في الاحاديث اليومية المتداولة في الشارع العراقي ان نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الحالي، هو افضل السيئين، لذلك يجد البعض من خلال الاحداث والاخبار انه يستحق ولاية ثالثة ويمتدح النشاطات والاعمال التي يقوم بها ويصدق كل ما يقوله لان الساحة العراقية مكتظة ورأس المواطن العراقي مشوش حتى صار لا يعرف الصح من الغلط.

من بين هذه الاصوات والاحاديث يتمنى الكثيرون ممن يمتدحون المالكي خاصة ان لا تكون له ولاية ثالثة، ومن الممكن سماع صراخ هؤلاء الشرفاء والمثقفين بقوة،فهؤلاء الذين تمسكوا به بشدة ودافعوا عنه كثيرا، صار يحز في نفوسهم ما يستجد، فلا يصدقون المتناقضات التي باتت تلتصق ببعضها فتكون شكلا واحدا يرضى عنه رئيس الوزراء، وكذلك لان المالكي لم يعد يسمع الا الذين يكيلون له المديح العالي ويتقربون منه زلفى لحاجات في نفوسهم،وكذلك الذين هم مقربون منه ويبذخون عليه بالاخبار الجيدة وبالارشادات والنصائح غير الصحيحة اطلاقا، بل انه صار يقرب اليه الذين عليهم مئات علامات الاستفهام البشعة وآلاف الملاحظات السلبية وملايين السلوكيات السيئة من الانتهازيين والمتملقين والساجدين للدرهم والدينار وللجاه وللسلطة، المعروفة سيرهم الذاتية العفنة للقريب والبعيد، والغريب ان بعض هؤلاء لدي المالكي ملاحظات عليهم، واحيانا يصفهم بأوصاف سيئة،كما نسمع من بعض المقربين اليه، لكنه،كما يقال، يستخدمهم لتنفيذ اجنداته، وهو ربما لا يعرف انهم قبل ان ينفذوا له اجنداته ينفذون اجنداتهم ويفسدون الى ان يصرخ الفساد من هول ما يعانيه منهم، الناس تحزن حين تسمع هذه الاخبار وتقرر بصوت مسموع ان صوتها لن يكون للمالكي لانهم يخشون منه في المرحلة اللاحقة حينما سيمنح المجد لمن لا مجد لهم ويعطي المسؤولية لمن لا مسؤولية له او يضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب ويمنحه الحصانة ليفعل ما يشاء،ويعطيهم جميعا ما لا يعطي لغيرهم من الاموال والصلاحيات.

وفي الجانب الاخر لم يعد المالكي يسمع شيئا مما يقوله الناس ولايرى شيئا مما يتداعى في الساحة العراقية على مختلف الصعد ابتداء من الخدمات الى الثقافة والفنون والاعلام الى الاحوال الاجتماعية والى الوضع الاقتصادي، ولانسمع من بعض المقربين اليه الا كلمات مثل (انه يقول لا أريد ان أفتح جبهة اخرى) فيما الفساد في هذه الجبهة يزكم الانوف ويمرض النفوس ويعطل جزء من الحياة، يتمنى الناس ان يروا حماسا له في هذه الجوانب مثل حماسه في السياسة والتصريحات السياسية، ان يضرب بيد من حديد كل من يتعمد ان لا يقدم خدمة للناس، وكل من يفسد، وان يضرب صغار الفاسدين لانهم اصل الفساد والمروجون له والمشجعون عليه، فيما يردد الناس انه لا يستطيع اقالة مدير عام فاسد،مفضوح بفساده، اساء للبلد كثيرا او ربما اقل من مدير عام، فيما بغداد يتهرأ جسدها وتتلوث صورها ويسوء كل شيء فيها على مدى تسع سنوات عجاف، وكنت اتمنى لو ان المالكي تنكر ونزل الى مدينة الكرادة الشرقية، التي هي الاقرب الى المنطقة الخضراء، ليرى اي بؤس تعيشه، وحتى حين نقلت ذلك الى عضو في (دولة القانون) قال لي ليس من شأني ان اقول للمالكي هذا، ويبقى الوضع يزداد سوء فيما الذين يقربهم يتمادون في الافساد، لذلك يرى ان الناس ان عدم تمكن المالكي من ولاية ثالثة معناه سقوط كل الانتهازيين والمتملقين والافاقين والكثير من المفسدين، الا هل يمكن للمالكي ان يقول فيما بعد انه لا يعلم او لم يفعل.