يتلاقى الكثير من المعلومات الميدانية والمالية، آخرها تقارير الخزانة الأميركية، لتسلط الضوء على علاقة وطيدة بين إيران والقاعدة.


بيروت:لطالما شكل تنظيم القاعدة لغزًا محيرًا، بعدما بدأت عاملًا أميركيًا ضد السوفيات في أفغانستان، ثم تحولت إلى ألد أعداء الولايات المتحدة، وما تزال. فمن يؤثر في قرارات القاعدة ومن يمول أنشطتها، التي توسعت من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان والمغرب العربي، مسألة تشغل بال العالم.
من إيران
حين وقع ماجد الماجد، السعودي أمير كتائب عبد الله عزام المرتبطة بالقاعدة، في قبضة الأمن اللبناني، قيل عرضًا إنه كان يتلقى التمويل من إيران، بعدما تلقى التدريبات فيها. واليوم، تكشف قوائم العقوبات المالية التي أصدرتها وزارة الخزانة الأميركية عن دعم إيراني للقاعدة، إذ تبين أن شركات وأشخاصًا إيرانيين أو مقيمين في إيران يتولون نقل الأسلحة والمقاتلين لتنظيم القاعدة في سوريا، وبعلم من السلطات الإيرانية، ليكونوا في خدمة النظام السوري من أجل تمزيق المعارضة السورية، وخصوصًا المسلحة، من خلال إلهائها بحروب هامشية، كما يحصل بين الجيش الحر والجبهة الاسلامية من جهة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من جهة أخرى.
وتؤكد العقوبات الأميركية الجديدة على أشخاص وشركات انتهكوا العقوبات المفروضة على إيران سكوت السلطات الإيرانية على نشاط القاعدة.
جعفر وياسين
جعفر الأوزبيكي، أو أولمزون أحمدوفيتش صادقييف، مسؤول كبير في القاعدة، يقيم في مدينة مشهد الإيرانية منذ سنوات وهو عضو في اتحاد الجهاد الإسلامي. تتهمه الولايات المتحدة الأميركية بأنه يتحكم عن بعد بنقل المقاتلين الأجانب عبر تركيا لينضووا تحت لواء جبهة النصرة في سوريا، وبأنه متصل بالمطلوب عز الدين عبدالعزيز خليل، المعروف بياسين السوري الذي رصدت السلطات الأمنية الأميركية لمن يبلغ عن مكانه مكافأة تزيد على عشرة ملايين دولار. فياسين قام أيضًا بنقل الأموال من تنظيم القاعدة وإيران إلى جبهة النصرة.
وكشفت وزارة الخزانة الأميركية الشبكة الدولية لتمويل الارهاب، التي تثبت أن مقاتلي القاعدة والحرس الثوري يتم تهريبهم إلى سوريا، وتوفير الدعم لهم عبر أشخاص مقيمين في إيران، وبعلم من السلطات الإيرانية.

أسباب العلاقة
يتحدث محللون عن الأسباب التي تدفع إلى قيام علاقة بين ايران والقاعدة، على الرغم من اختلاف عميق في المبادئ والاهداف والايديولوجيات بينهما، بعدما أكد التائب العوفي أن هذه العلاقة جعلته يعدل عن الانضمام إلى القاعدة، فيعود إلى السعودية تائبًا.
السبب الاول لحلفهما السري هو العدو المشترك... أميركا، والسبب الثاني أن ايران تشكل بوابة العبور إلى أفغانستان والعراق، والثالث تودد القاعدة لإيران لرغبة في نفس القاعدة هي الحصول على المواد النووية لاستعمالها في هجمات مستقبلية.
تحاول ايران والقاعدة إخفاء ما بينهما من علاقة، لكن الخيوط تتضح بومًا بعد يوم، ما قد يوضح الكثير من المسائل التي كانت لغزًا في يوم من الأيام.