quot;الكف السعوديquot; الثقيل الأخير الذي طبعته المملكة العربية السعودية في quot;منتصف جبهةquot; الإدارة الأمريكية، عبر رفض المملكة مؤخراً شغل مقعدٍ في مجلس الأمن التابع ل quot;هيئة العلاقات الأمريكية الدوليةquot;، أو ما تُعرف ndash; وأنتم سادة العارفين! - ب quot;الأمم المتحدةquot; علينا لا حوالينا! هذا الكف أعاد إلى الأذهان ذكرى صاحب الأيادي الطولى في quot;تسنيعquot; الغطرسة الأمريكية، وهو المغفور له بإذن الله تعالى الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، ولا عجب في أن يعيد التاريخ نفسه ndash; وإن طال بنا الزمن! ndash; فهذه يمين أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وعن يمينه وزير الخارجية سعود الفيصل بن عبدالعزيز، ومن شابه أباه فما ظلم!

الموقف الذي اتخذته السعودية في ليلةٍ وضحاها، جعلني استرجع للذاكرة ما أخشى أنه quot;كان صرحاً من خيال فهوىquot;! وهي دعوة خادم الحرمين الشريفين القريبة إلى انتقال مجلس دول الخليج العربي، من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الفعلي بين دولها - أو ما قد يناسبه حينها من تسمية quot;الولايات المتحدة الخليجية العربيةquot;! - ولنا أن نتخيل يا أعزائي فيما لو أن quot;الكفوفquot; الخليجية كانت عندها مجتمعة مع الكف السعودي في موقفه الأخير، أي وجهٍ للغطرسة الأمريكية كان سيبقى حينها؟!

وماذا لو quot;شطحتquot; هنا أكثر ndash; وهذا وقت الشطحات! - وعرضت لكم بالأرقام ndash; التي قرأتها مؤخراً في إحدى quot;شطحاتquot; صحيفة عربية! ndash; عن المحصلة التي سيخرج بها العرب فيما لو (ولو في هذا الموضع فقط ضد عمل الشيطان!) اتحدت دولهم في كيان واحد؟! ndash; وكمثال تسميتي المقترحة لاتحاد دول الخليج العربي، فإن تسميتي المقترحة لاتحاد الدول العربية هي quot;الولايات المتحدة العربيةquot;، وبالإنجليزية ستكون quot;أضبطquot; في عيون أمريكا خاصة، ldquo;United States of Arabiardquo;، ليصبح اختصار حروفها quot;USAquot;! - فلو اتحدت الدول العربية ال 22 سيكون لها الشأن التالي، الناتج القومي المحلي: 2 تريليون و700 مليار دولار سنوياً، وهذا سيجعلها في المرتبة الخامسة عالمياً بعد ألمانيا وقبل فرنسا. المساحة الإجمالية: 13 مليون و500 ألف كلم مربع، وهذا سيجعلها في المركز الثاني عالمياً بعد روسيا الاتحادية. عدد السكان: 380 مليون نسمة، وهذا سيجعلها في المرتبة الثالثة بعد الصين والهند. عدد أفراد القوات المسلحة: 2 مليون مجند، وهذا سيجعلها في المركز الثاني بعد الصين.

هذا باختصار حلمي وقطعاً شاطرني قبلاً ويشاطرني اليوم الكثير من إخوتي العرب نفس الحلم ndash; يا أيها القارئ المتهكم الآن، أضعف الإيمان بأن الحلم كان وما يزال quot;ببلاشquot;! - الذي يفوق في حجمه وسموه حلم الأمريكي/ مارتن لوثر كينغ، عندما عبّر عنه بمقولته الشهيرة quot;لدي حلمquot;؟! والذي تحقق له بعدها على أرض الواقع الكثير منه، أما نحن فاكتفي من تحقيق حلمنا إياه بذكر واقع quot;السوق العربية المشتركةquot;، التي أقرّتها جامعة الدول العربية منذ عام 1964، وحتى يومنا هذا لم تفعل بعد!!

رحم الله مصطفى المنفلوطي عندما قال، quot;تربة الشرق، لا تختلف كثيراً عن تربة الغرب، لو تعهدها الزارعونquot;!

وبكرة quot;الربيع العربيquot; بكرة!