... ولكن.. اسمحوا لي بكلمات قليلة:
bull; أفتحوا نوافذكم، فربيعه دائم، وهو لا يحمل لكم إلا الاخضرار، وينوع الأزهار، والحب.. فلا تحرموا أنفسكم من متعة اللقاء، والاجتماع بهذا الضيف الجميل.. سيقف أمام نوافذكم، سيطلب ودكم، فلا تقهروه ولا تذلوه ولا تطردوه.. اقتربوا منه..
افتحوا أمامه النوافذ واستقبلوه واحتفوا به، سيوزع عليكم أجمل عطاياه، سيلّون حياتكم، سيغسل أحزانكم، وسيطرد الملل من بيوتكم.. اجلسوا إليه، ناقشوه، استمعوا منه، سيروي لكم أعذب القصص، وسيعزف لكم أجمل الألحان.. إنه فنان بارع.. اسألوا أعظم الفنانين، وأكبر الفلاسفة، بدءاً من زرياب والموصلي وسيد درويش وصولاً الى فيروز..
وبدءاً من سقراط مروراً بأفلاطون والفارابي وابن رشد وصولاً الى راسل، والعشرات غير أولئك وهؤلاء: سيقولون لكم أنهم تعلموا من أستاذهم ((الحب))!!..
bull; بل كل الأنبياء نهلوا منه.. ولولاه لما صبروا!!.. ولما تحملوا العذاب!!.. وقد وصفه السيد المسيح أجمل وصفٍ عندما قال: (الله محبة).. كل الرسالات العظيمة، وكل الابداعات الخالدة، كان هو قوامها، ومنطلقها، وخلفها، وأمامها.. وعن طريقه اكتشف المقننون (العدل، والحرية، والتسامح)..
bull;
bull; قد يأتي من يقول: لن نجده؟!.. بلا.. تجدونه عند شيلر في الحركة الرابعة من السمفونية التاسعة لبتهوفن، تجدونه في ابتسامة ماما تريزا وهي تحنو على أطفال الهند، تجدونه في أوتار صوت فيروز الشجي (نحن والقمر جيران!!)، تجدونه في الابتسامة المحيرة التي رسمها ديفنشي على شفاه موناليزا، تجدونه عند محبة طاغور وهو يخاطب أمه حينما تسلم جائزة نوبل عام 1913 وأهداها لها، تجدونه عند نزار:
(الحب في الأرض بعض من تخيلنا... لو لم نجده عليها لاخترعناه).. والاستشهادات في هذا المضمار كثيرة، وكثيرة لمن قصدها وبحث عنها!!..
* * *
bull; حياتنا بلا حب تصبح غابة من الجحيم، فلنستعن به ونطلبه - من المهد الى اللحد -.. نطلبه ولو في الحلم.. نأخذ منه بلا حدود.. هو الدواء الذي لا يصفه الأطباء، ولا يباع في الصيدليات.. مع أنه من أنجع علاجات الأمراض البشرية على الاطلاق!!..
وإنه ليمنح نفسه للجميع، ويعرض نفسه على الجميع.. فلا تفرطوا في البحث عنه والتمسك به.. استقبلوه وافتحوا له قلوبكم قبل بيوتكم، ستصبح حياتكم به أجمل وأعذب..
* * *
bull; أكتب هذه الخاطرة: لأودع أحباء تعايشت معهم بكل حب واخلاص فوق صفحات إيلاف.. وأودعهم بكل حب واخلاص!!.. أستودعكم الله!!..