لا يمكن الفصل بين هزيمة المنتخب المصري في غانا والوضع العام في مصر، الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي وحتى الرياضي، الكل يصرخ في الزحام، لا هم أفلحوا في توصيل رسائلهم، ولا أحد انتبه إليهم، عقب الهزيمة الثقيلة، طالب الجمهور بإقالة المدرب، والتحقيق مع اللاعبين، وإن شئت الدقة مع الاشباح الذين خاضوا المباراة، وطالب أخرون بحل اتحاد كرة القدم معتقدين إن هذا هو الحل، والواقع يقول إننا أمام حكومة عاجزة عن الفعل، تسير كالسلحفاة، لم تنجح حكومة الببلاوي حتى هذه اللحظة في القضاء على إرهاب الإخوان، وتوفير الامن للمواطن المصري، تركت العشرات منهم يعيثون في الأرض فساداً، حكومة مرتبكة بشأن تطبيق مشروع قانون منع التظاهر، طرحت الموضوع للنقاش العام بعد ان رفضت جماعات حقوقية القانون لأنه ببساطة يقضي على أكل عيشهم.

البعض يعتبر قانون التظاهر الجديد ردة عن مبادئ ثورة الخامس والعشرين من يناير2011 والثلاثين من يونيو 2013، بعض القوى والحركات والأحزاب تتصور أن الثورات جاءت لكى تحفظ لها حق التظاهر، عبر عن ذلك الامر عضو حركة تمرد quot;محمد عبد العزيزquot; الذي طالب رئيس الجمهورية بعدم التصديق على القانون بدعوى أن التظاهرات هي التي جاءت به إلى مقعد الرئاسة، وهذا كلام يسهل الرد عليه، فثورة يونيو أجهضت مخطط الإخوان لتدمير مصر وأعادت المسار لثورة يناير التي كان شعارها عيش، وحرية، وعدالة اجتماعية، واذا كان البعض يعارض قانون منع التظاهر، فإن الأنظمة الديمقراطية في العالم لا تسمح بالتظاهر الا بإذن من وزارة الداخلية حتى يمكن للأمن تأمين التظاهرات، أما أن نجعل من التظاهر هدفا في حد ذاته يتم فيه تعطيل مصالح الناس، وإصابة الحياة بالشلل التام فهذا لا يجدي في ظروف مصر الراهنة.

لابد أن يدرك الجميع أننا في مرحلة بناء نظام سياسى جديد على انقاض نظام سابق أراد تدمير هذا البلد، وحان الوقت لكشف مؤامرات التنظيم الدولي للإخوان وتقديم المعزول quot;محمد مرسيquot; لمحاكمة عاجلة، ومواجهته بالتسجيلات التي جرت بينه وبين زعيم تنظيم القاعدة quot;أيمن الظواهريquot; وعلاقاته المشبوهة بالإرهابيين والمنظمات الإرهابية، والدول الراعية والداعمة له ولتنظيمه، وهي تسجيلات ستقلب الطاولة على هؤلاء المتآمرين، وقد تضع حبل المشنقة حول رقبة مرسي والشاطر وأتباعهم وكل المتأمرين على هذا الوطن.

نتيجة مباراة مصر وغانا رسالة للبحث في أحوال هذا الوطن لانها ببساطة نتيجة منطقية لمسار اوصلنا لهذا الفشل، حوار الرئاسة مع الأحزاب والقوى السياسية مثلا ركز على الشكليات لا المضمون، ولم نجد شيئا ملموسا على أرض الواقع، حكومة حازم الببلاوي تحملت مسؤولية كبيرة في ظروف استثنائية، والشعب يقدر لها ذلك وعلى استعداد لتحمل صعوبات هذه المرحلة لكنه يريد في نفس الوقت أن يشعر بالأمان، فليس من المعقول أن يحول اثنان من الإرهابيين عرسا في كنيسة إلى مأتم بعد أن امطرا الحضور بوابل من رصاص الغدر، وهو ما أسفر عن وفاة أربعة أشخاص بينهم طفل، فإذا لم تستطع الحكومة تأمين مواطنيها في كل مصر فعليها أن ترحل وتترك الامر لمن يستطيع اجتثاث جذور الإرهاب، وعدم توفير ملاذ أمن للإرهابيين على أرض مصر.

على الحكومة ضبط الأمور وفرض هيبتها في الشارع، ففي ظل الانفلات الأمني كل شي مستباح، حتى جماهير الكرة دخلت مستنقع السياسة، فقد تظاهر ألالتراس وحرقوا مقر اتحاد الكرة، وحرضوا على العنف ضد مجالس إدارة النوادي، و تاجروا بقضية شهداء إستاد بورسعيد، ألتراس أهلاوي إشتبك مع الأمن أمام مطار القاهرة، وألتراس زملكاوي أقتحم باب نادي الزمالك، وأشتبك مع الشرطة، للاسف يقلد شباب الألتراس المغيبين من شباب الإخوان ويقطعون الطرق، ويحطمون ممتلكات المواطنين في تظاهرات عبثية تزيد من هموم هذا الوطن المكلوم، والمشجعون من الطرفين يتحولون إلى ناشطين سياسيين في مشاهد هزلية لا تحدث في أي بلد من بلدان العالم.

الألتراس لم تعد جماعة تدعم وتشجع الرياضة بل أصبحت عبئا على الرياضة، ويسهل استغلال هؤلاء الشباب من قيادات إخوانية لعمل فوضى في الشارع، وبدلا من أن يتناقشوا، ويقدموا أفكارا للنهوض بالرياضة المصرية ها هم يتناحرون في الشارع، وعلى شاشات الفضائيات في مشهد عبثي، كل واحد يؤمن أنه على حق، وان الأخر على باطل،إختلطت الرياضة بالسياسة ففشلنا في الرياضة، وتقاعسنا عن تحقيق إنجاز في السياسة.

إعلامي مصري