ليس هنالك من مؤشرات تمنح شيئا من الثقة و الامل بأن نظام الرئيس الرئيس بشار الاسد بات بمقدوره رد الهجمات التي تشنها المعارضة السورية او إمتصاصها على أقل تقدير، وانما الذي يبدو واضحا هنالك مسلسل تراجعات مستمرة من جانب القوات التابعة للأسد و التي يبدو أنها قد باتت ضمن دائرة النار النهائية.

نظام الرئيس بشار الاسد، مهم في بقائه مثلما هو مهم أيضا في سقوطه حيث أن للحالتين تبعات و تداعيات و نتائج لايمکن التغافل او التغاضي عنها، لکن هناك ثمة مسألتين حساستين تلقيان ظلالا من الشك و الضبابية على حسم ملف نظام الاسد و تساهم بشکل او بآخر في إفساح فترات إضافية لبقائه، هاتان المسألتان هما:
ـ الموقف الاسرائيلي الضبابي و غير الواضح بالصورة المطلوبة رغم أنه يميل للإبقاء على الاسد لو ساعدت ظروف أخرى على ذلك کما ترى اوساط دبلوماسية في بعض العواصم، وأن عدم وضوح الموقف الاسرائيلي لحد الان له تداعياته الايجابية على الاوضاع لصالح النظام، وترى اوساطا دبلوماسية مطلعة في بروکسل أن النظام الايراني و عبر قنوات متباينة يرغب في إبقاء الموقف الاسرائيلي على حاله، لکن هذه الاوساط تشير الى أن الاسرائيليون لن يقدموا شيئا يخدم طهران من دون مقابل.

ـ الموقف الکردي المنقسم على نفسه و الذي يکاد أن يکون عاملا في خدمة النظام و ليس ضده وان الطرف الدولي الذي يقف خلف هذا الانقسام الکردي هو النظام الايراني بعينه الذي يسعى لتوفير مختلف الضمانات و الاجواء الکفيلة بالمساهمة في إبقاء نظام الاسد، وان الصراع المرير الذي يجري بين المالکي و البارزاني هو اساسا على خلفية موقف الاخير من النظام السوري و الذي يتماشى أساسا مع الموقف القطري السعودي، وجذور هذا الصراع تتواجد في طهران نفسها.

المؤشرات التي تدل على أن نظام الاسد قد أصبح ضمن حلقة النار النهائية التي ستطبق عليه خلال أسابيع بحکم التقديرات و الترجيحات الحالية الجارية، تواجهها حملة شعواء من جانب النظام الايراني و الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، اللذان يحاولان و عبر مختلف الطرق و الاساليب عدم السماح بسقوط الاسد مهما کلف الامر، وان هناك سيناريوهات عديدة من أجل الحيلولة دون سقوط الاسد او تأخيره على الاقل تطرح نفسها بحسب ماتشيعه اوساط مطلعة في فينا أهمها:
ـ اللجوء الى الورقة الکردية و لعبها بالطريقة التي تحرج أنقرة کثيرا لأن النظام السوري سيلجأ الى تقديم تنازل کبير جدا للکرد يساوي التنازل الذي قدمه لترکيا عندما قدم لها المعلومات التي قادت لإلقاء القبض على الزعيم الکردي عبدالله اوجلان، وهو مايمکن أن يؤدي الى إثارة الاوضاع في ترکيا بصورة أکثر حدة مما عليها الان في سبيل تعکير الاجواء و توفير أجواء المقايضة السياسية.

ـ إفتعال مواجهة تسبقها مقدمات تمهيدية بين حزب الله اللبناني و اسرائيل في إطار عملية تحريك حذرة جدا و مدروسة بدقة بالغة هدفها إعلامي أکثر من أي جانب آخر، وقد تکون ضمن إطار صفقة محددة بين النظام الايراني و اسرائيل لکن الملفت للنظر في هذا السيناريو ماهو مقدار و حجم الرد الاسرائيلي وهل انه سيتجاوز الحدود المألوفة من أجل خلط الاوراق؟

في الخط العام للأوضاع في سوريا، يلعب النظام الايراني دورا محوريا يکاد أن يکون أحيانا مثل الجوکر الذي يصلح لکل الاوضاع و المواقف، والامر يستحق هذا العناء لأن سقوط نظام الاسد سيکلف النظام الايراني الکثير و يفقده حليفا استراتيجيا بالغ الاهمية و يتسبب أيضا في جعله أعرجاquot;ان صح التعبيرquot;على صعيد المنطقة،لکن الاهم من کل ذلك ثمة نقطة بالغة الاهمية و الخطورة و الحساسية و تتعلق بمساعي النظام الايرانيquot;الذي بات متيقنا من سقوط نظام الاسدquot;، بإعداد اوراق بديلة من ضمن التوليفة المعارضة للأسد کما کان الحال في العراق، وتشير معظم التقديرات ان النظام الايراني قد وجد حقا مواطئ أقدام له على أمل إستخدامها بطريقة:quot;ان لم نفلح في الثورة فإننا نفلح في تخريبهاquot;!!