ثمة فرق كبير بين أن تكون rsquo;مستعداًlsquo; أو rsquo;راغباًlsquo; بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية، هذا ما قاله وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو. من ناحية أخرى، قد يكون المعنى في تصريحه هو الإعلان عن قدرة روسيا على تدمير الأسلحة الكيماوية، ولكن ليست راغبة في ذلك! وهنا مربط الفرس. ليس هناك شك أن سوريا سوف تقوم بتسليم ترسانتها الكيماوية - شاءت أم أبت، ولكن إلى مَنْ!

هناك احتمال أن تكون إيران أو العراق أو حزب الله -وربما جميعهم- قد تسلموا جزءاً، ولو صغيراً، من أسلحة سوريا الكيماوية، ريثما يتم تسليم الجزء الأكبر للدول الكبرى التي لا يُعرف إستراتيجيتها إنْ كانت ستدمر السلاح أم ستسمح به لحليف آخر. من صفات السلاح الكيماوي أنه سريع وسهل التحضير وزهيد التكلفة، كما أنه لا يؤثر غالباً إلا على الكائنات الحية. فهو لئيم، مادياً ومعنوياً. يستخدمه الضعيف، لأنه سهل الإخفاء وصعب الاكتشاف.

فكيف يمكن لسلاح هذه صفاته لدى نظام مثل نظام الرئيس بشار الأسد -وهو ينتجه منذ 40 سنة- أن يتم تدميره -كما حددها جون كيري- في ستة أشهر، بينما يطلب بشار عاماً كاملاً للتخلص من أسلحته الكيماوية.

ما هي أداة قياس المدة لدى أمريكا، بحيث قدرتها بستة أشهر؛ وما أداة بشار في طلبه عاماً كاملاً. في هذا الشأن، قال كبير مفتشي الأمم المتحدة سيليستروم quot;إن العثور على جميع الأسلحة الكيماوية وتدميرها سيكون مهمة صعبة، لكنها ممكنةquot;، بينما قال الباحث والإعلامي السوري شريف شحاته quot;إن تدمير السلاح الكيماوي يحتاج 30 عاماًquot;؛ وحتى مع افتراضنا بأن تقدير شحاته مبالغ فيه، فإن الفارق كبير بينه وبين المدة المقترحة، وهي ستة أشهر أو عام كامل. وإذا أخذنا بالاعتبار ترجيح قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الميجور جنرال يائيير جولان بقاء الرئيس بشار في منصبه لسنوات مقبلة، فإن بشار لم يعد يتحتم عزله، بل يبدو أن الغرب انصاع للضغوط في أن يتم مساندة بشار حتى الرمق الأخير.

ولولا فسحة الأمل في الشعوب العربية، لما رأينا لمحة الاطمئنان بأن أمريكا سوف تجرد سوريا من أسلحتها تماماً، لأنها لن تقبل أبداً بوجود سلاح كيماوي في دولة جارة -وغير مستقرة- لإسرائيل. والحق ما حاك في الصدر هو أن إسرائيل تريد الإبقاء على بشار. فالسلاح الكيماوي ظل قابعاً لدى سوريا منذ 40 عاماً، ولم يفسد وجوده للود بين سوريا وإسرائيل قضية.