سأتحدث بلهجة ان الشارع العراقي البسيط الذي اتعبته الحروب وانهكه الارهاب واحاطت به الدماء من كل جانب وأصبح لا يرى الا اللون الاحمر يتسرب من بين ثنايا الحياة ولا يشعر الا بالخوف والرعب طوال ساعات نهاراته ولياليه، فلا ينفك ان يفغر فاهه لقضية ما حتى يرتجف ذهولا لقضية اخرى.

اريد ان اقول ان العراقي يتمنى لحظات تأمل ليس فيها قتل ولا دماء ولا اصوات انفجارات، يريد ان لا يسمع مفردات تعبر عن الطائفية ولا يرى حواجز تمنعه من ان يحب من يشاء وما يشاء دون ان تتصاعد في داخله الرعونة التي ترده الى خلفيته الطائفية، يريد ان يبتسم كالصباحات ويرفع يديه بالدعاءات في المساءات لينام رغدا، مرتاحا، لا تؤرقه كوابيس الخوف على العراق، ولسان حاله يردد (كفى عنفا..).

العراقي.. على كل ارض العراق صار يكره الكراهية ويمقت العنف، لا يريد ان تتكاثر اشباح المآسي، وازداد متاهات الثأر،وتتسع مساحات العداوة، لذلك فالسنوات العشر لم تترك شبرا واحدا دون اذى او اسى اودم، فيتمنى ان يكون التسامح شعارا طويلا عريضا،وان يغلق ملفات الماضي المريرة كلها وتدفن في اعماق النسيان، لان الدم لن يخلف سوى الدم.

لذا.. بلسان ابن الشارع العراقي البسيط، ايها القائمون على المسؤولية في العراق.. اتركوا الدم،تخلوا عن اهدار دم سلطان هاشم، ايتها الحكومة العراقية..اتركي فكرة اعدام سلطان هاشم، ليكن.. رسالة سلام ومحبة عالية، ليكن علامة ثقة فارقة شاهقة ليشاهدها العالم اجمع ليجمع ان العراق قادر على التسامح،على العفو، على ان يضبط ايقاعات نفسه للاقتراب مع الاخر بهمة وجرأة،ليكن التسامح شعارا للمرحلة المقبلة، ليكن يدا تمتد طويلا لتصافح كل الذين هم ناقمون على الحكومة والذين يريدون ان يروا منها دليلا على حسن نية.

ليكن اطلاق سراح سلطان هاشم وزملائه من ابناء الجيش العراقي حمامة سلام نحلق في سماء العراق،تعطي للناس في كل مكان طمأنينة ان العراق من الممكن ان يسامح ابناءه، حتى الذين اخطأوا منهم، حتى الذين اخذتهم العزة بالاثم وكانوا مضطرين الى السير مع الغلط، ولا نريد ان نقول ان سلطان هاشم ما كان الا جنديا عراقيا،بل نريد ان نقول ان السيوف يجب ان لا تظل مشهرة ويجب ان تعود الى اغمادها، لنعفو وننتظر ثمرات العفو.