المتابع لتطورات الاحداث و التصعيد في العديد من المسائل و القضايا المهمة و الحساسة على صعيد المنطقة و العالم، يجد أنه من المصلحة الاستراتيجية جدا لشعوب و دول المنطقة تحديدا، العمل من أجل کل مامن شأنه لم الشمل الوطني و وحدة صف القوى السياسية و الفکرية وان اي خروج او رفض لهذه الحقيقة لن تکون في نهاية المطاف إلا في خدمة الجبهات المعادية لمصالح و طموحات و أماني الامة العربية. ونظرة على المفترق الحساس الذي بلغه الصراع العربي الصهيوني من جهة، و الذروة التي بلغها نظام ولاية الفقيه من خلال سياساته العدوانية تجاه دول المنطقة بشکل خاص و العالم بشکل عام، تبين لنا بوضوح من أنه من مصلحة کلا هذين المعسکرين وجود حالة من التفرقة و الاختلاف و التطاحن بين أبناء الامة العربية لأي سبب او عامل کان، واننا لن نذيع سرا إذا ماقلنا بأن الاعداء و المتربصين شرا بأمتنا العربية يبذلون الغالي و النفيس من أجل ضمان إنشطار داخل البيت العربي لکي يتم ضمان تمرير أهدافهم و اجندتهم الخاصة على حساب مصالحنا کعرب.


اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، أکدنا مرارا و تکرارا على أهمية وحدة الصف العربي بل وان فکرة تأسيس مجلسنا العربي الاسلامي قد جاء أساسا من أجل ضمان وحدة صف الشيعة العرب کواحدة من الاسس و الرکائز العديدة التي تحتاجها أمتنا العربية لتقوية صفوفها في عملية مواجهة أعدائها و في صراعها المصيري مع الکيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية الفلسطينية واننا لانرى في أية مواجهة ولو طفيفة بين أبناء الامة العربية من مختلف الشرائح و الطوائف و الاقليات الدينية المتباينة عملية تخدم المصالح القومية العليا بل وانها تهدد الامن القومي العربي من خلال فتح ثغرات يحتمل أن ينفذ من خلالها الاعداء للوصول الى مآربهم و أهدافهم المشبوهة واننا ومن هذا المنطلق و وفق هذه الرؤيا الملتزمة بالعروبة کأساس و منطلق، نرى في خطبة الشيخ محمد العريفي التي تعرض خلالها للطائفة الشيعية، بأنها لاتخدم أبدا وحدة الصف العربي وليست هي مفيدة أبدا للأمن الاجتماعي العربي ولاسيما وان امتنا محاصرة و مهددة بأعداء من شتى الصنوف و الالوان وان فتح هکذا مواضيع مثيرة للقلاقل و الفتن لن تصب أبدا في خدمة أحد من أبناء أمتنا الاسلامية بمختلف طوائفها رغم أننا نميل الى أن نبين وبشکل واضح أنه حتى عندما يطلق أحدا ما تهمة کالتي أطلقها الشيخ العريفي بحق الطائفة الشيعية فإنه حري به أن يستند على أسس و دلائل موضوعية مستندة الى مصادر معترف بها من جانب أهل العلم و المعرفة وان أکبر و أهم المصادر الاسلامية المعتبرة کمراجع لدى العلماء و المفکرين نجد فيها رأيا آخرا بشأن الاساس الذي تأسست عليه الطائفة الشيعية ومع أننا لانود لفتح هکذا ملف و الانشغال به(مع قدرتنا و إمکانياتنا الخاصة بهذا الخصوص)، فإننا في نفس الوقت نجد انه من الافضل بکثير لو أننا عملنا في عصرنا الراهن على إلتزام خط فکري و فقهي خاص يقود الى رأب الصدع و وجوه الاختلافات(غير السليمة)او التي يمکن أن تسبب يوما حالة من العداء بين أبناء الامة الاسلامية الواحدة من السنة و الشيعة لأن الضرر الذي يلحق بالعربي الشيعي هو نفسه الذي سيلحق حتما بالعربي السني وان ماکنة العداء الخارجي في حالة هجومها على العرب، لايهمها طائفة العربي او موقفه من الطوائف الاخرى وانما تقوم بحصد الارواح العربية بغير حساب ومن هنا فإن إثارة هکذا مواضيع و فتح ملفات أکل عليها الدهر و شرب لن تفيد بحال من الاحوال وانما ستؤدي بنا الى التقوقع داخل مواضع ضيقة جدا ضد بعضنا و الدخول في مواجهة خاسرة لن نحصد في نهايتها سوى الخيبة و المزيد من التراجع.


اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، في الوقت الذي نقدر فيه عاليا المواقف المسؤولة التي إنطلقت من داخل المملکة العربية السعودية ضد إتهامات الشيخ محمد العريفي و نرى فيها إلتزاما مبدئيا ثابتا بمبادئ وحدة الصف الاسلامي و الاتفاق على عدم المساس به مهما کانت الظروف، فإننا نعلن أننا لانرى في هذه التصريحات غير المسؤولة مايساعد على الجهود المبذولة لتعزيز الانسجام القائم حاليا بين الاخوة السنة و الشيعة والتي يدعمها العاهل السعودي جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وان الشيعة العرب في نهاية الامر لم ينتموا و لاينتموا لإيران بقدر ماهم منتمين لطائفتم وفي نطاق اوطانهم و شعوبهم وامتهم العربية وان أي شئ يخالف ذلك فإنه مردود و مرفوض من جانبهم.


*المرجع السياسي للشيعة العرب.