يوميا يسقط العشرات والمئات من المسلمين الأبرياء قتلى وجرحى في العراق ومصر وسوريا ولبنان وليبيا والجزائر وافغانستان والعديد من دول العالم. وكل هؤلاء الضحايا يقتلون تحت راية واحدة هي راية الاسلام.

القاعدة وذيولها وعصاباتها الدموية في العراق تقتل الناس في الأسواق والشوارع والمقاهي والبيوت، لتقيم على أشلائهم دولتها quot;الاسلاميةquot; المزعومة، أما قتلاها فهم يذهبون الى الجنة مباشرة ليجدوا الرسول الكريم بانتظارهم على العشاء، ولا ندري هل هناك ولائم يقيمها الرسول (ص) لهؤلاء الأوباش على الغداء أو الفطور، فهم يرتكبون جرائمهم الوحشية في جميع الأوقات؟

والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ومعها جبهة النصرة، تقتل السوريين وتحاكم وتعدم الناس على التوافه، وتستبيح أعراض العائلات في حلب والرقة ودير الزور باسم الاسلام، وهي تستعير عبارة quot;غزوةquot; مع كل جريمة تفجير أو عملية قتل للأبرياء، تيمناً باسم غزوات الرسول والصحابة.

وفي افغانستان تجري عمليات التفجير والقتل وسبي النساء وذبحهن ومنع المواطنين الأفغان من مشاهدة التلفزيون وحرمان البنات الصغيرات، من الذهاب الى المدارس وتحطيم التماثيل التراثية، باسم اسلام طالبان وإمارته المنقرضة.

ولا تشذ مصر أو ليبيا أو الجزائر أو لبنان وحتى دول في أفريقيا البعيدة عن هذه القاعدة الاسلامية الذهبية، ففي هذه البلدان قام جهاديو الاسلام بأداء دورهم في إعادة أمجاد السلف الصالح تنفيذ المئات من عمليات القتل والتفجير، راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، فداء لمشاريع quot;الخلافة الاسلاميةquot; التي يريدون إعادة قيامتها لقيادة الأمة الضالة والكافرة وتخليصها من الرجس والرذيلة.

وتتساوى طوائف ومذاهب وفرق الاسلام في أعمال القتل والذبح، وكل منها يدعي تطبيق الشريعة الاسلامية في باب من أبوابها الكثيرة، فالفرق التي تعمل باسم الاسلام السني من أمثال القاعدة وداعش والنصرة وطالبان والأخوان المسلمين، يقتلون المسلمين بدعوى الضلالة عن الاسلام الصحيح، والفرق التي تدعي تمثيل الشيعة تقتل المسلمين بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي لا تتوانى عن استباحة دم عمال بسطاء ومواطنين أبرياء لمجرد عملهم أو تواجدهم أمام محال لبيع المشروبات الكحولية، كما حدث بالأمس وسط بغداد وخلال السنوات الماضية حيث قتل المئات تحت هذه الذريعة وباسم الاسلام بالطبع.

وللأسف ليس لدينا سوى القلة من رجال الدين الذين يحرمون قتل النفس بغير حق، كما أمر القرآن الكريم، ويدعون الى التسامح واحترام حرمة الدم وحق الناس في حرياتهم، ويؤمنون بالحكمة السديدة: متى أستعبدتم تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟