بالرغم من الافتتاح الرسمي للدورة الرابعة لبرلمان كردستان والمنتخبة يوم 21\9 الا ان الكتل الفائزة لم تتمكن من انتخاب رئاسة للبرلمان بسبب عدم حصول توافق لحد الان على تركيبة العملية السياسية الجديدة لادارة الاقليم بعد بروز واقع جديد للقوى والاحزاب على الساحة، خاصة بعد حصول حركة quot;كورانquot; التغيير بقيادة نوشيروان مصطفى على المركز الثاني ونيل الحزب الديمقراطي برئاسة مسعود البرزاني المركز الاول، وتراجع الاتحاد الوطني برئاسة الرئيس جلال طالباني الى المركز الثالث.
وفي ظل التغيير السياسي الحاصل في الاقليم ورسم خارطة جديدة، الا ان العمل لم يبدأ لحد الان لتشكيل حكومة الكابينة الثامنة بعد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية بالرغم من ترشيح رئيس الحكومة الحالي نيجيرفان البرزاني من قبل الحزب الديمقراطي وللمرة الرابعة في ظل غياب دستور خاص بالاقليم رغم ان الدستور العراقي لا يسمح بالترشح لمنصب رئيس الوزراء لاكثر من ولايتين.
ما يهمنا هو الواقع الجديد للاقليم الكردي العراقي الفيدرالي، حيث برزت المعارضة كقوة فعالة ومؤثرة على الساحة مقارنة بالعملية السياسية في بغداد التي تشهد غيابا كاملا للقوى المعارضة، وهذه القوة الكردية السياسية البعيدة عن السلطة لحد الان تمكنت من فرض نفسها على الحضور البرلماني والواقع السياسي والحركي والشعبي في الاقليم، ويؤمل منها ان تلعب دورا ايجابيا مع الاحزاب الفائزة في اخراج الاقليم من ازماته الاقتصادية والاجتماعية ومن الفساد الرهيب الذي تعيشه السلطة التنفيذية بمساحات كبيرة.
ولغرض دفع الحكومة الجديدة في الاقليم الى المسار الصائب وتصحيح مسارها وفق منظومة سياسية فعالة بمشاركة القوى المعارضة لتشكيل حكومة ناجحة، والاستفادة من الواقع السياسي الجديد، نطرح خارطة طريق لخدمة الشعب الكردستاني الذي يستحق كل غال ونفيس ولصالح الوضع السياسي والاحزاب والكتل البرلمانية في الاقليم.
لهذا ندعوا الكتل الفائزة في برلمان كردستان الى تبني الأفكار الواردة في خارطة الطريق المدونة ادناه لدراستها وللاخذ بها كمبادرة سياسية وطنية، والافكار الرئيسية المقترحة هي ما يلي:
1. تشكيل تحالف علماني وليبرالي بين حركة quot;كورانquot; التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني لامتلاكهما ارضية واحدة ومتقاربة في الفكر والنضال السياسي.
2. اطلاق تشاور ثلاثي على مستوى القمة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني وحركة التغيير للوصول الى اتفاق حاسم على اساس التوافق بشأن تشكيل حكومة الكابينة الثامنة.
3. طرح مبادرة سياسية من قبل رئيس الاقليم مسعود البرزاني ونائبه كوسرت رسول علي ورئيس حركة quot;كورانquot; التغيير نوشيروان مصطفى على ممثلي القومية التركمانية في الاقليم وكركوك للاشتراك والمساهمة في العملية السياسية الكردستانية وفق آلية معينة للبدء ببوادر حل قضية كركوك وتسهيل انضمامها الى الاقليم.
4. استحداث منصب نائب أول وثاني وثالث لرئيس حكومة الاقليم الاول للتغییر والثاني للاتحاد الوطني والثالث للتركمان وبصلاحيات كاملة لارساء التوازن في العملية السياسية.
5. الزام حكومة الاقليم ببرنامج جدي وعملي للاصلاح والتغيير والتطوير وتطبيق الشفافية وتحقيق التنمية.
6. اختيار المرشحين للوزارات والمناصب الحكومية على اساس الكفاءة المهنية والخبرة والتعهد بتحقيق النجاح في العمل.
7. وضع آلية بمعايير محددة لتقييم الوزارات والمؤسسات الحكومية على مدار السنة.
8. تحديد برنامج عمل مشترك بين جميع الاطراف المشاركة في تشكيلة الحكومة لتحديد وتعيين الاهداف في المرحلة المقبلة.
بعد سرد المفردات المذكورة لخارطة طريق مقترحة لتشكيل الحكومة في الاقليم بغية تبنيها واطلاقها كبادرة وطنية من قبل رؤساء الكتل الفائزة في البرلمان الكردستاني، لا بد لنا من القول أن هذه الحزمة تلزمها اجراءات وقرارات جدية على مستوى القمة للعمل بها، ولاشك تنفيذ هذه المبادرة ستؤدي الى فرض واقع سياسي مستقر بالإقليم بعيدا عن التوترات والتشنجات السياسية، لذا نأمل من السادة رؤساء الكتل الفائزة في البرلمان الكردستاني النظر بجدية واهتمام الى حزمة هذه الخريطة لارساء عملية سياسية ناجحة وفعالة تتسم بالنموذج السليم لادارة الحكم، ولكي تكون علامة مميزة للكرد في المرحلة الراهنة في ظل واقع مضطرب ومأساوي يعيشه العراق، لذا نأمل ان تكون هذه البادرة المتواضعة دفعة أمان لابعاد الاقليم من اي قلق او توتر قد ينتج من اختلال استقرار العملية السياسية في اقليم كردستان، والحكمة الكردية تقول quot;قيل للماء لماذا يسمع خريرك قال لان الصخور اقربائيquot;.
كاتب صحفي ndash; اقليم كردستان