ماالذي أضيفه بقولي إن مصر تتعرض لأكبر مؤامرة في تاريخها الحديث والقديم قاطبة؟ أعلم أن من واجبات القلم أن يستل الملل من قلب اليأس.وأن يصعد الجمال واقعياً..لكن حينما نحاط بكل هذا القبح فلا حديث عن الجمال ؛ فاستشعار الخطر أو الوقوف على حافة الهاوية, حيث الذهاب في دهاليز نفق مظلم.يجعل المرء ينحاز للبوح.حتى وإن كان مكرراً.

إذن عندما نتكلم عن المؤامرة فإنما نقصد تلك الوجوه التي لا تظهر مباشرة ضمن الأحداث اللاهبة التي تتلاحق يومياً..بل تلك القابعة في الخلف لكن أجندتها تنفذ في الصدارة.

حينما تتضافر علينا كل الجهود لتحطيمنا.فمن البديهي أن نتذكر ونستحضربإلحاح كل ما يمت بصلة لهذه المنظومة الهائلة..بماذا نبدأ؟ بإستعراض فيلم وثائقي يثير الضحك على إحدى القنوات العربية عنوانه ومفاده أن مصر لم تعد الأمة الوحيدة التي تمتلك آثاراً وأن هناك العديد من الكنوز الأثرية التي ظهرت في عدد من الدول منها اليمن مثلاً..وبهذا سوف تتحول أنظار العالم عن حضارة الفراعنة !! وكأن لسان حالهم يقول quot;لننته من هذه الروعةquot; لأننا لم نقدر على امتلاكها؟

أم نبدأ بالمؤامرة الكبرى وهي تمويل إنشاء سد أثيوبيا الأعظم؟ لقد تحولت أنظار العالم بأسره إلى قلب القارة الافريقية حيث يمول هذا السد العملاق بتمويل عربي في الظاهر..إسرائيلي في الباطن..وبدعم سوداني..أوروبي ومباركة امريكية !

لكن مصيبتنا الكبرى في الدعم المصري ذاته.. متمثلاً في رئيس خائن ولائه لجماعته..تلك المنظومة التي تحتقر الفكر والثقافة وتلغي العقل وتكفر كل من يخالفها الرأي ولاتدين إلا لمرشدها الواحد الأحد.

لكن قبل أن يمد مرسي العياط يده ليطالب في أول ظهور إفريقي له الجانب الإثيوبي بإطلاق سراح منفذى عملية محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك- والذي قوبل بالرفض - كانت هناك عدة سدود قد تم بناؤها بالفعل وتم تكليلها بهذا السد العملاق الذي وافق عليه بكل بساطة في زيارته المشؤومة الأخيرة.

وفي قلب العاصمة الفرنسية في ليلة صيف هادئة في شهر مايو الماضي أقامت السفارة الإثيوبية ليلة لتسويق سندات هذه السدود.. حضرتها وجوهعربية لا تخطئها العين

.. وكان الحديث الدائر بين الأطراف المعنية أن جنوب السودان أصبح في الحلف معهم.. وأنه مجهز بطيارات بدون طيار!! أما عن الصومال فأمرها منته..وكل ما علينا حالياً أن نضمن أن 80% من الموارد المائية المصرية في يد أثيوبيا وهكذا سوف لا تصبح هناك دولة اسمها مصر! حظيت مصر ليلتها بكم لا بأس به من السخرية والتهكم..لكن لا يمكن للإذن الواعية أن تخطئ نبرة الخوف من هذا المارد الذي يتمنونه جيفة يتساقطون على نهشه.. واستكمالاً لهذه السهرة الظريفة..وبين توزيع استمارات الاكتتاب في المشروع العالمي لتسويق السدود.. كان هناك سحب على تذاكر طيران من باريس إلى أديس ابابا..والعجيب في الأمر أن ثلاثة اشخاص من أصل الأربعة الذين حصلوا على التذاكر كانوا يمنيين!

لقد شرعت أثيوبيا فى برنامجٍ ضخمٍ لتوليد طاقةٍ كهربائية هائلة الحجم.، مما سيجعل منها قوةً اقليمية فى الطاقة الكهربائية. وفي الشهر الماضى - وبعد أن تكللت مساع الجاسوس المصري مرسي العياط- أعلنت أثيوبيا أنه بنهاية عام 2015 سوف يكتمل بناء ثمانية مشاريع للطاقة الكهربائية بقوة 5,000 ميجاواط من الكهرباء, إذا أضفنا إلى هذا إحتمال أن يكتمل سد الألفية بعد خمسة أعوام فإن انتاجهم من الطاقة الكهربائية سوف يصل إلى أكثر من 10,000 ميجاواط بحلول عام2017. والسؤال الآن ماذا ستفعل اثيوبيا بكلّ هذه الطاقةالكهربائية؟ )يتبع)