، كما هدد النائب زهير الأعرجي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، خلال تصريح متلفز، بمقاضاة الصحيفة، في إجراء من المفترض أن تقوم به السفارة الإيرانية إذا أرادت ذلك، وليس نائب عراقي.

وأضافت هيئة تحرير الصحيفة قائلة إنه quot;برغم ثقتنا بأن ما نشرناه لم يقصد منه توجيه أية إساءة إلى السيد الخامنئي، الذي نقدر ونحترم مكانته الإنسانية والدينية الكبيرة، فقد بادرت هيئة تحرير الجريدة إلى الاتصال بالسفارة الإيرانية في اليوم التالي، لشرح الموقف وإزالة هذا اللبسquot;.

وأشارت إلى أن الصحيفة نشرت افتتاحية على صفحتها الأولى، تؤكد فيها quot;موقفها القائم على المهنية والضوابط الأخلاقية التي تمنع الإساءة إلى أي فرد أو جماعة، ناهيكم عن المساس بالمرجعيات الدينيةquot;. وقالت إن quot;بعض الجماعات المتطرفة نشرت البيانات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف، ودعت إلى التظاهر ضد الصحيفة، في ممارسة بغيضة، تؤلب وتشجّع على الأفعال العدوانية السافرة ضد الصحيفة والعاملين فيهاquot;.

ميليشياوية
وشددت على رفضها لتشويه ما نشرته، موضحة أن quot;مثل هذه التصرفات غير المسؤولة تعيد إلى الأذهان تسيّد الميليشيات، التي لن تخيفنا، ولن تدفعنا للتخلي عن حرية الرأي والتعبير، التي هي من أبرز مكاسب التغيير الذي شهدته بلادنا، بعد رحيل نظام البعث المقبورquot;.

وحمّلت هيئة تحرير الصحيفة الأطراف المحرّضة quot;المسؤولية القانونية عن سلامة الصحيفة والعاميلن فيهاquot;. ودعت الجهات الحكومية المعنية إلى ضرورة اتخاذ ما يلزم من الإجراءات في هذا الصدد.

وكان رئيس تحرير الصباح الجديد إسماعيل زاير كتب مقالًا على الموقع الالكتروني للجريدة بعنوان quot;تنويه واعتذارquot;، أشار فيه إلى أن مخرجي ملحق زاد quot;ومن دون قصد عمدوا إلى وضع رسم السيد المرشد خامنئي، وقمنا في اليوم اللاحق بإزالة اللوحة، بل سحب الملحق بكامله من الموقع، حتى لا يساء استخدامه أو فهمه من قبل أي مغرض، وبما يجرح هيبة المرشد السيد خامنئيquot;.
وقال quot;أجرينا اتصالات مكثفة وحميمة مع الأخوة في سفارة الجمهورية الإسلامية في بغداد أمس، وأوضحنا موقفنا، وأبلغناهم أن الصحيفة لن تسمح بالإساءة إلى رموز الشعب الإيراني، وأننا سنوضح اعتذارنا عبر افتتاحية خاصة بالصحيفة، تنشر اليوم على الصفحة الأولىquot;.

وأشارت هيئة تحرير الصباح الجديد إلى أنها نشرت في نهاية الأسبوع الماضي على صفحات ملحقها quot;زادquot; الصادر في السادس من الشهر الحالي ملفًا من ثماني صفحات عن الذكرى 35 للثورة الإيرانية، وكما جرى في كل الملاحق، جرى انتقاء أهم شخصية في هذا الحدث الكبير، لتكون شخصية العدد، من خلال استلهام من تلك الشخصية ملامح القوة والذكاء والروح الإنسانية، ليضعها في رسم فني مميز، وهو ليس بالكاريكاتير، كما يظن البعض.

ماضينا يشفع
وأكدت التزامها quot;بالخلق العراقي الرفيع وبالمهنية المعروفة عن صحيفتنا، ويشفع لنا أننا قدمنا ملحقًا شاملًا عن الثورة الإيرانية منفردين عن بقية المؤسسات الإعلامية بكل أنواعهاquot;.

وشددت هيئة تحرير الصباح الجديد على أن جميع العاملين في مؤسستها ملتزمون بالخط الوطني والأخلاقي السليم، وأنهم لم يفكروا ولن يفكروا في مسّ أحاسيس أي فرد أو جماعة quot;ناهيكم عن فكرة المساس بالمرجعيات الدينية المحترمة، التي نكنّ لها كل التقدير والتبجيلquot;.

وقدم زاير الاعتذار باسمه وباسم هيئة التحرير قائلًا quot;مع ذلك فيتوجب الاعتذار باسمي وباسم هيئة التحرير عن اللبس غير المقصود الذي حمله الملحق المخصص أولًا وأخيرًا لتكريم ثورة الشعب الإيراني الشقيقquot;. ولم توضح الصحيفة طبيعة أو انتماءات الجهات التي تقود حملة التحريض ضدها، كما لم تتمكن quot;إيلافquot; من الحصول على الرسم الذي أثار الضجة ضد الصحيفة، رغم اتصالاتها بهيئة تحريرها، التي كانت رفعته في وقت سابق.