اكاد اجزم بان شعوبنا العربية بكافة فئاتها العمْرية لم تمرّ في كافة مراحل عصورها بمثل هذا الاهمال واللامبالاة التي نشهدها هذه الايام واخصّ بالذكر الشباب الذي تم تهميشه تماما بحيث لم يعد يوصف بانهم رجال المستقبل وبناة الوطن وبأنه المقبل على التطور والنموّ والازدهار؛ فالكوارث الاخلاقية التي مُنيَ شبابنا وهدم القيم والاخلاق ونسيان دور هذه الشريحة وتركها فريسة لنوازعها الغريزية وغلق السبل امام طريق تقدمها ووضع المطبات والعثرات لاعاقة مسارها وانعدام رعايتها وعدم توفير العمل المناسب لها فوقعت في احضان البطالة وماادراك ما البطالة ؟! والتي تكاد تمزق شبابنا وتُغلق دروب مستقبله وتعمي بصره وبصيرته فيقع في متاهات لاحصر لها ناهيك عن ضياع مستقبل الشباب وحرمانهم من تكوين اسرة تجمع بين زوجين يتوسطهما اطفال صغار هم ملائكة الله في ارضه ولبنَة صالحة لبناء كيان عائلي سليم مشرّف بعيدا عن قذارات الدعارة والجنس الرخيص المبتذل الخالي من المشاعر الراقية والاحاسيس الانسانية السامية التي شرعها الله ليتظلل بها الطرفان تحت خيمة المودّة والرحمة والرباط المقدّس.

آخر التقليعات التي ظهرت في اسواقنا العربية بشكل طاغٍ وملفت للنظر هو ظهور دُمى على شكل نساء جميلات شبيهة الى حد كبير بحسناوات اوروبا من الآلهة الشقراوات وعارضات الازياء ونجمات السينما وسيّدات لاس فيجاس والساحل اللازوردي وبيفرلي هيلز ؛ هذه الدمى صارت عشيقات الشباب في المضاجع ويستطيع المرء ان يعاشرهن في الفراش متى يشاء فكلهن يقاربْن ملكات الجمال والمطربات الشهيرات وفاتنات العالم في السحر والجاذبية.

ولأن الشعب الصيني الصديق - صانع تلك الدمى- معروفٌ بعراقته التاريخية وإرثه الحضاري واخلاقياته السامية ومثُلِه العليا وتعلّم كيف يحافظ على مبادئه الكونفوشيوسية الخالدة فقد علّموا هذه الدمى ان تحافظ على شرف من يقتنيها وتصون عفّته وكرامته الاسريّة فهي لاتعاشر الغرباء ولاتستجيب لأسرّتهم وتقتصر على منح الشهوات لمن يشتريها حفاظا على نقاء العلاقة بينها وبين مالكها يا لنعْم التربية، ليس هذا فحسب بل ان ملمسها يكاد يماثل ملمس جِلد المرأة الحقيقية، اما هيكلها وشكلها الانثوي الساحر فقد تم تصميمه بتقنية الكترونية ابداعية بحيث يصعب جدا التفريق بينها وبين المرأة الحقيقية وخصوصا في غرف النوم المظلمة.

فليهنأ فتياننا بصديقتهم الدمية الجميلة الساحرة، اما انتم ايها ايها الموسّرون والاثرياء الغافلون عن شباب المستقبل فانعموا بالمثنى والثلاث والرباع وبالعشيقات خارج الاطار المألوف المشرعن ولرجالنا ادعياء الدين والمتاجرين به (ولااعني رجال الدين الاصفياء الانقياء الصادقين ) فلكُم حليلاتكم ولكم الأيامى وماملكت أيمانكم فأوغلوا في المسيار والمسفار والمتعة وماتبدعون من اشكال زواج يخالطها الزنا المغلف بسيلوفان شرعي وفق مايشتهون ولاتنسوا ان توعدوا فتياننا وشبابنا الذين مزّقهم الكبت الجنسي والحرمان وقتل غرائزهم التي وهبها الله لهم بأن موعدهم اللاحق سيكون مع نسائهم الحور العين مهجعا خالدا ؛ فعليهم بالصبر منجاةً من الوقوع في شباك الزنا والخطيئة.

اخيرا لايسعنا سوى ان نشكر اصدقاءنا الصينيين الذين سعوا الى ايجاد الحلول الجذرية جدا لمشكلة الجنس التي أرّقتنا كثيرا فلايهمنا بعد الان سواء تاخّرت معدّلات الزواج بين شبابنا بسبب الظروف المالية والعوز او الظروف الاجتماعية فقد انتصرتم على علماء القانون والحكماء ورجال الدين وساسة البلاد الذين عجزوا عن ايجاد الحلول اللازمة لهذه المشكلة المستعصية التي اضحت وبالا علينا وحملاً ثقيلا وعبئاً يصعب احتماله.


[email protected]