lsquo;lsquo;الوصم المتصل بالإعاقة يؤدي إلى القمع الاجتماعي والاقتصادي في جميع أنحاء العالمrsquo;rsquo; بيثاني ستيفنر

تقديم عام:
هل يمكن حل التناقض بين وصم الشخص بالإعاقة ومحاولة إدماجه في نفس الوقت؟ فهذا التساؤل يحيلنا إلى لبّ المشكل المتمثل في محاولة إدماج من هو غير قادر على ذلك. فكأنّما هي مفارقة تدعو للاستهجان والسخرية ولا سبيل إلى حلّ الإشكال والخروج من مأزق المفارقة إلاّ إذا مررنا إلى مستوى أعمق في التفكير والبحث عن رمزية عميقة فيها نتاج المعنى مما يساعد على بناء العلاقات التفاعلية بين معنى الإعاقة من جهة وقدرة المجتمع على تمثل معاناة المعوق ومساعدته على أن يتأقلم مع الحياة اليوميّة من جهة ثانية. فليست المسألة إذن في وجود وسائل متطورة مساعدة للشخص ذي الإعاقة على الاندماج وإنما لا بدّ من تجاوز المحيط المعيق للتواصل التفاعلي.

لذلك فإن مفارقة إدماج ما لا يدمج لا يمكن الخروج منها إلاّ بفضل تهيئة الذات وإعادة النظر في العلاقة بين السوي واللاسوي على المستوى الذهني والجسدي، أي تغيير الأسس المعرفية في علاقة الشخص ذي الإعاقة بذاته وفي علاقته بالعالم وفي علاقته بالآخر. فكيف تبنى العلاقة منذ التنشئة الأولى بين العائلة وطفلها ذي الإعاقة؟ وهل أن التعامل مع إعاقة الفتاة مثلها مثل إعاقة الفتى؟ وكيف يمكن أن نخلص الشخص ذا الإعاقة من نزعة اليأس والقنوط دينيا وإيمانيا؟ ما هي الآليات التي بفضلها نرتقي إلى مستوى الاندماج الفعلي للشخص ذي الإعاقة؟ وما هو دور المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مدنيا؟

قد لا نقدر أن نلمّ بكلّ تمفصلاّت الإشكالية إلاّ إذا حاولنا بما اُستطعنا أن نبني تمشيا نظريا ومقاربة موضوعية على ضوئها نضع الإطار العام لمسألة الطفل ذي الحاجات الخاصة في المجتمع. ولكي نحقق الأبعاد العميقة للذات الإنسانية وجب أن نعتمد على المقاربة التفهميّة المقاصدية عبر سبر أغوار ذات الشخص ذات الإعاقة أي ندعه يعبر عن نفسه بنفسه وأن يتدرب على كيفية إقامة تواصل فاعل بينه وبين المجتمع دون عوائق مثل الإقصاء والتهميش لهذا السبب فإننا نظريا نثمن منهجية ايرفينغ غوفمان Erving Goffman التي تساعدنا على الفهم فقد اهتم بالعلاقات بين الأفراد من خلال الإنصات للمحادثات والتفاعلات من خلال الملاحظة بالمشاركة وكذلك بما أسماه بمسرحة الاستعارة meacute;taphore theacute;acirc;trale وبين الفرق بين هويّة المعوق المفترضة والواقعية والوصم ينشأ من التمثلات التي يكونها الفاعلون حول الإعاقة لكونها مرتبطة بصور نمطية. فالفرد الذي يعاني من الوصم يختلف عن الآخر وكلّ واحد من ناحيته يبني استراتجيته وفق ما يدركه ويتمثله ومن هنا تنشأ المواقف والتفاعل بين الموصوم والفرد السوي.هذه ظاهرة تجلب اُهتمام الباحث لأنّ المعوق ينظر أحيانا إلى هذه المقارنة باُعتبارها احتقارا. ويسعى في البحث عن التناقض وعن الانتقاص الكامن فيه فالانطباع الأولي هو الذي يحدّد العلاقة مع الغير عبر التفاعل وقد اعتمد ايرفينغ غوفمان Erving Goffman في مقاربته تلك على تحليل الخطاب وكذلك الاستناد إلى البحث الوثائقي والسير الذاتية التي تعبر عما يتألم منه الشخص ذو الإعاقة. وعلى نفس المنهج اعتمدنا في تجربتنا الخاصة من خلال ما عشناه من وضعيات أثناء تدريسنا أو كذلك من خلال جمع أمثال رائجة ومستعملة لدى الناس وعلى الإنصات لاستعمالات اللغة اليومية في مختلف الفضاءات والاعتماد على شهادات أشخاص ذوي الإعاقة في بعض البرامج التلفزية أو التحقيقات والحوارات الصحفية حول الإعاقة. ويبقى الميدان هو المحك الأساسي للبحث العلمي كما أنّه حان الوقت لندع الأشخاص ذوي الإعاقة يفصحون عن أفكارهم وأحلامهم بما يعيد لهم دورهم باُعتبارهم مواطنين أحرارا ولهم القدرة على العطاء والبذل.

I - معطيات حول الأطفال ذوي الحاجيات الخصوصية في تونس:
يعتبر الشخص معوقا quot;كل شخص له نقص دائم في القدرات والمؤهلات البدنية أو العقلية أو الحسية ولد به أو لحق به بعد الولادة، يحدّ من قدرته على أداء نشاط أو أكثر من الأنشطة الأساسية اليومية الشخصية أو الاجتماعية ويقلّص من فرص إدماجه في المجتمعquot;. وهذا التعريف القانوني لا يستوفي المعنى لأن الإعاقة سوسيولوجيا تختلف حسب السياقات الاجتماعية وحسب نوعيّتها وحسب اختلاف الجنس والعمر ومستوى الدخل العائلي ومحل الإقامة ومدى القرب من المصحات الاستشفائية أو البعد عنها كما يمكن أن تختلف حسب الثقافات ودرجة الاعتقاد الشخصي وإيمانه. ولذلك يجب معرفة عوامل عديدة ولا يحق لنا أن نضع جميع الإعاقات في خانة واحدة. لهذه الأسباب لا تفيدنا المعطيات الإحصائية لأنّها تعتريها نقائص فيما أشارت إليه من متغيرات نوعيّة هامة ولكن الاعتماد على ما هو متوّفر على الأقل يساعدنا على ضبط بعض المؤشرات والبيانات الأولية التي من خلالها نقف على الأولويات التي يجب أن نضعها في اُعتبارنا عند التحليل.

أثبتت الإحصائيات أن عدد المعوقين في تونس يبلغ حوالي 151 ألفا، أي بنسبة 1.6 بالمائة من مجموع السكان ويتوزع المعوقون حسب الجنس: ذكور 560 100 بنسبة 66.4٪ وإناث 863 50 بنسية 33.6٪ ويمثل عدد المعوقين السمعيين نسبة 12.5 من مجموع المعوقين. وتمثل 0.2٪ نسبة الإعاقة بين الفئات العمرية: صفر-4 سنوات ويمثل زواج الأقارب أهم سبب في الإعاقات في تونس والذي يمثل بدوره نسبة 23 في المائة من مجموع حالات الزواج. كما يبلغ عدد المدارس الدامجة لغاية السنة الدراسية 2007-2008، 263 مدرسة بينما بلغ عدد المعوقين المدمجين (1124) من بينهم 324 إعاقة سمعية. وبلغ عدد المدارس المحتضنة والأقسام التحضيرية الدامجة 57 بينما بلغ عدد الأطفال المعوقين بالسنة التحضيرية 93 طفلا.

وما لاحظناه في هذه الإحصائيات أنّها لم تشمل مؤشرات الربط بين الدخل والإعاقة مثلا أو بين نسب التواجد في الريف والحضر أو حسب نسب الفقر بالإضافة إلى ما عرف عنها أنّها لم تكن تتسم بالمصداقية فإننا نستند عليها وقتيا لأنّه يصعب الحصول على أرقام محينة بعد الثورة لتبين الحجم الذي يمكن أن تمثله هذه الفئة في المجتمع الأصلي وبالتالي نضبط مستوى التدخل الذي نحن مطالبون به. كما يمكن لهذه المعطيات الإحصائية أن تفيدنا في إبراز الفوارق بين الجنسين أي التعامل مع الإعاقة حسب مفهوم النوع الاجتماعي.

ونظرا لطبيعة هذه الدراسة التي تنحو منحى المقاربة الكيفية فسنقتصر على هذه المعطيات دون غيرها ولمن يرغب في المزيد يمكنه الاعتماد على ما ينشر في النشريات المتخصصة في ذلك. ولكن نؤكد أهميّة دراسة هذه المؤشرات النوعية مع تدعيمها بمؤشرات تكون أكثر ارتباطا بالقيم والمتغيرات التي لا يمكن قياسها ولكن يمكن تحليلها وفق منهج مختلف قد نجد صداها في دراسة أخرى.

ويمكننا أن نكتفي في هذه الدراسة بعدد الأشخاص ذوي الإعاقة ومدى توزعهم حسب الجنس وحسب المناطق الريفية والحضرية. وهي تعود إلى سنة 1999 والتي تبين الفوارق حسب الريف والحضر 1,05 % ففي الوسط الحضري 0,91 % وفي الوسط الريفي - الرجال 1.29 % في الوسط الريفي - النساء 0.69 % في الوسط الحضري - أكثر المعوقين الذكور يوجدون بالوسط الريفي - % من الأطفال الحاملين للإعاقة هم يعانون من التخلف الذهني والسمعي.

ولئن كانت هذه المعطيات الكميّة على أهميتها تساعدنا في ضبط مؤشرات الإعاقة حاضرا لتخصيص الاعتمادات المادية وضبط حاجيات الدخل وآلياته مستقبلا فإنّ الأهم من كلّ ذلك هو ضرورة التطرق للمعطيات الكيفية التي تمس الأبعاد النفسية والاجتماعيّة للأشخاص ذوي الإعاقة.

II- التمثلات الاجتماعية للأطفال ذوي الحاجيات الخاصة:
إنّ تغيير السلوك مؤشر لتغيير القيم فالسوي بالأمس يمكن أن يصبح معوقا اليوم والعكس بالعكسrsquo;rsquo; برنار لوي
نستعمل التمثلات الاجتماعية بالمفهوم الذي استعمله S. Moscovici لتحليل مسارات التفاعل بين الأفراد فيما بينهم وبين المجموعات قصد فهمها. بحيث ليس هناك قطيعة بين العالم الخارجي والعالم الداخلي للأفراد والجماعات وليس هناك حقيقة موضوعية وإنّما هناك حقيقة متمثلة بمعنى ما يمتلكه الفرد أو المجموعة في النسق المعرفي وتحدد الوضعيات الاجتماعية ضمن نسق المواقف والتصرفات ذلك أنّ كلّ تمثل ينتج رؤية شاملة نحو الموضوع المقصود ويقوم بهيكلة الواقع ويساعد على الاندماج في نسق المواقف والقيم.

إن التمثلات الاجتماعية هي رؤية للعالم ومجموعة منظمة من المعلومات والمعتقدات والمواقف والآراء تمكن الفرد من أن يعطي معنى لسلوكه ويفهم الواقع وفق مرجعية ينتمي إليها. فهي دليل للفعل ضمن وضعية. تحدد التفاعل بين الأفراد وانتظاراتهم والرهانات التي تضبط مسبقا. وlsquo;lsquo;خلال عملية التواصل يلعب التمثل دور المصفاة التأويلية، فالفرد يؤول الوضعية ويفك رموزها ويفهم سلوكات محاوريه وفقا لتمثله للوضعية، وهكذا فإنّه غالبا ما تحدد التصورات والسلوكات وتقود الممارسات الاجتماعيةrsquo;rsquo;

وانطلاقا من هذا التعريف نتبين مركزيته في فهم وضعية الشخص ذي الإعاقة فلئن ساعدت الوسائل الطبية الطفل على تخطي صعوبات الاندماج في محيطه الاجتماعي فالطب النفسي مثلا قادر على ان يخفف من وضعه ويعمل على تقليص الفوارق بينه وبين سائر الأطفال بما يقدمه من مفاهيم علمية لتفسير ما عليه وما يجب أن يتصرف فيه. والتحدي الأكبر بالنسبة إلى المعوق هو أن يتجاوز الصعوبات وهذا مشروط بتقبل وضعيته التي تساهم في اندماجه.

فالطفل الذي يصنف باعتباره حاملا لإعاقة بدنية أو ذهنية لا يتم إدماجه بنفس الكيفية في محيط مع الغير الذي هو مثله في الإنسانية ومختلف عنه بما لا يحمله من إعاقة. فلهذا السبب ينظر إليه المجتمع على أنّ لا شفاء له ومحكوم بالإقصاء والفقر والفشل وهذا -كما سنرى- يعود بالأساس إلى دور التمثلات الاجتماعيّة. فالأطفال المعوقون يواجهون صعوبات اجتماعية كبيرة إلى حد أنهم يكونون منبوذين وهذا لا يساعد على الاندماج. فقضية الاندماج الاجتماعي لها هامة مما يفسر الصلة الممكنة بين الإعاقة من جهة وبين نسبة الإدماج من جهة أخرى وهي التي تعطينا فكرة عن مدى نجاعة تدخل الوسط الاجتماعي وقيمة التمثلات الاجتماعيّة. في وضعية التواصل مع المعوق والتي يمكن أن تتفرع إلى عناصر ثلاثة:
إعاقة بدنية: - ذهنية - سمعية - بصريّة - كلامية - حركية ndash; توحد- صرع
متعدد وسائط تقنية طبية: كراسي متحركة - سمّاعات اصطناعية - برمجة إعلامية خاصة - البراي - ممرات خاصة
ردود أفعال المجتمع: العزل - التمييز - أساليب العلاج - السحر - الشعوذة الأولوية في المساعدة - الوسم بالإعاقة ndash; الشفقة ndash; القبول ndash; الرفض والتجاهل
لو توقفنا عند العنصر الثالث والذي هو المحور المتعلق بتمكين الشخص ذي الإعاقة لوجدنا أنّه يمثل العنصر المعرقل للاندماج وأنّه ينتمي إلى ما يكوّن تلك التمثلات الاجتماعية فلا بد حينئذ من تفكيك هذه المكونات منطلقين من نماذج تكشف عن هذه التمثلات التي تكونت حول الأشخاص ذوي الحاجبات الخصوصية.

II ndash; 1 في مستوى النوع الاجتماعي أنثى/ذكر
ما يسترعى انتباهنا هو عسر اندماج الإناث في محيطهن رغم قلة عددهن مقارنة بالذكور فلقد لاحظت تعرض بعضهن إلى التحرش من قبل الذكور بحيث يتم استغلال ضعفهن العقلي والتغرير بهن وهناك قضايا من هذا النوع عرضت على المحاكم. هذا العنف المسلط على الأنثى ذات الإعاقة يثير انتباه الباحث و يسأل لماذا لا يثير ضجة مثلما يحدث للفتيات السويات ومن هنا فإن هذه الوضعيات الخطيرة لا تفيدنا بشيء إذا اكتفينا بالإحصاء بل من المفيد أن تحيلنا مباشرة إلى ضرورة التركيز على المعطى النوعي الذي يحيلنا إلى مستوى أعمق نتبيّن فيه العوائق التي تحول دون نمو شخصية المعوق بصفة متوازنة والإظهار الكامل لإمكاناته. فهذا يعود للإحساس بالضيم لدى الأنثى ذات الإعاقة وهو نابع من هيمنة ذكورية تنضاف إليها الإعاقة فتتعمق المأساة. فالتحديات التي تعيشها الفتاة أعمق. فهي تريد أن تتعلم وأن تعمل وأن تتزوج وتنجب الأبناء لحفظ كرامتها. وهذه النظرة الدونية تتجلى من خلال القول lsquo;lsquo;تخذها صحيحة وحتى يفلح فيها ربيrsquo;rsquo; أي تتزوجها دون إعاقة حتى يبارك الله فيهاrsquo;rsquo; وهذا التصور هو ما تشكل في المخيال الجماعي وما يتمثله الفرد عند نظرته للمرأة خصوصا إذا ما كانت تعاني من إعاقة.

II- 2 في مستوى المعتقدات الشعبية:
أ- من بين مكونات التمثلات الجماعية المعتقدات الشعبية التي تكونّت عبر التاريخ وتداخلت فيها عناصر متشعبة من مختلف التراكمات من الاعتقادات والطقوس منذ البدايات لتواجد الإنسان على هذه الأرض والتي تنتشر في مختلف جهات البلاد ومن مظاهرها المثيرة للتساؤل المحيط المؤثر في نفسية المعوق مثل الأشخاص الذين هم يتطيرون من الأعور ويتجنبون لقاءه خاصة في الصباح. ورغم أن استعمال اليد اليسرى ليس إعاقة ولكن الموقف منه يعبر عن ضرب من الإقصاء المعنوي فيقال مثلا إن الذي يأكل باليد اليسرى فكأنما (الشيطان يكل معه ndash;وهذا حرام)
ب- كذلك في مستوى اللاواعي الجمعي للأحلام التي تمثل ضربا من ضروب التمثل بحيث تؤثر في المواقف والتصرفات فlsquo;lsquo;العمىrsquo;rsquo; في المنام ضلالة في الدين وهو أيضا ميراث كبير من عصبته والعمى أيضا غنى فمن رأى أنه أعمى استغنى ومن رأى ldquo; أنه أعمى فإنه ينسى القرآن وإن رأى أن إنسانا أعماه فإنه يضلهldquo; ومن رأى ldquo; أنه صحيح السمع فهو دليل على فهمه وعلمه وصحته وديانته ويقينه وفمن رأى أنه أصم فإنه فساد في دينه

ت- كما يعتبر البعض الإعاقة عقاب من الله lsquo;lsquo;عاقبوا ربي لفعالهrsquo;rsquo; وخلافا لذلك يرى البعض أنّه امتحان للإنسان lsquo;lsquo;ربي ابتلاه بالشرrsquo;rsquo;.

ج- كما يمكن سرد بعض المواقف التي تبث في وسائل الإعلام فهناك في بعض الأحيان مواقف كان لا بدّ ألاّ تمرر لأنّها تمسّ من كرامة المعوق كالذي سخر من أحول العينين عندما وجه له نقد كما نجذ الوسائل الإعلامية المهيمنة تصنع تصورا مثاليا عن الجسد الجميل المثير الفاتن والمغري خاصة في الإشهار والأساليب الدعائية وهذا هو الخطير فلا بد إذن من البحث عن الصورة التي يقدمها الإعلام بطريقة غير مباشرة وتقدمها الأفلام والمسلسلات وهي تبني المواقف وتوجه الرأي العام ولا بدّ إذن من إعادة تهيئتها لتستجيب إلى احترام ذات الشخص المعوق فكم من شخص ذي إعاقة أضفى الكراهية على جسده ونبذه لأنّه لم يحقق له الانجذاب الجنسي في فترة مراهقته وذلك lsquo;lsquo;من خلال صور معايير الجمال التي تصنعها وسائل الإعلام الجماهيرية وتنشرهاrsquo;rsquo;
وهذه العينات وحدها كفيلة بأن تعطينا فكرة عن واقع الشخص ذي الإعاقة في المجتمع وما يسلط عليه يوميا من عنف رمزي ومادي يحبط أعماله ومحاولة الاندماج في النشاطات اليومية للمجتمع. ومجرد تأمل رمزيّة هذا التأويل لاحظنا ازدواجية في الاستعمالات فالعمى هو ضلال وهو في نفس الوقت غنى وهذه الخاصية تكاد نجدها في كل مكونات التمثلات الاجتماعيّة فهي آلية أساسية تنبني عليها الشخصية التونسية وتحدد المواقف والسلوكات.

II- 3 في المستوى الاستعمال اللغوي:
إنّ الاستعمالات اليومية للغة وما تتضمنه من بناء رمزي مؤثر تشير إلى معاناة المعوق من العنف المعنوي والتداخل بين الاستعمالات الموجهة للمعوق أو حتى لغيره من الأسوياء فالكلمة الأكثر رواجا هي كلمة مُعَاقْ التي تطلق على الفاشل في الامتحان فيقال lsquo;lsquo;عَوْقْrsquo;rsquo; وعلى الذي لا يطيع والديه lsquo;lsquo;عائقrsquo;rsquo; كما تستعمل أيضا كلمات حسب نوعية الإعاقة فتكوّن قاموسا مستعملا إلى الآن مثل lsquo;lsquo;البكوشrsquo;rsquo; الأطرشrsquo;rsquo; lsquo;lsquo;الأعمىrsquo;rsquo; lsquo;lsquo;العايبrsquo;rsquo; lsquo;lsquo;المنغوليrsquo;rsquo; lsquo;lsquo;المهبولrsquo;rsquo; lsquo;lsquo;والأبلهrsquo;rsquo; lsquo;lsquo;المشلولrsquo;rsquo; lsquo;lsquo;العمشهrsquo;rsquo; وينعت بهذه العبارات أيضا الأشخاص الأسوياء مثل lsquo;lsquo;يا الأعمىrsquo;rsquo; لمن لا يقدر على رؤية شئ بقي يبحث عنه وهو بالقرب منه أو lsquo;lsquo;معوق في مخهrsquo;rsquo; أو لوصف الفوضى في الطرقات lsquo;lsquo;شلت حركة المرورrsquo;rsquo;.

ففي هذا البناء النسقي للغة نكاد ننسى استعمال الاسم الشخصي للمعوق والذي هو بناء رمزي لهوية الفرد والذي يمكنه من حضور متعين بما سمته عائلته أوليس هذا أخطر على الإنسان من هذا الطمس للاسم ومن هذا الموت الرمزي للكيان ذلك أن في مناداة الشخص باسمه الذي سمي به اعترافا بكيانه وبثا للثقة في نفسه.

غير أننا نلاحظ في كثير من الأحيان أن الإعاقة تطلق على الأسوياء فتكشف عن معنى الإزاحة في استبعاد الشخص ذي الإعاقة من هذا الوصم فليس فيها ما يدعو للاحتقار ولكن في المقابل تقبل المعوق لها يكون جارحا لذاته لأنّه اتخذه مثالا يوصف به ما هو منحط وسلبي وقد تستعمل كلمة المعوق للأسوياء استنقاصا فأننا نجد فيه ضمنيا تفضيل المعوق بالمقاييس العميقة للمعاني خاصة إذا كان متميزا وحريصا على تأكيد ذاته ونجاحه فالإنسان الذي عميت بصيرته وصمت أذنه عن الحق هو معوق وهذا ما يحيلنا إلى الآيات القرآنية التي استعملت استعارة العمى أي عمى البصيرة وعدم الإيمان وهي ليست إلاّ امتحانا من الله لتمحيص قدرة عبده على قربه من الله وإيمانه بالقضاء والقدر خيره وشره وفي السيرة النبوية هناك حديث يؤسس لفكرة الاعتناء بالأعمى فقد يكون أفضل من أن نعتقد أنهم يرون. لهذا كان لا بدّ حينئذ أن يبني الشخص ذو الحاجيات الخاصة ذاته انطلاقا من نظرة المجتمع التي تلقي النظرة السلبية على الأسوياء ولا يلقي بالنعوت التي لا تبني هوية المعوق الفردية فكثيرا ما يؤدي الاستنقاص إلى نظرة سطحية تركز على الجسم وإعاقته وعلى المظهر دون أن تتجه إلى الجوهر كما سبق وأن أشرنا إليه لأنّ الاستنقاص يجرح ويقصي الشخص ذا الإعاقة وتحدث فيه هزّة تزلزل كيانه لأنّ هذه النظرة الخارجية تؤسس لجوهر الأفراد في المجتمع التونسي وهي شكل من العنف الرمزي المسلط عليه يشعره بأنّه غير مقبول من قبل الآخر وهو ما يجعل الاندماج مستحيلا. ويفصح المجتمع بما يستعمله من أمثال شعبية عديدة أو من أقوال تختزل هذا الشعور بالوصم والنبذ. كما نلاحظ دوما هذه الازدواجية والمفارقات في التمثل للشخص ذي الإعاقة التي تحتاج منا تفكيكا وتحليلا حتى نتبين الاستراتجيات العينية في إقصاء المعوق.

III- 4 في مستوى الأمثال العاميّة:
تعكس الأمثال العاميّة مواقف المجتمع من الأشخاص ذوي الحاجيات الخاصة فنجد:.
أ- أمثالا عاميّة ايجابية: أكثر أهل الجنّة البله - خلق عباد كيف ما شاء وراد - لا تظهر الشماتة بأخيك فيعاقبه الله ويبتليك - ما عمى إلاّ عمى القلب -- سعدك يا الأطرش
ب- أمثالا عاميّة سلبية: لشكون تحرقص يا مرة الأعمى - ما تحركت العمشا إلاّ ما تفرق المحضر - الأعور خو الشيطان - بنت زوالي وعوراء - عوراء وتغمز - منظرك في المليح تسبيح ومنظرك في القبيح كفر بالله - الحنا حرشاء والحنانة عمشا والعروسة طرشة - قد ظل من كانت العميان تهديه - ضرب الأعمى واكسر عصاه منتش أحكم من ربه اللي عماه - كعور وعطي للعور- عمياء وشدّت سارق أعمى وطاح في دشيشة - العمش ولا العمى - زي عكاز لعمى مره في الطهر ومرة في النجاسة - أعطاه ربي وعانه نقصله في ذراعه وزاده في لسانه - جايطبها (أو يكحلّها) عماها - واللي تطيبه العمشى ياكلوه ذراريها
منذ القراءة الأولى نتبين طغيان الأمثال السلبية على الأمثال الإيجابية فبم نفسر هذا التناقض في الخطاب في الاستعمالات اليومية للمجتمع التونسي سواء كان ذلك في المعتقدات أو من الأمثال العامية؟
لا شكّ أنّ للتمثلات الاجتماعية قدرة على جمع المتناقضات لأن مرجعياتها مختلفة حسب سياقات تراكمت تاريخيا من خلال التجربة اليومية التي تعود جذورها إلى البداية الأولى لنشأة الإنسان ونقلتها الأساطير والحكايات والأغاني والأمثال المأثورة وحتى بعض الوقائع التاريخية التي كان لها ثقل على الذاكرة الجماعية وهي التي شكلت نموذجا نمطيا يقود التصرفات ويكون الفرد قد تلقاه في محيطه الاجتماعي ونشأ عليه وانطبع به سلوكه فحدد نظرته للظواهر.

والمواقف السلبية تفسر بعامل نفسي حيث نرى الأفراد يكرهون كلّ ما من شأنه أن يثير اشمئزازهم ويؤثر في انفعالاتهم ,ويحبذون رؤية ذلك من بعيد ويشعرون بالشفقة والرثاء والحزن .كما أنّهم لا يحبذون الجسم العليل فليس هناك إلاّ الشعور بالوصم الاجتماعي ولا نجد في أي مكان صورا ايجابية تعبّر عن إنسانية المعوقين. هناك اثارة الشفقة أو العطف فحسب.
وقد يساهم المعوق بدوره في عسر الاندماج مثل أن يتخذ من إعاقته ذريعة للتواكل على الغير (فيحترف الاستجداء) ويصبح بذلك عنصرا غير فاعل في المجتمع وهو ما يجعله غير مرغوب فيه أحيانا علما وأن غيره من المعوقين يمكن أن يبدعوا في مجالات متعدّدة أو أن يصبح عدائيا تجاه الأسوياء أو المجتمع برمته حتّى وإن عامله الآخر بلطف وعفوية ودون أي شعور بالشفقة ترى البعض من المعوقين يضمرون النوايا السيئة والغلظة للأسوياء.

إنّ سبب هذه المواقف يعود إلى عدم وجود ثقافة تضبط كيفية التعامل مع المعوق وقيام اتصالات متبادلة تقطع مع مشاعر العار والازدراء لحالة الوصم الاجتماعي. التي تحدد نظرته إلى ذاته وتجعل عائلته تبالغ في الخوف عليه فيتم عزله عن أقرانه فيؤدي ذلك إلى العزلة والوحدة ويشعر الوالدان بالإحباط النفسي في إنجابه مما يعمق المأساة. فالضرورة تقتضي منا القطع نهائيا مع هذه العقليات واستثمار الجانب الايجابي في شخصية المعوق ولن يتم ذلك إلاّ إذا تحملت الأسرة مسؤولة تنشئة طفلها ذي الإعاقة على تمثلات اجتماعية ايجابية سبق ذكرها لتدعم ثقته بنفسه وتعمل في نفس الوقت على الإحاطة به وتعوده على مواجهة وضعيات معيشية محرجة حتى يمسرح ردود فعله التفاعلية الايجابية
وإذا ما كانت هذه العائلة فقيرة فيمكن أن تتدخل الدولة لتقديم الدعم وذلك في نطاق التضامن وفي نطاق جمعيات المجتمع المدني التي تتعامل مع وضع الإنسان بصفة عامة.

لقد لاحظنا وضعيات عديدة عاينا فيها معاناة المعوق وردود الفعل السلبية تجاهه وكيف أنّه بمجرد تصحيح هذه التمثلات الجماعية ندرك حجم التغيّر في المواقف فمن بين تلك الوضعيات محاولة دمج الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في المدارس العادية ولقد عشت مواقف وتصرفات وأستحضر منها حالة واحدة كافية لتعطينا فكرة عامة.

تتمثل الوضعية في أني درست تلميذا كان يعاني من صعوبة النظر وينتظر زرع قرنية وأتذكر أنّه رفع إصبعه للكتابة على السبورة ولما أذنت له بالخروج ضحك زملاؤه وقالوا لي lsquo;lsquo;إنّه لا يرى جيدا وسيعطل لنا سير الدرس وإنّ بقية الأساتذة يشتكون من بطء مشاركته قلت لهم الفائدة في عدم إقصائه فإنّ كان لا يرى فالأكيد أن يوظف حاسة السمع وإنّى أرى فيه الرغبة والحرص على المشاركة وأعطيتهم أمثلة عن طه حسين والمعرى وذكرتهم بتألق الأشخاص ذوي الحاجيات الخصوصية في المسابقات الرياضية الدولية. فبعد أن كان هذا التلميذ يبكي تشجع وكتب على السبورة وقد كانت إجابته صحيحة وأتذكر أني في مرة طلبت منه التمثيل مع بعض من أصدقائه ولم يخيب ظني. وقد جاءت أمّه تشتكي من سوء معاملته فطلبت من المدير أن يعامله في الامتحانات معاملة خاصة بأن توضح له الكتابة أكثر في الامتحان وأن يعامل برفق. وما زاد يقيني في اندماجه هو أنّه تحصل على معدل قريب من الحسن خلافا للبعض الذين سخروا منه ولن أنسى السعادة التي غمرته في آخر السنة وأنا أقبله أمام والدته وأقول لها اُبنك يرى بإرادته وبصيرته وهو ذكي لأنه رغم الصعوبات نجح فهو عكس من يتمتع بالامتيازات ولكن عميت قلوبهم وبصائرهم ولذلك لا تكمن الإعاقة إلاّ في المحيط وعلينا أن نبذل مجهودا في تغيير المنظومة التربوية التي يحقق فيها الشخص ذو الإعاقة كيانه وكما أن العمل الوقائي يتمثل في الاعتناء بالطفل منذ سنواته الأولى لأنّه كلّما تقدمنا في اضطرابات التعلّم إلاّ واستفحلت الظاهرة فلا بد من دراسة هذه الأمراض وتشخيصها والبحث عن حلول لها
إن التواصل الحقيقي مع المعوق يتمثل في التواصل الرمزي فالإعاقة الذهنيّة مثلا تستوجب علاقة عاطفية ذكية ومتينة أمّا الإعاقة الجسدية فتحتاج إلى مخاطبة العقل وقوى الإرادة والمشاعر في المعوق ومن هنا نحقق دوما البعدين في الإنسان البعد المعرفي والبعد المشاعري (مثل الإيمان، الصبر، والدعاء، الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره) وكلّ ذلك يبني الثقة بين السوي والمعوق وبين المعوق ونفسه. فالشخص ذو الإعاقة ليس إلاّ ذلك الشخص الذي لم ننظر للجانب السوي فيه ولهذا فنحن جميعا ذوو إعاقة في جانب من الجوانب وفي معنى من المعاني.

استنتاجات وتوصيات:
lsquo;lsquo;نحن جميعا معرضون لأن نكون من بين المعوقين والأفضل أن ننسى هذا المشكل المغلوط (إعاقة) وأن نعمل من أجل مزيد من المعرفة والتحكم في سير دواليب المجتمعات الإنسانيةrsquo;rsquo; كلود قايل
إنّ بناء الكيان الحر للشخص ذي الإعاقة لا يكون فقط بإقرار آليات وإجراءات قانونية ولا بمجرد استبدال كلمة lsquo;lsquo;إعاقةrsquo;rsquo; بكلمة lsquo;lsquo;ذوي الحاجيات الخاصةrsquo;rsquo; بل هي سيرورة تبنى منذ النشأة الأولى للطفل ومساعدته على بناء شخصيته بشكل ملائم لإعاقته. ولبلوغ هذا المستوى لا بدّ من العمل على تغيير التمثلات الاجتماعية لتغيير الممارسات تجاهه والقطع نهائيا مع كلّ توظيف الاهتمام به في الدعاية السياسية وفي الأنشطة الاجتماعية التي تغالط الرأي العام الدولي وتوهم بوجود عناية لحقوقه لأنّ ذلك يمسّ من كرامته. لهذا فإنّ lsquo;lsquo;المسألة تؤول إلى تطوير في الذهنيات مما يتطلب مزيدا من التربية الاجتماعية والوعي العام والإعلام الموجه إلى هذا النوع من المشاكل فدور المدرسة العادية ودور وسائل الإعلام أساسي حتى يتمتع المعوق بسعادة الطفولة ويتهيأ للانسجام الأكثر اكتمالا في الحضيرة القومية اقتصادية واجتماعيا وثقافياlsquo;lsquo;.

إن المعوق في المجتمع التونسي عرف كلّ الإبعاد والإقصاء-ثمّ المساعدة ولكي نتجاوز ذلك إلى مرحلة أخرى أهم فهي محاولة بناء هويّته المستقلة والنافذة ويتطلب ذلك ردّ الاعتبار إليه في الجانب الروحي والنفسي والاجتماعي والاستقلال المالي والتماسك الاجتماعي. وحتّى يتم تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من تحقيق أمنهم المادي والنفسي ويحقق استقلاليتهم في مستوى جيّد من الحياةbien- ecirc;tre لا بدّ من أن يكون مواطنا له حقوق وعليه واجبات ويحقق التواصل الاجتماعي مع الغير.

وختاما نقدم هذه المقترحات حتّى نستطيع أن نغيّر النظرة السلبية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة
بما أن شكل الفضاء الذي يتصرف فيه المعوق في أغلبه فضاء للعزلة نتساءل كيف نضمن العلاقة الجوهرية بين الحق والحياة الاجتماعية كما أشار إلى ذلك Gurvitch فنجعل هذا الفضاء فضاء اندماج.
يحمل بعض الناس أفكارا سلبية حول مجموعة بشرية أخرى وذلك يعود إلى غياب الوعي فلا بدّ من ثورة معرفية وعلينا أن نرى مواطن الجمال في الإعاقة.
ضرورة إرساء ثقافة للتواصل مع الأطفال ذوي الحاجيات الخاصة بتنظيم أيام دراسية تحسيسية والبحث عن أفضل تقنيات المرافقة لذوي الحاجيات الخاصة وتعميمها على مختلف المجالات.
تحقيق مبدإ تكافؤ الفرص بين الجنسين والإنصاف بين الجهات وإرساء شبكة مهيأة.للمدارس الدامجة
نشر السير الذاتية لمعوقين نجحوا في الاندماج وإدراجها في الكتب المدرسية للمساهمة في تغيير النظرة حول الإعاقة
تمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الإفصاح عن تجاربهم الخاصة في منتديات ومهرجانات وهنا يكمن في دور جمعيات المجتمع المدني التي تعمل من أجل تشريك الشخص ذي الاعاقة من المشاركة في برامجها.

ارتقاء المجلات المخصصة إلى مستوى أعمق في طرح قضاياهم خاصة منها قضية الجمال والجسد وقضايا الحياة الجنسية والمراهقة والانجذاب العاطفي وهي قضايا تمسّ كيانهم
البحث في إشكالية الموت الرحيم الذي ينادي به البعض للتخفيف من آلام الإعاقة وهل يبرر للبعض قتل معوقه شفقة عليه؟
الانخراط الفعلي الإنساني وعدم البقاء في عزلة نتيجة الإعاقة وذلك بعدم المبالغة في مجاملة المعوق والشفقة عليه وكذلك العلاج الطبيعي الطبي وجعل التعليم وسيلة علاجية
تنمية أهمية الانجذاب الآخرين للمعوق.
تنمية العاطفة نحو بناء فلسفة النشاط المتصل بالإعاقة من خلال المساواة والجمال والاعتزاز بما يحمله الفرد من إمكانات إبداعية
تطوير الرغبة في تشجيع التغيير الايجابي لصالح المعوقين أي أن نتفهم كيف يؤدي الوصم المتصل بالإعاقة إلى القمع الاجتماعي والاقتصادي في جميع أرجاء العالم.
مناهج المدارس الرسمية العامة تخصص دورات تكوينية لرفع الوعي حول قضايا الإعاقة لدى المدرسين والمكونين.
اعتزاز المعوق بذاته وتقبل المجتمع لقدراته وما لديه من إمكانيات
القبول بالإعاقة على أساس أنّها قضاء الله وقدره وأن الصبر على البلاء هو عبادة
ونشير إلى أن هذه الدراسة ليست إلاّ محاولة تحتاج ممن يكسبها بعدا جدليا ويمكن أن تدفع نحو المقصد الأنبل في العلوم الإنسانية هي الفهم ومزيد من الفهم للإنسان به هو فكر وفعل وعقيدة وتبقى نتائجها دوما نسبية إلى حين أن يتكفلّ غيري بالقيام بدراسة معمقة يعتمد فيها على المقابلات والاستمارات وتحليل المحتوى للخروج بعمل تأليفي يؤسس لرؤية مستقبلية للتفاعل الرمزي بين البشر مهما كانوا ومهما صاروا.
الكلمات المفاتيح: التمثلات الاجتماعية - التفاعل الاجتماعي ndash; التواصل ndash; الوصم ndash; الرمزي

المراجع والهوامش:
1.بوحديبة (عبد الوهاب): حقوق الطّفل المطبعة الرسمية 1992
2.بيثاني ستيفنر العيش مع الإعاقة ص: 26-27 وضع الأطفال في العالم 2006 المقصون والمحجوبون يونيسف منظمة الأمم المتحدة للطفولة 2005 وكذلك الإهمال والوصم يمكن أن يؤديا إلى إقصاء الأطفال المعاقين ص: 28 - 29
3.القانون التوجيهي للنهوض بالأشخاص المعوقين للنهوض بالأشخاص المعوقين وحمايتهم الصادر عن شهر أوت 2009
4.الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التقرير الأولي المقدم من الدول الأطراف بموجب المادة 35 من الاتفاقية تونس* [1 تموز/يوليه 2010]
5.نظرة المجتمع للإعاقة منتدى الأستاذ سعود عيد الغنزي
www.dr-saud-a.com %2Fvb%2Farchive%2Findex.php%2Ft-39798
6.Abderrazak (Ammar) : Ideacute;es et attitudes face aux handicapeacute;s physiques et mentaux Contribution agrave; leur inteacute;gration sociale) publications de lrsquo;universiteacute; de Tunis 1985
7.La situation des enfants en tunisie Analyse et recommandations UNICEF 2004
8.Abric J-C psychologie de la communication theacute;ories et meacute;thodes Paris Armand Colin 2 eacute;me Edition. 1999
9.Cyrielle Bonnet La Sociologie Novembre 2008 Stigmate, les usages sociaux des handicaps associo.free.fr/Files/12_25_erving_goffman_stigmate.doc
10.La construction de la diffeacute;rence :(Langages, Croyances, Repreacute;sentations lieacute;es au Handicap) Par Marie Angeacute;lique Guegrave;ye
http://www.t7di.net/vb/archive/index.php/t-41414.html
11.Goffman (Erving) : Stigmates les usages des handicaps Paris Ed de Minuit 1977