فى سابقة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة قام محامي مصري برفع قضية ضد عادل امام بتهمة ازدراء الدين الاسلامي وحكم القاضى على عادل امام بالسجن لمدة ثلاثة اشهر، واعتقد ان تهمة ازدراء الدين الإسلامى سوف تكون جاهزة فى المستقبل الطالباني لمصر لاى صاحب فكر او فن او أدب يتجرأ وينتقد أي من الحكام الجدد على اساس انهم quot;ناس بتوع ربناquot; ولا يخطئون لذلك فان أي انتقاد لهم هو انتقاد وربما ازدراء للدين، وفى الحكومة الطالبانية والإيرانية اقصى تهمه هى تهمة quot;عدو اللهquot; كما كانت أسوا تهمة فى الاتحاد السوفيتى السابق هى تهمة quot;عدو الشعبquot; وكانت توجه لاى شخص ينتقد من قريب ام من بعيد الحزب الشيوعى، وهى تهم عقوبتها معروفة quot;إعدامquot;.
والحكام العقائديون عادة لا يتقبلون أي نقد لان أي نقد بالنسبة لهم يعتبرونه ضربا فى صميم عقيدتهم.
لذلك فقد بدأنا نرى ضرب رموز الفن والأدب، فها هو عادل امام الفنان المخلص لفنه لمدة تزيد عن أربعين عاما، والذي اضحك الملايين حتى أخذ لقب الزعيم باقتدار يتم الحكم بحبسه بتهمة مطاطة وهى تهمة ازدراء الدين الإسلامى لانه سخر فى بعض أفلامه من بشر من رموز التطرف والإرهاب
اما القمة الاخرى فهو نجيب محفوظ فبعد ان فشلت محاولة اغتياله حيا يتم الان محاولة اغتياله ميتا وتشويه صورته وصرح المتحدث باسم الجماعة الاسلامية التى حاولت اغتياله بان نجيب محفوظ هو عار على مصر وأن كتاباته تشجع على الدعارة!!
وكما أن هناك حساسية بل وعداء لأى صاحب فكر أو فن حر يوجد أيضا لدينا حساسية ضد أبناء مصر الذين يحصلون على جائزة نوبل فبعد ان تم اغتيال أنور السادات اول من يحصل على الجائزة تم محاولة اغتيال نجيب محفوظ وجارى الان محاولة اخرى لتشويه الدكتور محمد البرادعى على اساس انه عميل لأمريكا والغرب، وقد سبق محاولة تشويه الدكتور احمد زويل الحائز على جائزة نوبل فى الكيمياء، وقد فعل خيرا زويل بان عاد الى قواعده سالما فى امريكا.
ليس هذا فقط فهاهو أحد أعضاء مجلس الشعب من السلفيين يصرح علنا فى قاعة مجلس الشعب بأن أمريكا تتآمر على مصر وذلك بتحسين اللغة الإنجليزية للتلامذة المصريين!! بل إنتقد كل من هاجم الأمية على أساس أن النبى كان أميا!!
واتوقع ان تستمر محاولة تشويه وربما التنكيل بكل رموز الفن والأدب والرياضة والعلم والسياسة ليس فقط الذين يرفعون أصواتهم ضد نظام الحكم المتلفح بعباءة الدين بل والذين لا يعلنون ولاءهم لهذا النظام، والجديد فى الامر هذه المرة هو ان هذا التشويه والتنكيل سيتم باسم القوانين التى سيصدرها المجلس الجديد وسيتولى الحكم فيها قضاة لهم توجهات سياسية تصب فى مصلحة الحكام الجدد، ليس هذا فحسب بل ان الشارع المصرى ربما سيصفق لتلك القوانين والأحكام القادمة، وهاهو التيار السفلى يهاجم ممارسة رياضة كرة القدم ويلوم ضحايا مباراة بورسعيد على انهم كانوا يشاركون فى نشاط حرام الا وهو كرة القدم، وكأنهم مثلا كانوا يتعاطون المخدرات.
والسبب الاساسي فى الهجوم على رموز الفن والأدب والسياسة وكذلك الهجوم على الرياضة هو انها خطوة هامة جداً فى الطريق الى طلبنة مصر لان مصر بدون فن وأدب ورياضة وبترول ستصبح مثل افغانستان او الصومال، وهذا هو المطلوب تماماً وبعد ان تصبح مصرquot;مصرستانquot; سيكون من السهل على الدول العربية الاخرى على التساقط مثل أوراق الشجر فى quot;الخريف العربىquot;
وطالما ركز الليبراليون هجومهم على النظام السابق وأعوانه ونسوا خصومهم الحقيقي، حتى أنهم ينادون بتسليم السلطة المدنية إلى هؤلاء الخصوم!! وطالما أيضا ظل الليبراليون متفرقون وبدون أى قيادة أو إستراتيجية واضحة فسوف تنتقل مصر بكل سلاسة لكى تصبح مصرستان.
وهناك هدف مشترك لكل من الاخوان والسلفيين الا وهو اقامة دولة الخلافة التى يحلمون بها من اندونيسيا وحتى المغرب وربما يحاولون استعادة مجد الاندلس السليبة، ويعتقدون ان كل هذا سيبدأ من القاهرة، وهاهم قادة وبعض أعضاء تنظيم القاعدة يبدأون فى العودة للقاهرة، ويتم الترحيب بهم وإستقبالهم إستقبال الفاتحين مثلما تم إستقبال عبود الزمر وطارق الزمر، وربما عما قريب نرى عودة أيمن الظواهرى لكى يرشح نفسه لرئاسة quot;مصرستانquot;!!
[email protected]