بعد يوم عاصف مملوء حزنا وبكاء على ملائكة سقطت مضرجة فى دمائها تحولت الفرحة إلى حزن.. عمت الكابة كل الحاضرين بعد البكاء كالأطفال حاولت النوم قليلا لم أستطع وإذا بذهنى يقودنى يمينا ويسارا وكم الحزن داخلى يقودنى لاستقطع عدة دقائق أتخيل فيها حوار مع الملائكة المريميتان الشهيدتان على أيدي دعاة الايمان.


فاذ بهما وجوههما فرحة ابتساماتهما معزية وسلامهما يفوق كل عقل...هكذا رأيتهما وشاهدتهما.. وفي غمرة الحلم سألت : بماذا تشعران ؟ أجابتا : بفرح شديد..لا بكاء..ولا دماء ولاعويل..! لماذا وكيف يتحول البكاء إلى ضحكات والعويل إلى ابتسامات كيف؟

إننا شهديتان....شهادة؟ هذه الكلمة لها عندنا مفهوم آخر فهى صفة لقاتل أو لص أو مجرم فجر نفسه ليسرق أرواح الآخرين!! الشهداء فى ربوع بلادنا هم قتلة سفاحين لديهم صك من رجل يقال عنهم أنهم رجال دين يحللون الباطل ويحرمون الحق وينشرون الظلم ويبعدون عن العدل... شهديتان ؟؟ كيف وقد جردوكما كما فعلوا مع كل من هم مثلكما ؛ من صفة الشهادة أتعرفان ما كتب عنكما فى الجرائد ؟ انكما ضحيتان وليس شهديتان ؟...فجريدة اليوم السابع كتبت بعنوان عريض ضحايا الأقباط ولم تكتب شهداء.... بابتسامة جميلة تجيبان : شهادتنا مختلفة لاننا متمسكتان بإيماننا الذى ينادى بالسلام والحب والخير لقد اغتالتنا يد ليست من بني البشر.من يعتقد أنه وحده يمتلك الإيمان و الحقيقة، من يعتقد كذبا أنه مدرك لجوهر الله....فالله ليس بقاتل هو كما كنا نذكره على الأرض، الله محبة، هذا إيماننا الله الذى تعبدنا به على الأرض.

نعبد إله واحد..إله محب وصادق وعادل هو معني الجمال..وليس إله االقبح والكراهية والظلم... الله الذى عبدناه كنا نردد كلمات ترانيمه الجميلة... (عايز تعرف ليه انا مسيحى وليه باحب يسوع وليه صليب مرسوم على ايدى ولية فى قلبى خشوع....شجاعتى مش فى السيف والحربة ولا هزيمة الناس.....وسيفى يغلب خطية ماهرة ودرعى صوم وصلاة )..... هذا هو الله الذي نؤمن به.


حينما تقرأ فى كتابنا المقدس ستدرك حقيقة الموت فى المسيحية هل شاهدت الصلوات على أجسادنا هل سمعت صوت الكاهن وهو يردد : إذ ليس موت لعبيدك بل هو انتقال...نحن انتقلنا...وهل سمعت كلمات الكتاب فى سفر الرؤيا طوبى للأموات فى الرب يستريحون من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم....هل تعلم أننا نشعر بكم ونشعر بكم على الأرض هل تعلم أن دموع ووجه أمهاتنا أمامنا..وإننا شفيعتان لهما أمام عرش النعمة؟ نصليا لأجل اكمال جهادهما على الأرض بسلام...هل تعلم أننىا تأثرنا ببكاء الأصدقاء فى المدرسة مسلمين ومسيحين؟

هل تعلم أنه يوجد أخ مسلم مات معنا شاركنا فى عرسنا...هل تعلم أن معايير الله تختلف عما ترددوه أنتم على الأرض ؟

ان الله المحب الطيب القلب الذى قال للجميع تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلى الاحمال وانا أريحكم quot; لقد أرحنا الله من تعبنا ونلنا مكانة عظيمة فى الكنيسة مع الشهداء فشهدائنا كما قلت لك سابقا شهادة على الثبات وليس أعمال القتل....هنا عرفنا كم عديد من البشر مخدوعين فسمعنا تعبيرات وكلمات ضد جوهر الله وهو الحب مثل: كرهتك فى الله! وااقتلك لأتقرب بدمك للاله !! حاشا للله المحب صانع السلام وهو القائل لنا طوبى لصانعى السلام لانهم أبناء الله يدعون.... أفاقني رنين الهاتف لأعود لأرض الشقاء وأفكار أهلها البعيدة عن فكر الله وجوهر الله.. لأشاهد خبرا عن شخص مقبوض عليه فى أفغانسان كان يسعى لعملية انتحارية وارتدى الحزام الناسف ليقتل أكبر عدد من المساكين المسالمين النساء والأطفال واهتم بعضوه وحصنه بالفولاذ ليحميه من الانشطار!! وحينما قبض عليه وسئل عن سبب ذلك: أجاب المسكين لكى استطيع مضاجعة الحوريات.....كم هم مساكين...إلى اي مدى هم دُمى فى أيدي الشياطين....

مدحت قلادة

[email protected]