quot; 440 سقطوا اليوم، 25 آب 2012، 300 منهم بداريَّا، بلدة غياث مطر التي ترمز أكثر من أي مكان آخر في سورية كلها للسلمية، لم يسبق أن سقط ولا نصف هذا العدد في أي يوم من 528 يوما من الثورة السورية. 440 اسما، 440 وجها، 440 قصة... وقاتل واحد....quot;* غياث مطر الذي اقتلعوا حنجرته وسلموها لأمه مع جسده المذبوح..غياث الذي كان عنوانا لشعارات الثورة السلمية..وللشعب السوري واحد واحد.

اعطونا جيشا متماسكا طائفيا نعطيكم عصابة وليس دولة..نكذب.. جميعنا نكذب..لولا الجيش الطائفي لما استمرت العصابة عدة اشهر..ولو لم يكن جيشا طائفيا وعصابة تحكم سورية، لما وجدت كل هذا الدعم من إسرائيل ومن إيران ومن روسيا..اعطونا هكذا ترويسة نعطيكم اوباما يصرح ان الاسلحة الكيماوية خطا احمر، ويجب الا تقع بايد غير ايد تلك العصابة؟!! حتى لو افنت هذه العصابة الشعب السوري برمته.. بينت الايام والثورة السورية كشفت ان العصابة الأسدية وجيشها تحميهما إسرائيل، ولم تحمي حسني مبارك او زين العابدين ولا القذافي..؟ وهذا الكلام للسيد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الذي يقف ضد التدخل الخارجي.. وللسيد محمد مرسي الرئيس المصري الجديد الذي يريد معادلة فيها إيران لكن لايعرف كيف يخرجها، اتضح ان الطرف الأكثر تشددا في رفض التدخل الدولي لحماية الشعب السوري هو إسرائيل، وجميع هؤلاء السادة من اسلاميين ومن قوميين ومن فاعلي وقادة أقليات في سورية ولبنان ومصر، يعرفون هذه الحقيقة..هذا القتل لا يمكن أن يتم بهذه الطريقة وبهذه المعادلات الخطابية والعسكرية في السياق السوري دون تماسك طائفي..

جميعنا يعرف أن آل الأسد وآل مخلوف وآل شاليش يملكون لوحدهم ما يعادل نصف ثروة الشعب السوري..والمجتمع الدولي يعرف وإيران تعرف وإسرائيل تعرف..وهيئة التنسيق والمجلس الوطني والجميع يعرف مصدر هذه الاموال وكيف حصلت على مدار اربعة عقود، وعلى حساب دم وعرق وكرامة وحرية الشعب السوري..ويخرج علينا من يتهم الشعب السوري المنتفض بالطائفية..

حزب الله ليس حزبا طائفيا، كما ترى هيئة التنسيق المعارضة، لكن الشعب السوري المنتهكة فيه حقوق اكثريته حتى كل هذا الدم فيه اتجاهات طائفية.. عندما تدعم الثورة قطر او السعودية يعتبر هذا تدخلا خارجيا، أما الموقف الايراني والاسرائيلي والروسي، فهو للحفاظ على السيادة الوطنية السورية من أي تدخل...
ما يقلق هذه المعادلة انها لم تستطع ان تجعل من اكثرية الشعب السوري طائفة سياسية..ولا حتى جيشه الحر..بغض النظر عن ردود افعال فردية هنا وهناك..

جميعنا نكذب عندما نتعامل مع تلك المعادلة أعلاه كما نتعامل معها لخوفنا من أن نتهم بالطائفية..هذه المعادلة هي التي كذبت بأن هنالك أصدقاء حقيقين للشعب السوري..لأن ما يرتكب بحق هذا الشعب يمكن للمرء ان يسميه جريمة دولية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى...

المعادل الطائفي الفعلي على الارض، وهو المتوافق مع البنية الأقلياتية لمضمون الخطاب السياسي حول سورية، حيث نجد أنه في كل دول العالم الأقليات تطلب حماية المجتمع الدولي من أكثرية مجتمعاتها سواء كانت دينية او قومية اوطائفية، إلا في سورية...حيث من المفارقات المرة..أن ممثلي ومن يدعون تمثيل الأقليات يرفضون التدخل العسكري الدولي..ما عدا الأقلية الآشورية المندمجة قلبا وقالبا في الثورة..لنلاحظ أن الأقلية الكردية حتى ترفض التدخل، والفعاليات الأقلياتية الآخرى!! منطق مقلوب وملتو...والغاية منه تبرير ما يحدث من قتل والتستر على الجاني..وهذا لايمكننا تبريره بأنه فقط خوف من الأكثرية المضهدة في سورية، بل يمكننا تفسيره بكره متأصل لهذه الأكثرية- رغم أن سورية لم تحكم بتاريخها من ممثلي هذه الأكثرية بوصفهم كذلك- في تلك الثقافات المتولدة بفعل سلطوي داخلي وخارجي...لهذا عندما تعلن ألمانيا بأن ساعة سقوط الأسد أزفت وانها تحضر نفسها لاستقبال لاجئيين مسيحيين فهي تريد القول ان البديل من الاكثرية، وهو مضطهد للمسيحيين!! منطق مقلوب وحقير..لهذه الاسباب وغيرها طالبت الأكثرية الثائرة في سورية وهي ليست أكثرية دينية او طائفية...بل هي شعب ثار من أجل حريته وكرامته كبقية شعوب الارض..وهذه الحقيقة هي ما يمارس عليها من محاولات طمسها تحت جنح الظلام الاسرائيلي الايراني الروسي..وبعض الادارات في العالم الغربي...لهذا نحن نطالبهم بالتدخل لكي يحموا أقلياتهم من مجتمعنا ألم يزعموا بخوفهم على الأقليات!!! ولكي يحموا الأكثرية من العصابة الأسدية!!! مطالبة عوجاء لاتستقيم لكن حجم الدم كبير..وحجم الاحساس بالثأر في سورية اصبح لايمكن انهاءه عبر زمن طويل في ظل هذه الجريمة الدولية...

يقول محللون كثر أن الوضعية السورية الآن رهنا بقرار علي خامنئي المرشد الايراني الأعلى، وقرار الروسي فلاديمير بوتين..حتى الدول الغربية التي تتحلق حول عنوان: اصدقاء الشعب السوري، تحمل هذين الرجلين مسؤولية فشل المجتمع الدولي في ايجاد حل كما يقال..

التدخل الخارجي ربما ليس جيدا في كثير من البلدان وفي غالب الاحيان..والنماذج التي عمل الامريكان عليها كانت سيئة، كالعراق وافغانستان..لكن في سورية ومنذ زمن بعيد حيث كنت من بين الداعين إليه منذ ما بعد انهيار السوفييت.. لقراءة لبلدنا ازعم انها كانت صحيحة، ولاتزال ويذكر كثر من رفاقنا في السجون أن احد اهم مزاعمي حول هذا الموضوع هو وجود إشكالية طائفية عميقة كرسها نظام العصابة الأسدية منذ عام 1970..

استطاعت المعارضة السورية بشقوقها التنسيقي والمجلس الوطني والمنبر الديمقراطي أن تجنب الدول الصديقة الاحراج في رفضها التدخل العسكري..فمنذ تأسست هيئة التنسيق وبعدها المجلس الوطني ولاحقا المنبر الديمقراطي وحتى الآن..أن هذه الاطر تأسست لكي لاتطالب المعارضة السورية بتدخل خارجي.. كثيرون يمارسون التقية والباطنية ايضا..حيث يصرحون للاعلام بشيئ ويمارسون شيئا آخر وخاصة بعض قيادات المجلس الوطني اما شباب هيئة التنسيق والمنبر فهم اوضح في هذه النقطة واذكرها هنا للامانة والموضوعية..بعد سبعة عشر شهرا من مطالبة اهلنا في سورية بالتدخل الدولي..ها نحن نجد من جديد انها قضية مطروحة للنقاش..!!! إن خلافي منذ ذلك الزمن وحتى الآن مع هذه المعارضة يتمحور حول هذه القضية بشكل رئيسي...واذا كان هنالك من يستقبل المجلس من المجتمع الدولي حتى اللحظة فهو يستقبله من أجل ابقاءه ضمن هذا الحيز..
شعبنا لم يعد لديه ما يخسره في حال استمر في الثورة... وإن لم يستمر فسيخسر رهانه على المستقبل... وهذا ما يرفضه شعبنا قلبا وقالبا...