لم يکن من السهولة فرض وجود المجلس الاسلامي العربي المرجعية السياسية لشيعة العرب على الساحتين اللبنانية و العربية وکذلك لم تکن الظروف الذاتية و الموضوعية من جوانب شتى مهيأة لکي تقبل بنا العديد من القوى و التيارات السياسية الاخرى بل وحتى أن البعض منها لم تخفي إمتعاضها و عدم ترحيبها الضمني بنا، ويمکننا القول بأننا خلال السنوات الاربع الماضية قد کنا على الاغلب نسبح ضد التيار ndash; الموالي لولاية الفقيه في إيران-ويقينا ان المهمة کانت أکثر من شاقة لکننا قبلنا التحدي و صممنا على المسير قدما برغم کل الصعاب و الاشواك المتناثرة في طريقنا.

اليوم ونحن نطوي العام الرابع من عمر المجلس الاسلامي العربي، وبعد أن صار هذا المجلس الفتي، ثالث قوة إسلامية شيعية في لبنان خصوصا ومرجعية سياسية لشيعة العرب عموما، وصار له شأن و مکانة على الصعيد العربي والإسلامي و صار له الشرف بفتح أعين و بصيرة قطاع عريض من الشيعة العرب في مختلف أقطار الوطن العربي بوجه الاخطار و التحديات المحدقة بهم بشکل خاص و بالامة العربية بشکل عام حيث حدد الاعداء و المتربصين شرا بأبناء أمتنا و فضح مخططات نظام ولاية الفقيه المشبوهة التي سعت و تسعي من أجل إستغلال الشيعة العرب و توظيفهم کورقة ضغط تلعبها من أجل مصالحها و امنها القومي الخاص، وبعد ان صرنا نمثل مرجعية سياسية للشيعة العرب، و بات الکثير الکثير(بحمدالله وفضله)، يراجعوننا و يطرحوا علينا تساؤلاتهم و إستفساراتهم المتباينة بشأن مختلف الأمور و القضايا الدينية و السياسية التي يجهون إشکالا او ثمة إلتباس في فهمها و استيعابها، وطفقت الاتصالات من أخواننا الشيعة العرب في لبنان و العراق و البحرين و السعودية و الکويت و الامارات العربية المتحدة و قطر وسلطنة عمان وسوريا والأردن واليمن و الاحواز والمغرب العربي تنهال علينا حيث يطلب الکثير منهم الانتماء و التطوع في المجلس علما بأن المجلس قد واجه هکذا وضعية في العام الماضي و قد شعرنا بحرج بالغ لأننا لم نکن نمتلك الامکانيات اللازمة حينها لإستيعاب ذلك العدد الکبير، وبعد ان أثرنا حفيظة نظام ولاية الفقيه الذي لم يتمالك نفسه فتعرض لشخصنا من خلال مواقع تابعة له مبتغيا من وراء حملته الرخيصة المشبوهة تلك الحد من عزيمتنا و إشعارنا بالاحباط، فإننا قررنا في المجلس الاسلامي العربي بعد التوکل على الله سبحانه وتعالى و الاعتماد على إيمان و تفان و إخلاص الإخوة في شورى القرار في المجلس الإسلامي العربي، فتح باب التطوع في المجلس الاسلامي العربي أمام اخوتنا من الشيعة العرب في البلدان العربية وکافة أنحاء العالم، لکي يؤدوا دورهم التأريخي في هذه المرحلة الحساسة و الخطيرة التي تمر بها أمتنا العربية حيث تتکالب التهديدات و الاخطار من کل صوب و حدب ضدها، ونحن واثقون من أن رفد المجلس بطاقات عربية من مختلف الاقطار العربية سوف يعزز من قدراتها و إمکانياتها و يمنحها المزيد من القوة و المنعة و السؤدد.

اننا ومن خلال فتحنا لباب التطوع في المجلس، نريد ان نوجه رسالة الى کافة الاطراف مفادها ان المجلس الإسلامي العربي المرجعية السياسية لشيعة العرب قد صار امرأ واقعا بوجه اولئك الذين يريدون العبث و التلاعب بالامن القومي للعرب من أجل مصالحهم و أجندتهم الخاصة المتعارضة اساسا مع مصالح و اجندة الامة العربية واننا إذ نفتح باب التطوع فإننا ننوي قريبا القيام بجولة اوروبية و الى بعض البلدان العربية الاخرى من أجل الاعداد و التمهيد لتفعيل مسألة التطوع و إجراء الاتصالات اللازمة من أجل تذليل المعوقات و الصعاب لإنجاحها بعون الله و لطفه، وقل أعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون.

*المرجع السياسي للشيعة العرب