منذ أول لحظة لخروج الناس للشارع في الثورة السورية آذار2011، والتظاهر مطالبين بالحرية والكرامة، ابرز النظام الاسدي على هذا الشعب مفهومه للسياسة، بما هي قتل وتدمير منهجي وغير منهجي، لكل من تسول نفسه المطالبة الحقيقية بحريته وكرامته. لايستطيع هذا النظام مهما حاول الغرب والشرق، تجميل صورته، أن يكون أقل بشاعة من واقعه اليومي في القتل. ثمة مأزق آخر لهؤلاء جميعا، أن هذه الطغمة الفاشية الطائفية، لاتملك أي مشروع سياسي متحضر تقدمه للعالم وغير معنية، وعاجزة اساسا عن ذلك، وهذا هو السبب الرئيسي في وصول الوضع السوري لما وصل إليه، وليس قدوم اجانب وعسكرة وضعف معارضة وارتزاق بعضها سواء للنظام أو لاطراف أخرى، كلها نتائج لممارسة الفاعل التاريخي في سورية، والفاعل التاريخي في أي بلد بالعالم هو من يسيطر على الدولة اجهزة وسلطة.

ومن لايملك مشروعا سياسيا يعطي للناس ابسط حقوقها، لايمكن أن يكون شريكا لاحد في هذا الوطن. ممارسة الفاعل التاريخي منذ تلك اللحظة، في تعامله مع الثورة والشعب السوري، أنها معركة موازين قوى في النهاية، فبدأ بالقيام بكل شيئ. كل شيئ حشد العسكر والطوائف والافراج عن المجرمين والقتلة، تشويه سوريا وشعبها، استخدام المرأة والاطفال في بث هذا التشويه منذ اليوم الاول. وأجاد الفرع اللبناني للنظام في الاعلام بالقيام بهذه المهمة، فكانت قضية جهاد النكاح، والتي تبين للعالم اجمع كذبها وافتراءها.

الفرع اللبناني المتمثل بقنوات حزب الله وميشيل عون وغيرهما، فمارست كل ما يمكننا تسميته (انعدام الاخلاق والكذب ....) واصبحت سورية بالنسبة لهم ( آل الاسد) تحركت شخصيات لبنانية وغير لبنانية، انطلاقا من قضية الخوف على الوجود المسيحي، لدعم آل الاسد، وانكشاف كذبة جماعة عون في فرنسا، كل هؤلاء يعتقدون أنهم يلعبون دورا في ممارسة هذا العهر المتعدد الوجوه والمصالح، بينما في الواقع أن اللوبي الاسرائيلي في الغرب هو الذي يحرك كل هؤلاء الامعات، لأن لاسرائيل مصلحة في استمرار القتل في سورية.

بمعزل من عن الفاعل الرئيسي في حماية آل الاسد وهم بشكل رئيسي أمريكا وإسرائيل، فإن جميع هذا التلفيق والعهر يندرج في ميزان قوى، يستخدمه آل الاسد. السؤال الآن ما الذي سيقدمه آل الاسد لهؤلاء مقابل تقبيلهم هذا لبسطارهم؟ ما الذي سيقدمه لايران وللمالكي وميلشياته؟ يرسلون قوات عراقية لسورية لتقتل شعبنا، والوضع العراقي الداخلي وضع دام على كل الصعد وفاسد. كما الوضع في إيران المأزومة على كافة المستويات داخليا. لكنهم في النهاية باتوا جزءا من ميزان قوى يحارب لصف الجريمة، قوى يواجهها شعبنا في ظل غياب داعم دولي واقليمي حقيقي، استخدام النظام لورقة هيئة التنسيق في بداية الثورة وحتى الآن أليس من أجل تحسين اداءه في الصمت عن الجريمة، وتحميل الثورة المسؤولية؟ هيئة التنسيق كانت جزء من قوى النظام كمحصلة فعل على الارض، وأمام وسائل الاعلام، ومهما فعل الاسد لن يستطيع مكافأة رموزها، لماقام به بعضهم في تشويه وشق صف الثورة!! فقدموا له خدمة لم يكن يحلم بها. بغض النظر عن كل فذلكاتنا الثورة أي ثورة سلمية أم غير سلمية هي في المحصلة ميزان قوى، لهذا النظام احضر كل مزابل العراق ولبنان وإيران لتقتل شعبنا إل جانبه...

لكن الشئ الوحيد الذي لم يعد قادرا على الانتصار عليه...حرية وكرامة الشعب. ستورث تفاصيل ما حدث جيل بعد جيل أن شعبنا خاض أعظم ثورة في العالم المعاصر.. وسجل للحرية قيمة لم يسجلها شعب في العالم من قبل. الحرية قادمة.