حادثتان لفتتا الانتباه مؤخراً.. الأولى: اعتراف كبار قادة الموساد الاسرائيلي بقيامهم بإغتيال خليل الزير (أبو جهاد).. وذكروا تفاصيل اغتيال شخصيات عربية أخرى في أماكن متعددة من العالم!!.. أما الحادثة الثانية: فهي ما صرحت به تسيبي ليفني التي كانت وزيرة للخارجية، وكذلك كانت قاب قوسين أو أدنى من رئاسة الوزارة، صرحت بأنها كانت تتعاطى الجنس مع شخصيات في العالم من أجل خدمة اسرائيل، واعترفت بأنها تسترت تحت اسم خادمة لتقوم باغتيال عالم عراقي في فرنسا، وأضافت: إنني مستعدة أن أفعل نفس الشيء لبيع جسدي والقيام بأعمال ارهابية من أجل اسرائيل!!..
* * *
حينما تحاول إسرائيل أن تتعامل مع مُفردة quot;الإرهابquot; على أنها حملٌ برئ جداً من هذا الذي أصبح من تقاليد العرب والمسلمين لأنهم جُبلوا على ممارسته ضد مجتمع آمن ووديع يسعى إلى السلام والخير والإطمئنان بل والصداقة.. فإنها بذلك تريد أن تقلب قواعد التاريخ الإرهابي الطويل الذي قامت عليه ولازالت واقفة على أسسه إلى وقتنا الراهن.. فإسرائيل أدخلت quot; الإرهاب المنظم quot; إلى القاموس العالمي إبتداءاً من عصابات الكهانة التي كان بطلها مناحيم بيغن، وهذه العصابات هي التي ذبحت وقتلت وطاردت آلاف الفلسطينيين وهجرتهم من أرضهم، وحين تذكرُ بهذه الحوادث، فإنك لا تسمع أي ردٍ إسرائيلي عليها!! وإسرائيل خاضت العديد من حروب التدمير للعرب قتلت وشردت ودمرت القرى والمدن، بل ووصلت إلى مناطق بعيدة عنها لم يسبق لها أن هددت أمن إسرائيل كما فعلت حينما غارت طائراتها في منتصف الثمانينات على المفاعل الذري العراقي ودمرته بالكامل.. وهذا في المفهوم الإسرائيلي ليس إرهاباً.. وإسرائيل دخلت تحت جنح الظلام لتقتل وتغتال وتخطف العديد من الكوادر السياسية والفكرية والدينية.. في عدد من البلدان العربية في لبنان وتونس وليبيا وغيرها، وهذا ليس إرهاباً أيضاً..
وإسرائيل قتلت وإختطفت العديد من الشخصيات العربية والأجنبية في دول العالم الأخرى وبخاصةً في أوروبا باعتراف المؤسسات الأمنية الغربية، وهذا ليس إرهاباً أبداً..
واليوم فإن إسرائيل تحتل أراضي لبنانية وسورية وتهاجم أهدافاً تتجاوز المنطقة المحتلة، حيث تتصرف كشرطي آمن في المنطقة دون أن يكون هنالك رادع دولي يوقفها عند حديها.. وهذا في المفهوم الإسرائيلي ليس إرهاباً..
ولكن حين تنفجر عبوة في مكان ما في هذا العالم المترامي الذي يضم ملايين البشر، فإن أول ما تقوم به إسرائيل هو إتهام العرب والمسلمين بالإرهاب والمسؤولية عن التفجير!!..
لقد كانت إسرائيل وماتزال تسعى للإساءة إلى سمعة العرب والمسلمين وتحقيق تعاطف غربي معها.. وللتاريخ نقول إنها دائماً ما تقوم بأعمال خاصة ضد أشخاص أو مؤسسات ربما تكون تابعة لها، ثم تلصق تهمة الإرهاب بالعرب والمسلمين..
ألم يغتال quot; الموساد quot; أحد العلماء الأجانب المتعاونين معها وهو quot; جيرالد quot; صانع المدفع العراقي العملاق.. وتتهم به الإرهابيين العرب ؟.. إلا أن القضية تَكشَّفتْ للـ CIA والمخابرات الغربية، ولكن بعد فوات الآوان وبعد أن كسبت إسرائيل تعاطف الرأي العام العالمي لما روجته من دعاية وتحريض حول عملية الإغتيال ضد العرب.
هذه هي أساليب إسرائيل.. فهل باستطاعة وسائل الإعلام العربي أن تواجه حملات التشويه الإسرائيلية ضد العرب والمسلمين التي لا تنقطع أو تتوقف؟!.. أشك في ذلك ؟!!..