دأب بشار الاسد في الآونة الاخيرة، على ارسال رسالة تطمين الى الغرب وامريكا، عبر وسائل الاعلام المتعددة التي أجرى معها مقابلات ( الامريكية والايطالية والروسية والصينية وغيرها )، على أنه يحترم الاتفاقيات الدولية، التي وقع عليها ودخل طرفا فيها، ليعطي الانطباع على أنه سيلتزم بانضمامه الى اتفاقية حظر انتاج وتكديس واستخدام الاسلحة الكيميائية والبيولوجية التي انضم اليها مؤخرا.

وللحقيقة لابد من بيان مايلي :النظام طرف في اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية منذ عام 1968، ولكنه فاجأ العالم ببناء مفاعل نووي في شمال شرق سورية بشكل سري، حيث دمرته اسرائيل عام 2007؟ وهذا انتهاك صارخ لالتزامه بموجب تلك الاتفاقية؟

كما أن هذا النظام طرف في اتفاقيات:
- مناهضة التعذيب 1984. لايزال التعذيب منذ انقلاب 1970 الاسدي وحتى هذا التاريخ، الوسيلة الاساس المستخدمة في سجون المخابرات الاسدية، الوصول إلى الموت لأي معتقل أمر عادي وأقل من عادي، في هذه السجون. وكل المنظمات الحقوقية الدولية والاقليمية والمحلية، لديها سجلات باسماء ألوف توفوا تحت التعذيب في هذه السجون. بما فيها سجلات الامم المتحدة.

- الاختفاء القسري 2006. على الأقل لدى وزارة الخارجية الامريكية حتى عام 1990 أكثر من 15 ألف مفقود، لدى النظام وسجونه في سورية. مجازر حماة وتدمر وجسر الشغور..
حقوق الطفل 1989. النظام قتل اثناء الثورة فقط أكثر من 8000 طفل، وآخرهم كان 400 طفل بمجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية 21 آب 2013.
- حقوق المرأة 1981.

- اتفاقية جنيف 1949وبروتكولاتها اللاحقة.
- العهدين الدوليين: للحقوق السياسية والمدنية 1966، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية1966.
يكفي هنا أن نعرف بأنه لايوجد حقوق سياسية والبلد تعيش في ظل قانون الطورائ والاحكام العرفية منذ خمسة عقود من الزمن. أما عن الحقوق الاقتصادية وغيرها فكل مؤشرات المنظمات الدولية المعنية تشير على ان فساد النظام ورجاله حول سورية إلى دولة فاشلة، ونصف سكان سورية تحت الفقر، رغم انها من الدول الغنية، ويكفي القول بأن الاقتصاد الزراعي السوري قادر لوحده على أن يعيش منه 30 مليون انسان وفقا لدراسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. اضافة لما تملكه سورية من ثروة نفطية، وصناعية حيث صناعة النسيج السوري كمثال، كانت تعد من أرقى الصناعات النسيجية في العالم قبل أن يحطمها فساد هذه الديكتاتورية ورجالها.

ضحايا النظام منذ انطلاق الثورة 2011 آذار وحتى تاريخ 31 ايار 2013:
عدد الضحايا الموثقين: 80,194 بينهم 1,400 فلسطيني. منهم: 6,621 أطفال، 6,057 نساء،2,441 تحت التعذيب. معدل الضحايا طوال 809 يوماً: كل يوم يقتل النظام 100مواطناً سورياً بمعدل ضحية كل 15 دقيقة.
كما ان لكل مهتم أن يعود لسجلات الامم المتحدة الحافلة بالانتهاكات الصارخة لجميع هذه الاتفاقيات من قبل النظام،دون استثناء. مايجري الآن ومنذ عامين ونصف اكبر دليل على كذب هذا النظام، عدم التزامه بتعهداته بموجب هذه الاتفاقيات وغيرها.

القتل خارج القضاء، والاختفاء القسري، والتعذيب، والاغتصاب، والحرمان من الطعام والدواء والمعالجة. الاعتقال التعسفي والاختطاف وغيرها من صنوف المعاملة اللاانسانية والمهينة. كلها ممارسات يومية يمارسها النظام بحق المواطنين العزل، والحصار على المدن والقرى.

كيف يمكن بعد ذلك الوثوق بهذا النظام او الاطمئنان الى أنه سيلتزم بتوقيعه وانضمامه الى اتفاقية حظر انتاج وتكديس واستخدام الاسلحة الكيميائية والبيولوجية؟
اعتقد ان هذا النظام يتبع سياسة واضحة في الانضمام الى الاتفاقيات والالتفاف على تنفيذها، مستفيدا من الثغرات القانونية في هذه الاتفاقيات، ودعم حلفائه في خرق آليات الامم المتحدة المعنية بمراقبة تنفيذ هذه الاتفاقيات مثل روسيا وغيرها. أضافة الى تقاعس المجتمع الدولي، وغض الطرف الامريكي- الغربي عن هذا النظام، وانتهاكاته المنهجية لهذه الاتفاقيات. مثله مثل ايران شريكه الاساسي في حربه على الشعب السوري بكافة مكوناته.

حتى الموالون لهذا النظام يعترفون في جلساتهم الخاصة، وبعيدا عن أعين اجهزة القمع بكل هذه المعطيات، وإن لم يكن كلها فمعظمها.
لهذا عندما تريد بعض وسائل الاعلام تسويق هذا النظام فهي لا تأبه مطلقا لأية قيمة حقوق انسانية او مهنية حتى، لكنها وفقا لمقتضيات سياسة دولية، حولت مأساة شعب بكامله إلى ملف يضعه أي مسؤول في درجه، أو تحت ابطه لكي يدخل به قاعات الاجتماعات، دون أن يفتحه حتى.