في تاريخه الحافل بالدم والدموع و الآلام والقتل، فالنظام الذي توارث السلطة وأعتبر الشعب السوري مجرد قطعان من العبيد قد أسس سلالة وراثية لاتتصور أبدا أن ينتفض عليها الشعب ويهتف برحيلها ويلعن أرواح الذين أسسوها!!

بل لتطول تلك الإنتفاضة وتستمر رغم كل عوامل القوة المفرطة في قمعها وبطريقة غير مشهودة في تاريخ الثورات الشعبية في العالم، لقد إنهار نظام ملك الملوك الإفريقي معمر القذافي رغم وحشيته في غضون ستة أشهر فقط لاغير بعد تدخل الناتو المباشر في إدارة حلقات الحرب ومؤازرة الإنتفاضة الشعبية هناك وهو حظ لم يتوفر للأسف للشعب السوري الذي تلقى ضربات موجعة من النظام أكثر بكثير من تلك التي وجهها القذافي ضد شعبه، ومع ذلك فالعالم مازال مترددا في معاقبة نظام القتلة ولازالت الوساطات والوفود الدولية غير المجدية تعمل بشكل قاتل وتغطي للأسف كل جرائم النظام المستمرة و المتصاعدة بشكل تصاعدي رهيب لايعرف الحدود ولا السدود ولا الموانع.

داود البصري

النظام السوري ورأسه خصوصا يعلمون بأن نهايتهم غير سارة بالمرة وهي لن تختلف أبدا عن نهايات كل القتلة والمجرمين عبر التاريخ لذلك فإن تخطيطهم بات واضحا لحرب إبادة شاملة ضد جموع الشعب الثائر وتحت شعارات مقاومة الغزو والإحتلال والمؤامرة الكونية لكون جرائمهم المستمرة قد ضيقت عليهم الخناق بالكامل وأضحوا محاصرين لايمكنهم الإفلات من مصير أسود قد حددوه ورسموا معالمه بتصرفاتهم وإدارتهم الخاطئة لملف الصراع، وما أشير من خلال التقارير الميدانية عن إستعمال لأسلحة غير تقليدية (كيمياوية أو سامة ) أو محرمة دوليا هو مجرد البداية في خيار بات واضحا لايحتمل المناورة وهو خيار فرض الرعب ورفع سيوف التدمير الشامل وإحراق وتهديم المعبد السوري على رأس الجميع وهي خطوة إنتحارية خطرة ينبغي أن يتحرك المجتمع الدولي لوضع نهاية سريعة لها ولقطع يد النظام المجرمة عن تحقيق خيار إشاعة الفوضى الإقليمية وتدمير سوريا وإفناء شعبها كثمن للخلاص.

لايمكن السكوت أبدا عن مايجري،وليس من المعقول أبدا أن يعاقب نظام صدام حسين على أسلحة تدمير شامل لم تكن موجودة بينما يتم السماح لنظام بشار بتجريب تلك الترسانة على أجساد السوريين؟ مايحصل فظاعة ومؤامرة كونية فعلا ولكن ضد الشعب السوري، ومسألة الوقت والإسراع في الحسم تتطلب تحركا دوليا فاعلا وتشكيل جبهة تحالفية بعيدا عن كواليس وألعاب الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومن باب النجدة السريعة لشعب يتعرض للإفناء و الإبادة من قبل قتلة سيعاقبون عاجلا أم آجلا وسيشهد العالم بأسره نهايتهم المريعة، النظام السوري يستعمل اليوم السلاح الكيمياوي وقد يقصف به أيضا بعض العواصم العربية كالرياض والدوحة!! فلا شيء يمنعه من ذلك في ظل التردد والعجز الدولي وحماية ومباركة الولي الصفوي الفقيه وخنوع العالم العربي المخزي... الشعب السوري وشعوب المنطقة تتعرض للإبادة من قبل سليلي الخيانة والعار والباطنية المجرمة فما ترانا فاعلون...؟


[email protected]