بغض النظر عن صحة الانباء التى ترددت خلال الاسابيع والشهور الماضية عن احتمال وفاة الرئيس مبارك قبل نهاية العام الحالى نتيجة للامراض الخطيرة التى يعانى منها.. وبغض النظر عن حالتة الصحة تماما ايا كانت..

وعلى افتراض ان صحة الرئيس عال العالquot; ومية مية quot; كما ادعت احدى الصحف المصرية.. وعلى افتراض ان كل الانباء التى تتردد عن صحته مجرد اشاعات لا اساس لها من الصحة.. الا اننى اجدنى مثل ملايين من ابناء مصر المحبين لها اتسائل فى مرارة وحيرة عن سر ولغز واسباب اصرار الرئيس على البقاء فى الحكم رغم انه تجاوز ال 82 عاما ويحكم مصر منذ عام 1981 وكان نائبا قبل ذلك للسادات لثمانى سنوات كاملة.. ورغم مطالبة غالبية المصريين له بالتنحى والدعوه لانتخابات مبكرة يختار الشعب خلالها من يريدون بحرية وشفافية.

لا افهم مالذى ينتظرة الرئيس للتخلى عن الحكم بعد كل هذه السنوات الطويلة ؟؟ هل ينتظر قضاء الله وقدره ؟؟ هل ينتظر حتى يثور الشعب ويخرج الملايين الى الشوارع مطالبين باستقالته؟؟ هل ينتظر حتى يتأكد من وصول ابنه الى مقعد الحكم خلفا له واقناع الشعب به؟؟ ولماذا يصر مساعديه والمحيطين به على الاكتفاء بتكذيب الاخبار التى تتردد عن تدهور صحته وقرب نهايته وتجاهل حقيقة ان الرئيس اصبح بالفعل متقدما فى السن ويحتاج للراحة والهدوء والتمتع بما بقى له من عمر بعيدا عن مشاغل وهموم كرسى الحكم ؟؟ وهل يظن المقربين ومساعدى الرئيس ان تكذيب ماينشر فى الاعلام العالمى عن تدهور صحته هو كل ما يطمح ويحلم به المصريين فى الداخل والخارج؟؟


ان من حق الشعب ان يطالب الرئيس - نتيجة لكبر سنه وتدهور صحته وحاجة البلد الى دماء شابة جديدة لادارتها - بالتقاعد واختيار بديل له لقيادة المسيرة.. من حق الشعب ان يتطلع الى الحرية والديمقراطة الحقيقة مثل كل شعوب العالم الارض..من حق الشعب ان يتطلع الى نظام جديد لا يحكم بقوانين الطوارىء والقبضة الحديدة وتعذيب معارضيه فى السجون.


ان رئاسة اى دولة من دول العالم هى وظيفة بتفويض من الشعب محدده بشروط ومدة محددة..واذا ما اصبحت شروط الوظيفة لا تنطبق على الشخص لاى سبب من الاسباب او اذا انتهت مدة صلاحيتة لها فانه من المنطق والعدل مطالبة الحاكم بالاستقالة او اقالته اذا رفض ورد السلطة لاصحابها وهم ابناء الشعب لاختيار من يرونه مناسبا لتكليفه من جديد بمهمة قيادة البلد.

ان الرئيس مبارك لم يعط تكليفا من الشعب بالبقاء فى السلطة حتى النفس الاخير من العمر.. ولا توجد كذلك اثباتات او ادلة تبرهن على انه كلف من السماء بحكم مصر والبقاء فى السلطة حتى ترسل اليه العناية الالهية البديل الذى ينتظره منذ سنوات طويلة وجعلته لا يعين نائبا له منذ توليه الحكم!!

ان هذا الوضع الغريب الذى وضع النظام المصرى البلد فيه يمكن ببساطة شديدة ان يتحول فى لحظة الى كارثة وانفجار شعبى هائل وثورة وفوضى كبرى اذا توفى الرئيس فجأة بدون ان يعلن قراره للشعب المصرى وبدون ان يفصح عن الترتيبات التى اتخذها لنقل السلطة بعد رحيله بطريقة سلمية دستورية وقانونية..

ومن الممكن ان يصبح غياب الرئيس المفاجىء قبل نقل السلطة منه الى حاكم اخر سببا فى منازعات وصراعات ومصادمات دموية بين كل من رجال وزارة الداخلية الذين يقدر البعض اعدادهم ب 2 مليون فرد وقيادات الجيش الذين يملكون المدافع والمدرعات والدبابات والطائرات والمعدات الحربية الحديثة والتيارات الاسلامية المتشدده وفى مقدمتهم بطبيعة الحال الاخوان المتأسلمين الذين بالفعل اعلنوا عن تأسيس اربعة لجان منذ ايام قليلة لتجهيز انفسهم لتولى مسئولية الحكم فى مصر خلفا لنظام الرئيس مبارك!!

على اى حال اننا نأمل ونتمنى الشفاء والصحة للرئيس مبارك ولكن فى نفس الوقت ندعوه بدافع الحرص على مصلحة الوطن والشعب الطيب الغلبان التقاعد والتخلى عن الحكم لتفويت الفرصة على الانتهازيين والمخربين والمتطرفين الذين يخططون فى العلن والسر للوصول الى حكم مصر وتحويلها الى دولة من الدرجة العاشرة شبيهة بالصومال والسودان وافغانستان وامارة غزة الاسلامية.

ليت الجميع يدركون ان التغير الذى يطالب به المصريون ويتطلعون اليه املين فى تحسين اوضاعهم المعيشية هو بلا شك سنة الحياة وقدر البشر على هذة الارض وسواء رضينا ام لم نرضى لابد ان يتم ويحدث ان لم يكن اليوم ففى الغد القريب..والذين يتصورون عكس ذلك اما انهم يخدعون ويضللون انفسهم ويفتقدون الشجاعة على مواجهة الواقع او اما انهم فقدوا عقولهم تماما وصاروا يعيشون فى عالمهم الخاص.

استراليا
[email protected]