من المجهول، اشتهرت فتاة سعودية تغطي كامل وجهها، لتتصدر واجهة الجدل في البرلمان السعودي الافتراضي quot;تويترquot;، إذ أصبحت ابنة الثالثة والعشرين رغد الفيصل من أهم نساء المملكة على هذا الموقع، وأكثرهن تأثيرًا، بحسب إحصائيات رسمية.


الرياض: ربما يمكن القول إن استخدام السعوديين لموقع التواصل الاجتماعي الشهير quot;تويترquot; يختلف عن طريقة استخدامه في العالم أجمع؛ ذلك أن أبناء الماء والصحراء جعلوه أشبه ما يكون بغرفة برلمان كبيرة جدًا، فيه تدور صراعاتهم الفكرية، وتجاذباتهم الاجتماعية، ومطالباتهم السياسية والاقتصادية، حتى أفرز هذا الوضع عددًا من الظواهر اللافتة، ومن أهمها ظاهرة quot;رغد الفيصلquot;.

يلفت النظر، فضلًا عن عمرها الصغير وتاريخها غير المعروف، أنها جريئة فوق مستوى قريناتها، على كل المستويات تقريبًا. تقول رغد عن هذا الأمر، وهي تتحدث لـquot;إيلافquot;، إنها لم تكن لتتوقع هذه الشهرة، وإنها فوجئت وصدمت عندما بلغ عدد متابعيها خمسة آلاف، بينما هي الآن تحظى بنحو 132 ألف متابع متفاعل.

اتهمت بالرجولة
تمضي رغد قائلة: quot;بدايتي كانت أيام الثورات العربية، وكانت تغريداتي غالبيتها سياسية، ولا أعلم كيف وصلت إلى هذا الرقم، بل كنت أكتب بعفوية، والجرأة هي من ساعدتني، وبسبب جرأتي اتهمني البعض بأنني رجل؛ لأن أفكاري لا يستطيعون تقبلها من فتاة، بحكم أن الفتاة يجب أن تكون أضعف وأكثر خجلًا. أما أنا أكتب ما بداخلي، ولا يعني لي رأي الآخرينquot;.

تؤكد الشابة السعودية أنها حريصة على تثقيف نفسها من خلال القراءة والإطلاع، ومن بين من تقرأ لهم علي الوردي ونوال السعداوي وفرج فودة وغيرهم من الكتّاب المشهورين.

وعن سبب نقمتها على مجتمعها، تقول: quot;أنا ناقمة على المجتمع، لأن الوضع الفكري والأخلاقي والاجتماعي سيئ جدًا، ولأننا مجتمع يحب أن يدفن رأسه في التراب، لا نواجهه بهذه الحقائق، والشخص الذي يواجه نفسه ومجتمعه يُحارَبquot;.

.... وبالإلحاد وعفوت
تلفت رغد إلى أنها تعرّضت للتهديد أكثر من مرة، وبأن عائلتها تعرف عما تكتب، وأنها واجهت بعض المشكلات وتغلبت عليها، وتقول في هذا الصدد: quot;هناك شخص تربطني به صلة قرابة، حاول أن يشوّه سمعتي داخل تويتر، فاتهمني بالإلحاد، من أجل أن أقوم بإلغاء حسابي، رفعت قضية تشهير وقذف عليه، وحوكم وسُجن، وبعدما أخذت حقي عفوت عنهquot;.

وفي ظل تزايد شهرة رغد الفيصل وجرأة آرائها، التي تزعج البعض، يُلاحظ أن هجمات تُشنّ عليها من بعض مستخدمي تويتر، وصلت إلى حد توجيه اتهامات خطيرة إليها، حيث تقول رغد: quot;هاجموني بسبب تغردة لم أكتبها، واخترقوا حسابي بإرسال رابط زعموا أن فيه صورة انتشرت لي، وتمت سرقة الحسابquot;.

عقلي لا وجهي
على الرغم مما تنادي به رغد من حرية، إلا أنها تضع صورة لفتاة غطاها السواد بالكامل، مما يجعل البعض يتهمها بأن ذلك يتناقض مع ما تقوله وتدعو إليه، لكنها ردت على ذلك قائلة: quot;أنا أستعر من النظرة للمرأة وكأنها سلعة، فأنا لا أضع صورتي الحقيقية، لكي لا تكون متابعة الناس لي بسبب أن هناك فتاة سعودية تمردت ووضعت صورتها، بل أريد منهم أن يتابعوا أفكاري وكتاباتي، وأن يهتموا لعقلي، وليس وجهيquot;.

تضيف: quot;حينما لا أظهر هويتي لا يعني ذلك أنني لا أطبق أفكاري، بل بسبب أني أصبحت مشهورة، ولا أفضل أن تختلط حياتي الشخصية بالعالم الإفتراضي، لذلك لا أحب أن يصبح وجهي مألوفًا للعالم، فهي مسألة خصوصية شخصية، وليست مسألة عدم انفتاح، فأنا لا أقوم بتغطية وجهي في الحياة الواقعية، ولكنني في الأيام المقبلة أفكر جديًا في أن أضع صورتي كإثبات فقط أنني لست رجلًا، أي كرد على الناس، وليست رغبة منيquot;.

ويحتفظ الآلاف من السعوديين في موقع التواصل الاجتماعي الشهير quot;تويترquot; في قائمة المتابعين بتلك الفتاة، التي تأخذك في رحلة لا تخلو من مغامرات أحيانًا، لما تتميّز به من سرعة بديهة في الرد على من يهاجمها، إلى عالمها الذي يموج بشتى الانفعالات والآمال والآراء الجريئة، حتى تصدرت في عام 2012 قائمة أكثر المغردين تأثيرًا على تويتر.

ثقة مهزوزة بالرجل السعودي
تستغل الفيصل شهرتها وتأثيرها في النشاط الاجتماعي، بحيث تقول: quot;هناك فتيات سعوديات يعرضن عليّ مشاكلهن لأقوم بإيصالها من تعنيف وتحرش واضطهاد، ولأن صوتي سوف يصل إلى الكثير، أقوم بعرض مشكلاتهنquot;.

ولأنها حريصة على أن لا يخفت هذا الصوت، تقول إن هناك عروض زواج جادة تأتيها في تويتر، لكنها تشدد على أنه ليست لديها ثقة كافية بالرجل السعودي، الذي لا يفضل بطبيعته الارتباط بفتاة واعية ومثقفة وذكية، وتخاف على صوتها من الاختفاء.