لأسباب عديدة واضحة.. تعتبر المبادرة الكردية بتوفير ملاذ آمن للمسيحيين في أقليم كردستان.. تعتبر هذه الخطوة استثمارا سياسيا مكشوفا لمأساة أبناء شعبنا من المسيحيين، وتفتقر الى الجدية وحُسن النية!

فالأكراد يسعون من وراء هذه المبادرة الى كسب الشعوب والدول المسيحية سياسيا واعلاميا وجماهيريا، والظهور بمظهر المنقذ صاحب المشاعر الأنسانية التي تتألم من اجل المسيحيين.

وكذلك في حال تنفيذ فكرة الملاذ الآمن في كردستان.. سيدر هذا المشروع أرباحا مالية ضخمة على الأكراد، اذ ستتدفق التبرعات المالية من مختلف دول العالم والمنظمات الانسانية والمسيحية، وكل هذه الاموال ستكون تحت سيطرة الأكراد يتحكمون بها حسب أرادتهم.

والدليل على عدم جدية الأكراد في الاهتمام بمعاناة المسيحيين هو ظروف القرى المسيحية البائسة في كردستان.. اذ تعاني المناطق المسيحية من اهمال واضح في توفير خدمات الماء والكهرباء والمدارس والمستشفيات، اضافة الى الاضطهاد الديني، والضغوطات عليها للقبول بالمخططات الكردية بخصوص الموصل وكركوك، فاذا كان الأكراد حريصين على حياة المسيحيين لماذا لايوفروا لهم أبسط حقوقهم الأنسانية في مناطقهم؟

ثم أين كان هذا الشعور الأنساني لدى الأكراد حينما كان العراقيون العرب يهربون من بغداد من القتل الطائفي والتفجيرات ويحاولون السكن في المدن الكردية ويتفاجأون بمنعهم من الدخول بحجج تظهر الشماته واللامبالاة بمأساة العراقيين الذين يدفعون للأكراد حصة 17 % من ثرواتهم!

أدعو أخواني المسيحين الى عدم الأنجرار الى هذا الفخ، والسماح بالمتاجرة بقضيتهم وتحويلها الى مشروع للأستثمار السياسي، والحجز على المسيحيين رهائن لدى الأكراد، ولتكن طلبات المسيحيين من المجتمع الدولي الحصول على اللجوء السريع في دول أروبا واميركا وكندا وأستراليا.

[email protected]