تكملة للحديث السابق حيث وصلنا الى السؤال التالي: هل هناك قوى اقليمية او دولية ترفض اقامة الدولة العلوية؟. ومن هم الذين يدعمونها؟.

اولا: الدول الرافضة: هي كل الدول ذات الاغلبية السنية مثل تركيا والاردن وبعض دول دول الخليج.

بالنسبة لتركيا: الدولة الاقوى عسكريا وتحارب بضراوة ضد مشروع الدولة العلوية كونها دولة سنية حتى العظم. السبب الاهم لهذا الموقف التركي هو ان تركيا ضد اي تغيير للحدود الموجودة وان اي تبديل فيها قد يعني فتح الطريق امام استقلال كردستان عن تركيا. الدولة التركية لن تقدم على اي خطوة نحو تدخل عسكري في سوريا لانها اسيرة القضية الكردية في داخلها وهي الآن داخل الكماشة السورية الايرانية العلوية الشيعية والتي تحيط بدورها بجغرافيا كردية ابتداء من سوريا مرورا باقليم كردستان العراق وصولا الى ايران. هذه الجغرافيا المتعطشة للحرية قابلة للاشتعال امام اية شرارة للانعتاق من الاستبداد ونيل الاستقلال.

بالنسبة لدول الخليج والاردن: بسبب تزايد الخطر الايراني في المنطقة والاستمرار في نشرالمذهب الشيعي مع طموح عنصري فارسي وتحقيق حلم ايران للسيطرة على جزء كبير من المنطقة. هذه الدول تعتمد على دورعسكري تركي ولا تتجرأ على اي تدخل عسكري عبر الاراضي الاردنية حيث ان خطوط الجبهة الخلفية تقع تحت الرحمة الايرانية من ناحية الخليج.

ثانيا: الدول الداعمة: وهي الدول ذات الاغلبية الشيعية: ايران والعراق ولبنان.

بالنسبة لايران والعراق الشيعي: لولا الدعم الاقتصادي لهاتين الدولتين لكان النظام الاسدي قد سقط منذ اشهر، وهما ستقدمان كل الدعم لمشروع الدولة العلوية. العراق لا يريد دولة سورية سنية قوية على حدودها تثير لها المشاكل من خلال سُنة العراق، والذين يٌشكلون وحدة جغرافية مع سنة سوريا دون اية عوائق.

اما لبنان فهو رشح للانقسام الى كانتونات مارونية وشيعية وسنية ودرزية كما هو الآن تقريبا ولكن منزوعة السلاح بين اسرائيل والدولة العلوية وربما تحت حماية وضمان الامم المتحدة.

وتبقى القضية الفلسطينية. قد يكون الحل في تشكيل المملكة الفلسطينية برعاية العاهل الاردني الملك عبدالله الذي له تجربة ناجحة في الاردن، وبذلك سيتخلصون من ابوات السلطة الذين سرقوا ونهبوا مثل غيرهم من الثورويين واليساريين والماركسيين والجمهوريين في طول الوطن العربي وعرضه، ولم يكن هناك اي فرق بينهم وبين البعثيين وحكام اليمن ومصر وتونس وليبيا.....الخ. كلهم اثرياء واولادهم يتمتعون بالجنسيات الامريكية والكندية والاسترالية والاوربية يعيشون على دماء واشلاء شعوبهم المنكوبة.

ماهو موقف اسرائيل؟

هنا بيت القصيد. منذ ما يقرب من ستين عاما واسرائيل تنتظر هذه الفرصة التاريخية. الدولة العلوية هي فرصة تاريخية لاسرائيل للعيش في سلام بعد ستين عاما من الحروب وحالة الاستنفار الدائم الذي انهك الانسان والاقتصاد الاسرائيلي دون انقطاع.

التعاون الاسرائيلي سيكون مشروطا باقلاع ايران عن بهلوانياتها ضد الوجود الاسرائيلي ووضع البرنامج النووي الايراني تحت الرقابة الدولية بشروط صارمة لاتقبل التأويل.

الموقف الامريكي والاوربي ليس ضد هذا المشروع طالما كانت اسرائيل راضية عنه. روسيا هي الرابح الاكبرفي الصفقة وهي صديقة قوية لاسرائيل من وراء الستار بالاضافة الى حصولها على قاعدة هامة على المتوسط في طرطوس. اللوبي اليهودي في موسكو لا يقل قوة واهمية عن نظيره في واشنطن بالاضافة الى قوة ونفوذ اليهود الروس في الداخل الاسرائيلي وجذوره العميقة في كل اوربا الشرقية.

روسيا تعتقد انها تعرضت الى الغبن من قبل الغرب في تجارب سابقة وبشكل خاص في حروب الخليج واخيرا في ليبيا، وهي تهدف الى التعويض عما فاتها سابقا في الدولة الوليدة.

هذه التغييرات تحتاج الى وقت طويل حتى تتحقق. معنى ذلك ان الحرب الطائفية قد تدوم لسنوات وسيضطرمعها الجميع بقبول الامر الواقع بعد ان يتعب ويهلك الجميع من هدر الدماء والمجازر والخراب والهدم.

ماذا عن الطيف الكردي وسوريا المستقبل؟.


للحديث بقية...