عندما صوت الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس المريضquot;جلال طالبانيquot;احد جناحي السلطة في البرلمان لصالح رئيس الاقليمquot;المنتهية ولايتهquot;quot;مسعودبارزانيquot;لمدة سنتين، لم يكن يفعل ذلك من اجل سواد عيونquot;بارزانيquot;حليفه القوي في السلطة، بل كان يريد ان يحافظ على مكانته السياسية في السلطة وامتيازاته السياسية التي كانت تسجل تراجعا متواصلا واخفاقا متواصلا امام قوة وديناميكيةquot;حركةالتغييرquot;المعارضة بزعامة السياسي الصلبquot;نوشيروان مصطفىquot;، وكان الاتحاد الوطني يظن انه بذلك سيسدد ضربة موجعة لهذه الحركة الاصلاحية الصاعدة ولقوى المعارضة بشكل عام ويؤخر برنامجها الثوري الاصلاحي لفترة من الزمن، يستطيع من خلالها ترتيب بيته المتفكك من الداخل بسبب الخلافات الشديدة بين قياداته الاساسية ومرض زعيمه الروحي التاريخيquot;مام جلالquot;وغيابه عن المشهدالسياسي الكردي، ويوقف تدهوره المستمر، ولكنه كان واهما ومخطأ جدا، حيث اعتبر انصاره وقواعده الحزبية هذه الخطوة(تمديد فترة ولاية بارزاني)، خطأ استراتيجيا قاتلا وتنازلا سياسيا كبيرا لحزبquot;بارزانيquot;ولم يتوانى البعض منهم في وصم القادة الذين صوتوا لصالح التمديد بالخيانة !، وقد جاءت النتائج المتواضعة التي حققها هذا حزبquot; الاتحاد الوطني الكردستانيquot; في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي جرت في اقليم كردستان حيث حل ثالثا بعد حركةquot;التغييرquot;، وجاءت النتيجة الانتخابية المتواضعة كعقاب صارم بحسب بعض المراقبين انزله جمهوره عليه بسبب خضوع قادته لسياسة حزب الديمقراطي الكردستاني..النجاح الباهر الذي حققتهquot;حركة التغييرquot;المعارضة، لم يكن بسبب المقاعد الـquot;24quot;التي احرزتها في البرلمان، لانها كانت تمتلك 25 مقعدا في انتخابات عام 2009، اي باضافة كرسي واحد عن الحالي، ولكن نجاحها الساحق يكمن في كونها قد استطاعت ان تطيح بحزب قوي في السلطة وهوquot;الاتحاد الوطني الكردستانيquot;وتلحق الهزيمة بقائد تاريخي له كاريزما جذابة ومكانة دولية كبيرة، وهو الرئيس quot;مام جلالquot;..واذا ما شاركت حركة التغيير المعارضة في السلطة وفق تصريحات قادتها، فانها تكون قد اخذت مكانquot;الاتحاد الوطنيquot;طبقا لاستحقاقها الانتخابي، ولكن بوجه اصلاحي وليس سلطوي، اي انها تنوي تطبيق برنامجها الاصلاحي داخل السلطة وهم فيها، وليس وهم خارجها، فبعد ان كانت تنادي بالاصلاح خارج السلطة، الان تنادي داخلها وتعمل على تحقيق ذلك بشكل عملي واكثر فعالية، وهنا تبرز اشكالية غاية في التعقيد وهي كيف تمثل دور المعارضة والسلطة في آن واحد، وهنا لا تجد الحركة اي معارضة بين المفهومين المتناقضينquot;شكلاquot;مادام يؤدي في الاخير الى الهدف المنشود منه وهو تحقيق مصلحة الشعب الكردي واصلاح المؤسسات الحكومية من الفساد والمحسوبية والسرقة..والمشاركة في السلطة بمفهوم حركة التغيير المعارضة لا تعني ابدا الرضوخ لأملاءات السلطة ان كانت فاسدة بل اصلاحها من الداخل اجدى واقصر طريقة للوصول الى الهدف.. لو ظلت الحركة على برنامجها السياسي الاصلاحي الذي صوت له الناس ووثقوا به، وعملت على تطويره وتحويله الى برنامج عمل متكامل يلائم الواقع ويعالج مشاكل المجتمع ويواجه التحديات التي تواجه الاقليم، وهذا البرنامج الاصلاحي يثوده ويرعاه فريق عمل متخصص، مؤسساتي منظم ذات كفاءة وجرأة عاليتين، ويتمتع باخلاص وتفاني ولا يأخذه بريق السلطة الخاطف، واغراءاتها التي لا تقاوم..فان فعلت ذلك، فانها سوف تكتسح الانتخابات القادمة وتحصل على بقية مقاعد البرلمان بسهولة..وتتصدر المشهد السياسي في الاقليم..

[email protected]