منذ حوالى ست سنوات أخبرنى صديق عزيز عن مجلة إلكترونية إسمها إيلاف، وطلب منى أن أطلع عليها وأرسل كتاباتى لها ربما ينشرونها، فدخلت على الإنترنت وكتبت:
www.elaf.com
فلم يحدث شئ وقلت لصديقى عما حدث فأخبرنى أن الصحيح هو:
www.elaph.com
وقد كان أول ماقرأت فيها هو مقال لصاحب إيلاف الإستاذ عثمان العمير والذى عرفته رئيسا لتحرير الشرق الأوسط، وكان مقال عثمان بعنوان:
يقولون: ما أنت؟
فقلت هناك خطأ لغويا، كان من المفروض أن يكون العنوان: من أنت؟ وقلت لنفسى هذه بداية طيبة فبما أن صاحب الجريدة بدأ بخطأ لغويا وهو الكاتب المحترف، فمن حقى أنا الكاتب الهاوى أن أخطأ لغويا أيضا وهذا واضح فى كتاباتى لمن يتابعها وإن كنت أحاول أن أصحح من أخطائى قدر الإمكان، ولكن قاتل الله التسرع؟
وأرسلت رسالة إلى إيلاف فى هذا الوقت وطلبت أن أن ينشروا لى مقالاتى، فأخبرونى بشروط النشر، وأرسلت لهم أول مقال، وفوجئت أنهم نشروه فى باب آراء، وأخذت أرسل لهم المقالات والتى كانت تنشر فى باب أصداء، وفجأة وبدون سابق إنذار وجدتهم قد وضعونى فى كتاب إيلاف وسعدت جدا وقلت خير اللهم إجعله خير، ومن ساعتها وأنا من كتاب إيلاف، وأحب أن أقرر هنا أنه على مدى سنواتى مع إيلاف لم يطلب أى أحد من إيلاف أن أكتب فى موضوع معين أو أن أتحاشى الكتابة عن موضوع معين، ولم يحدث أن رفض لى أى مقال بإستثناء مرة واحدة كتبت مقالا عن العراق، وتم رفعه بعد فترة قصيرة من نشره بناء على شكوى بعض القراء، وتفهمت الموضوع وقتها.
وما أريد أن أقوله هنا أن لإيلاف فضل كبير على، فها أنا ذا ذلك المهندس الذى ضل طريقه إلى الكتابة بعد جريمة 11 سبتمبر، تنشر لى إيلاف أكبر جريدة إلكترونية عربية وعرفتنى بالناس، وكثير من أصدقائى فى الهندسة سألوننى: إنت تعرف واحد إسمه سامى البحيرى؟؟ فاقول: ليه خير؟؟ فيقول صديقى: أصل جانى مقال له فقلت يمكن يكون قريبك. فأقول: آه ده أقرب منى مما تتصور، ويفاجأ عندما يعرف أننى هو نفسه ال quot;سامى البحيرىquot;، والحقيقة أن هذا من أفضال إيلاف علي معظمنا فقد جعلت من بعض الهواه كتابا واصبح لهم أسلوبا مميزا بل وأصبح لهم قراء ينتظرون كتاباتهم، وقضت على إحتكار الكتابة فى الصحف الورقية، ولقد دعيت بصفتى من كتاب إيلاف إلى أحد المؤتمرات التى كانت تناقش معاناة الأقليات فى الشرق الأوسط، وفوجئت بعدد من الحضور يطلبون أن يأخذوا صورة معى، ووافقت أعمل إيه: ضريبة الشهرة بقى!!
ولقد إستطاعت إيلاف أن تكسر حاجز الخوف من الكتابة وتقرأ لها كتابات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما أنها أعطت الفرصة للقراء أيضا أن يكونوا كتابا وهذه ميزة ليست موجودة فى الصحافة الورقية، فأنا ككاتب أقرأ تعليق القراء فى نفس اليوم، وللأسف إمتنع بعض الكتاب المتميزين عن الكتابة فى إيلاف لعدم إحتمالهم النقد الذى يصل فى بعض الأحيان إلى التجريح الشخصى، وقد يصل إلى التهديد، وأنا كنت واحدا من الناس الذين فكروا الإمتناع عن الكتابة بسبب النقد الجارح، ولكنى عدلت عن ذلك وقلت لنفسى: إذا كنت أقبل المدح فيجب على أن أقبل الهجاء، وإلا لا داعى لأن أنشر للناس أى شئ، أما إذا توقعت أن كتاباتى تعجب كل الناس، فهذه الدكتاتورية بعينها. وإيلاف نفسها ليست فوق النقد، فهى كثيرا ما تنشر ردودا للقراء ينتقدونها.
ومن أكثر ما يعجبنى فى إيلاف هو عدم خلطها بين الرأى والخبر، وهى جريدة رأى فى معظمها وإن كانت تنقل لك الأخبار على مدى الساعة، وأنا أرى أن إيلاف سبقت عصرها بكثير والمستقبل للجريدة الإلكترونية، فالجيل الجديد يقرأ كل شئ على الإنترنت.
وإيلاف تابعت الثورات العربية أيضا على مدى الساعة وأذكر أننى كتبت أكثر من 12 مقال ايام ثورة مصر وتونس، وكانت تنشر فورا، وحرصت إيلاف على الحقيقة قدر الإمكان وبعدت عن الإشاعات الكاذبة والمغرضة وغير المغرضة التى أنتشرت إنتشارا مخيفا أثناء الثورات العربية، وإنحازت إيلاف إلى جانب الشعوب فى معظم الأحيان.
فكل سنة وإيلاف طيبة وسنة حلوة ياجميل وعقبال ميت سنة، وعلى فكرة إيلاف من برج الثورة مثلى فأنا أيضا من مواليد مايو!!
[email protected]