صعّد الرئيس الافغاني حامد كرزاي من حدة التوتر في علاقات بلاده مع واشنطن، بتأكيده أن قرار حكومته اطلاق سراح سجناء من عناصر طالبان ليس من شأن الولايات المتحدة، بل هو شأن محض أفغاني.


عبّرت الولايات المتحدة الخميس عن quot;اسفها الشديدquot; للافراج عن مقاتلين يشتبه أنهم من حركة طالبان من سجن باغرام من قبل السلطات الافغانية رغم معارضتها الشديدة لذلك. تم الخميس، الإفراج عن 65 معتقلاً تعتبرهم واشنطن يشكلون تهديدًا امنيًا، ووصفت واشنطن الخطوة بالخطرة، قائلة إنها تمتلك أدلة على مسؤولية هؤلاء المعتقلين عن القيام بهجمات على قوات الناتو والقوات الافغانية.

لكن كابول تصر على أنه ليست هناك أدلة كافية ضد هؤلاء المعتقلين. ومضى الرئيس كرزاي للقول quot;إن الامر لا يخص الولايات المتحدة، وارجو أن يكف الاميركيون عن ملاحقة سلطة القضاء الافغاني واجراءاته.quot;

تصعيد التوتر

وقال مراقبون إن من شأن تصريحات كرزاي أن تزيد العلاقات المتوترة اصلاً بينه وبين واشنطن سوءًا. وكان الرئيس الافغاني يتحدث في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة التركية انقره حضره ايضاً الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان.

وقد تم إطلاق سراح المئات من المعتقلين في سجن باغرام منذ أن تم تحويل المسؤولية عليه الى السلطات الافغانية في آذار (مارس) العام الماضي.

مخالفة اتفاقية باغرام

وتقول الولايات المتحدة إن الإفراج عن المعتقلين يخالف اتفاقية باغرام، لأنه أهمل أدلة ضدهم، وأن أحدًا منهم ألقي القبض عليهجريحًا في هجوم على القوات الأفغانية، بينما اعتقل آخرون وهم يحملون أسلحة و قنابل ومواد لصناعة القنابل. وتشير الولايات المتحدة أيضًا إلى معلومات من الهواتف النقالة ومقابلات مع المشتبه فيهم واعترافاتهم.

قرار سياسي

ويرى مراقبون أن القرارهو سياسي، وقد اتخذه الرئيس حامد كرزاي، الذي يعترض منذ مدة طويلة على معتقل باغرام.

وقد اشتهر المعتقل الذي يضم أساسًا مسلحي حركة (طالبان) الذين ألقت القوات الغربية القبضعليهم، بالاعتداء على المساجين. وحسب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن القوات الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان ملزمة بتسليم المسؤولية الأمنية الكاملة على المعتقل إلى القوات الأفغانية قبل انسحابها في نهاية 2014.

وكان الرئيس الأفغاني رفض التوقيع على اتفاق يحدد توقيت الانسحاب. وكان الاتفاق سيسمح لنحو 10 آلاف جندي أميركي بالبقاء في أفغانستان لعشرة أعوام أخرى.