يكتب الكثير هذه الايام عن جنيف2 وكأنه قارب النجاة للسوريين، ومن يرفض الالتحاق به، يفوت فرصة على نجاة شعبنا من القتل، ومن جهة أخرى رفض غالبية قوى المعارضة للذهاب لجنيف2 باعتباره فرصة جديدة لاستمرار النظام في قتل شعبنا، وهذه القوى وعلى رأسها المجلس الوطني الذي اعلن موقفا، رافضا لحضور جنيف2 بالشروط الحالية، دون أن يقدم استراتيجية بديلة لشعبنا في كيفية التخلص من هذه المجزرة المتنقلة من مدينة إلى أخرى، خاصة بعد أن أصبح التدخل السافر الايراني واداوته من حزب الله إلى الحوثيين إلى بعض الفصائل الشيعية العراقية أمرا تغض الطرف عنه، الامم المتحدة والقوى الدولية، كما لعبت من جهة اخرى استخبارات دولية واقليمية لتحويل سورية إلى ساحة للجهادين من كل حدب وصوب، بعدما ارادها النظام كذلك، على مبدأ دمر عدوك أنى تسنى لك، وعدوه منذ ولادته وحتى هذه اللحظة، كان الشعب السوري. لأن النظام الدولي الذي أتى بهذا النظام كان يعرف ويرى، أن على هذا النظام حتى يأتي ويستمر عليه ألا يكون لديه عدوا سوى شعبنا. ولد لكي يمنع الحياة عن هذا الشعب، الحياة التي باتت تعيشها غالبية شعوب الارض. من هي القوى الراعية لجنيف2 ومن هي القوى التي تريد الحضور:
- روسيا لم تطرح خيارا واحدا منذ أول يوم في الثورة وحتى الآن، على الأقل يحاكي طموحات شعبنا الطبيعية في الحرية، ودولة القانون والمؤسسات وحقوق الانسان كل هذا الملف لايعنيها ابدا، ووضعيتها الدولية وخياراتها السياسية ووزنها، تركها أسيرة لخيار- إما الاسد أو نحرق البلد.

- إيران شريكة في الجريمة، فما الذي يمكن لشعبنا انتظاره في جنيف2 من إيران؟

- بقية دول العالم اندرجت أخيرا ضمن المعطى الامريكي، والذي لايزال حتى اللحظة يتعامل مع الشعب السوري، بكونه ملفا أمنيا، من جهة بحكم إسرائيل وجيرتنا لها أو جيرتها لنا!! ولم يرتق الملف للحد الادنى من الانسانية، على مبدأ شعب من حقه العيش كبقية شعوب الارض.

- من ضمن هذه الدول، كلها لانبرأ دولة واحدة في تصدير الجهاديين لسورية، وكأن سورية والجيش الحر كان ينقصها الرجال!!؟ ولا نبرأ دولة من موضوعة تحويل سورية لساحة تصفية حسابات.

- الطغمة الاسدية خيارها واضح من سلوكها- إما الاسد أو نحرق البلد- هذا الخيار مغلق على وحشية قل نظيرها. لدرجة أن معطياتها للدول الاخرى عن جنيف بأنها حولت المعتقلين مئات الالوف واللاجئين والنزوح ملايين والتجويع مدن بكاملها إلى ورقة تفاوض، فكيف يمكن الذهاب لحل سياسي كما يريده دعاته مع هذا النوع من العقل المجرم؟ هنالك من يحمل المعارضة مسؤولية العسكرة بالتساوي مع النظام في ماحدث، نقول لهم: إذا افترضنا أن اللاجئين والنازحين تتحملهم العسكرة وفق منطقكم!! فهم خارج همومكم. طيب معتقلي السلمية بعشرات الألوف والتجويع والحصار بلش من أيام السلمية وشهدائها بالالاف...ماذا عنهم؟ ولماذا يكافأ طغيان الاسد الاجرامي بعد كل هذا؟ مع ذلك إذا لم يستطع المجلس والقوى الرافضة لجنيف2 توضيح استراتيجية بديلة لتحقيق اهداف الثورة، سيتحول هذا الموقف لرفض سلبي فقط، لأن جنيف2 المطروح أمريكيا هو بدون فصل سابع اممي يفرض نتائجه. لم تقدم الدولتان الراعيتان لجنيف2 آليات محددة عن كيفية تطبيق نتائج هذا الجنيف2 إذا عقد. لهذا على المجلس والقوى الرافضة أن تطالب بعقد جنيف2 تحت البند السابع وبقرار من مجلس الامن، وتصيغ رفضا ايجابيا إذا لم تتضح الصورة والجدوى من جنيف2 من أجل وقف هذه المجزرة المتنقلة.