أخيراً وبعد عشر سنوات من معاناة الشعب الايراني من العقوبات الدولية نجحت سياسة البازار الدبلوماسية في تحقيق نصر كبير لايران من خلال الحصول على اعتراف دولي بعضويتها في النادي النووي وانضمامها لاكثر من اربعين دولة تعمل على تخصيب اليورانيوم لاغراض سلمية كما يقال.

ايران النووية حصلت ايضا على ما يقارب السبعة مليارات دولار الى جانب استمرارها على تخصيب اليورانيوم كما قال الرئيس الايراني حسن روحاني عكس ما تشيعه الادارة الامريكية التي خبر العالم مدى مصداقيتها في اكثر من مناسبة وايضا تخفيف العقوبات الاقتصادية التي عانت منها الكثير.

كل هذا كان من الممكن ان يعتبر انتصارا لشعوب الشرق الاوسط واستقلالها الاقتصادي لو لم يكن هذا الشرق غارقا في لجة الصراعات الطائفية والقومية والحروب بالوكالة الامر الذي يهدد مستقبل المنطقة برمتها ويدخلها في اتون صراع جديد عنوانه التسابق النووي فمن غير المتوقع ان تقف تركيا والسعودية ودول الخليج مكتوفة الايدي امام بروز جارة نووية تملك كل الامكانيات الضرورية لتحويل المسار السلمي لنتاجها النووي الى تصنيع السلاح النووي متى ما شاءت وتجعل الاطراف الاخرى تعيش حالة هلع ورعب حقيقي.

اغلب الظن ان اتفاقية جنيف حول النووي الايراني ستلحقها اتفاقية حول الوضع في سوريا وبالتأكيد لن تكون كما تريدها المعارضة السورية وان كانت ستدعو الى انتخابات برلمانية وتغيرات شكلية للنظام في دمشق
اتفاقية النووي الايراني التي ستخفف معاناة ملايين الايرانيين من العقوبات الاقتصادية دشنت عهد السباق النووي في منطقة الشرق الاوسط وسنسمع قريبا عن مشاريع سعودية وخليجية وايضا تركية للحصول على الطاقة النووية للاغراض السلمية ! لاعادة التوازن الى المعادلة التي تؤشر لصالح ايران ومشاريعها في المنطقة من اليمن مرورا بالبحرين ودول الخليج وانتهاء بالعراق وسوريا ولبنان.

المستفيد الاكبر من كل هذا هو امريكا والغرب الذي سيبني هذه المفاعلات وتنساب مليارات الدولارات من خزائن شعوب المنطقة الى مصارفهم وتساهم في معالجة الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشونها اما تأثيراتها المستقبلية على المنطقة وشعوبها وبيئتها فذاك حديث اخر.

الشرق الاوسط النووي على الابواب سواء كان للاغراض السلمية او لتوازن الرعب النووي وان كان هذا الاخير فستدفع شعوب المنطقة ثمنا باهظا.


bull;[email protected]