توجد في الثقافة الأسلامية أحاديث ومقولات تشير الى ان أكثر أهل النار هن النساء اللائي سيعاقبهن الله أشد العقوبات بسبب ذنوبهن الكبيرة.. وبما ان الثقافة الأسلامية يغيب عنها فحص مضمونها ومفاهيمها حسب قواعد العقل ومبدأ عدالة الله، فأن هذه المقولة أخذت طريقها الى أذهان المسلمين، وحتى المسلمات ايضا أقتنعن بهذا الكلام وشعرن بالذنب والخطيئة من دون أساس معقول !

وحينما نطلع على شرح هذا الحديث.. لانجد سرد مقارن لحجم الخطايا والذنوب والجرائم التي ترتكبها النساء مقارنة بالرجال، فالعقل الذكوري المهيمن على الثقافة وخصوصا الدينية هو من يفسر كل شيء، ويمنح صكوك البراءة والجنة لنفسه، ويدخل في نار جهنم النساء، ولعل من أهم الحجج التي تساق لتبرير صحة هذا الحديث هي حجة أرتكاب معصية الزنا من قبل المرأة، ولكن المثير للغرابة والتساؤل هو ان الثقافة الأسلامية التي جعلت أكثر أهل النار من النساء سكتت عن الرجل شريك المرأة في معصية الزنا، فلا يوجد أمرأة زانيا إلا بوجود رجل زاني شريك لها، فلماذا لايدخل معها نار جهنم؟

ولو أجرينا مقارنة بسيطة بين حجم ذنوب وجرائم النساء والرجال سنجد مايلي:

- الرجال قاموا بجميع الحروب والغزوات وجرائم الإبادة الجماعية ضد البشرية.

- الرجال هم من نفذ جميع الأنقلابات الدموية في التاريخ.

- الرجال هم من أبتكر السجون والمعتقلات والتعذيب في التاريخ.

- الرجال هم الجلادون الذين مارسوا الأعدامات في التاريخ.

- الرجال هم من أسس أجهزة الأمن والمخابرات التي بطشت بشعوبها.

- الرجال هم من أسس عصابات الأجرام والسرقات والجريمة المنظمة والمافيات.

- الرجال هم من يقود تجارة المخدرات.

- الرجال كانوا طوال التاريخ هم الدكتاتوريون الطغاة.

وغيرها من الجرائم التي كان ومايزال أبطالها من الرجال، بينما نجد ان النساء أخطاؤهن وذنوبهم أشياء لاتذكر ولاتصل الى مستوى سفك الدماء وتخريب الأوطان والحضارات مثلما فعل الرجال، وغالبا ما تكون اخطاء النساء بدافع تحريض الرجال ومشاركته لهن.

والسؤال: هل تقبل عدالة الله ورحمته ان تكون أكثر أهل النار من النساء؟.. الموضوع لايحتاج الى بحث قرآني وفقهي وعقائدي وفلسفي.. بل أدعو كل أنسان ان ينظر الى أمه ويسأل نفسه هذا السؤال: هل تستحق أمي ان تكون في نار جهنم رغم كل ما قامت به من جهود جبارة مع أطفالها؟.. فالفطرة والبداهة ترفض هذا الحديث وغيره، ومااكثر ما يوجد من المفاهيم والأقوال الخاطئة في الثقافة الاسلامية التي تتنافى مع العقل وعدالة الله رب جميع البشر نساءا ورجالا ومن كافة القوميات والشعوب والأديان، وليس رب الرجال المسلمين فقط.

[email protected]