لم يعد خافيا على أحد، الدور الدولي والاقليمي ومحاولاته المستمرة في اجهاض الثورة السورية، لاعتبارات عديدة ومصالح متباينة ومتشعبة ومتغيرة أيضا، وفقا لحركية هذه المصالح والقوى، ومستجدات الاوضاع الميدانية والدولية.

لم يتمكن هذا الوضع الدولي والاقليمي، ولا النظام من اعادة سيناريو الثمانينيات من القرن الماضي عندما، اخمد النظام انتفاضة محدودة، لم تمتد نتيجة للبطش، ونتيجة للدعم الدولي الذي تلقاه الاسد الاب في قتل السوريين. وكانت حماة وتدمر والمشارقة. والحجة أن الانتفاضة هذه كانت حركة اخوان مسلمين للاستيلاء على السلطة.

الثورة لأنها تجاوزت ما قبلها، ولا يمكن أن يعود. لأن فيها من الخيانات الكثير، ولأن فيها من الشهداء الكثير، والضحايا أكثر وفي ازدياد، لأن اجرام النظام خيار وحيد لديه. السوريون مختلفون على تسمية عدوهم وصديقهم، مختلفون على في انتماءاتهم الماقبل دولتية. لكنهم متفقون على الحرية.

من وقف ضد الثورة السورية منذ لحظاتها الاولى: روسيا إيران الصين العراق حكومة لبنان، هذه الاطراف كانت ولاتزال تدعم القتل على يد العصابات الاسدية حتى اللحظة وتشارك به.
من غطى على الجريمة: أمريكا والدول الاوروبية، ولايزال يغطيها حتى اللحظة.

دول لعبت دورا سيئا تحت الطاولة وفوقها: الجزائر وسلطنة عمان وأيطاليا والفاتيكان وبعض امراء في بعض الدول. كل هؤلاء اجتمعوا كل من موقعه لمنع الحرية عن الشعب السوري، ولكي لا يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حماية المدنيين وفقا للقانون الدولي.

كل هؤلاء راهنوا على أن عصابة الاسد ستقضي على الثورة. عندما فشلت مراهناتهم، بدأوا بسيناريو تدمير البلد، دون أن تصدر عنهم خطوة واحدة جدية لوقف القتل، وساعدوا بمواقفهم هذه على لجوء الشعب السوري إلى ادواته البسيطة الرمزية والمادية من أجل كسر هذه الجريمة الدولية.

المعارضة السورية ممثلة بالمجلس والائتلاف، لم تكن على قدر المسؤولية، مع أنها لم تساهم في ادخال مقاتل اجنبي واحد، من جماعة التشدد الاسلامي، وأي كلام بغير ذلك غير صحيح، كما أنها لم تطالب رسميا بتدخل دولي لحماية المدنيين. كاد النظام أن يسقط لولا تدخل إيران وحزب الله العسكري، وبغطاء أمريكي وغربي واضح. بينت الاحداث ومجريات الثورة، أن كل هؤلاء يتدخلون من أجل بقاء آل الاسد في الحكم ومنهم من اتخذ موقفه على اساس اما بقاءهم أو تدمير البلد، ومنهم من تدخل لكي تذهب البلد معارضة وموالاة للجحيم. ليس الامر مؤامرة بل مواجهة شعبنا لكل هذه المواقف كان عمليا وعلى الارض. عندما تتدفق مرتزقة الولي الفقيه إلى سورية وتمنع امريكا واوروبا العالم من دعم الجيش الحر، فهذه مسألة لم تعد بحاجة لعبقريات لاكتشافها. 30 شهر ونيف العالم يقف ضد شعبنا، وأكبر دليل أيضا أن المعارضة السورية اغاثيا وسياسيا لم يصلها، دعما باكثر من 300 مليون دولار جلها من قطر. كل العالم يعرف أنها ثورة شعب ويعرف كم خسر ويخسر هذا الشعب لكنه لايريد لسورية أن ترى الحرية. كل وسائلهم باءت بالفشل، رغم كل هذا القتل والدمار. والثورة لاتزال تفرز مقاومتها اليومية التي لم يعد أحد قادر على ايقافها. الحرية ولادة...اعطوني شعبا واحدا في التاريخ واجه كل هذا معا؟