لايوجد في كل الكرة الارضية من خزعبلات تنسب للديمقراطية كما في سلوك اتحاد كرة القدم العراقي فمنذ السقوط توالى على رئاسته طلاب عدي الصنم وهذه المدرسة البائسة تفروش الورد والبساط الاحمر للاخرين على حساب العراقيين. وتصريح ناجح حمود لصحيفة الشروق السعودية خير دليل على هذا الواقع حيث قال (انه عمل على عدم اجراء مباراة العراق والسعودية في ايران لانه شعر بعدم ارتياح من الجانب السعودي!!) ولكنه لم يشر الى مصلحة المنتخب العراقي ونتائجه في حقه القانوني لاختيار مكان استقبال الفريق السعودي في المباراة القادمة و مشاعر جماهيره التي تعاني منذ عقود بسبب الحصار الخليجي قبل الدولي!

وفي موضوع نقل بطولة الخليج من البصرة الى جدة، فلا شك ان الموقف يعبر عن موقف سياسي واضح ومتوقع، لكن تصرف ناجح حمود وتصريحاته المتقاطعة مع تصريحات وزير الشباب العراقي الذي اعلن انسحاب العراق من البطولة ومع تاكيد السيد العلاق الامين العام لمجلس الوزراء الذي اكد نصا (ان هذا القرار ليس فرديا بل انه جزء من سياسة الدولة ) ومع كل ذلك يخرج بعدها رئيس الاتحاد العراقي ليقول هذا قرار (لم نفكر فيه او نتخذه في الاتحاد وتصريح الوزير شخصي).

هذا تصرف غريب لموظف حكومي ولايوجد اي شبيه له حتى في جزر الموز، لقد تصرف ويتصرف ناجح حمود باسلوب بائس منقوص المرجعية الرسمية والسياسية تحت عناوين بائسة لايعمل بها حتى الاتحادات الخليجية المعنية، فلايوجد اي اتحاد خليجي يتصرف خارج ارادة حكومته اطلاقا بل ان قرار سحب البطولة من البصرة قرار حكومي سياسي بحت.

شخصيا مع عدم العمل من الاساس على اقامة البطولة في البصرة لاسباب عديدة قد يكون اهمها ان الارهاب سيستهدف البصرة لاثبات عدم قدرة العراق ثم ان مبلغ مليار دولار كان يمكن بربعه بناء ملعب دولي حديث في البصرة دون ملحقات البناء والتوسع فيه لعيون الوفود الخليجية المتوقعة وكان يمكن بناء مجمعات سكنية كبيرة ببقية المبلغ لاهل البصرة انفسهم.

وايضا من الضروري ان تاخذ وزارة الشباب المبادرة وتطلق اقتراح بطولة (خليجنا 1) بدعوة المنتخبات السوري والاردني واللبناني والايراني و اوزبكستان بعد التنسيق معهم حسب جداول الفيفا لانطلاق النسخة الاولى التي ستكرر كل عامين بالتزامن مع بطولة الخليج.

هذا سيكون ردا عمليا عراقيا واضحا وقويا لان مستوى هذه المنتخبات اقوى من المنتخبات الاخرى في المنطقة، ثم ان عروبة العراق واسلامه لايحتاج لصك من دولة هنا او حارة هناك. فلا خليج دون العراق كان سياسيا او اجتماعيا او رياضيا او ثقافيا وفنيا او اقتصاديا فنحن أهله ونحن رواده ولاعنوان له دوننا ونحن اهل الكرة والريادة والفوز دون حكم مرتشي او اخر طائفي. مع التذكير ان اي مؤسسة عراقية تنسى نفسها ويعيش موظفيها حالة الحمل الوهمي ستكون (قرصة الاذن) وعلاجا اوليا مقبولا كخطوة اولى ومن يفهم ان الديمقراطية تسيب ودولة داخل الدولة نفسها فسيحتاج حينها الى اكبر من مجرد قرصة وليذهب بعدها من يريد للجلوس في حضن بلاتر او يلحس قصع الاتحاد الاسيوي المخترق بالمال العربي.


[email protected]