لاشك ان التحالف الوطني العراقي اثبت خلال سنوات حكمه العجاف للبلاد فشله الذريع في قيادة العراقيين، بفضله بلغ الفساد اوجه(المرتبة 171 من بين 177 دولة بحسب شهادة منظمة الشفافية العالمية) والعمليات الارهابية في تصاعد مستمر ومازالت تسجل ارقاما قياسية في القتلى والجرحى، حتى وصل العراق الى الدرك الاسفل من كل النواحي، طبعا يعود السبب الى السياسة الخاطئة التي يمارسها التحالف الوطني بكل تشكيلاته المنضوية فيه وليس ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراءquot;نوري المالكيquot;وحده، بمعنى اخر انquot;الشيعةquot;كآلية سياسية وكفكرة دينية لشريحة معينة، فشلت في ادارة دفة العراق، وفشلت في قيادة المجتمعات العراقية المتنوعة، كما فشلت الاحزاب القومية من قبل وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي في تنظيم المجتمع وقيادته بصورة حضارية عادلة، ووفق اساس المواطنة والشراكة الحقيقية، وعندما وجدتquot;هذه الاحزاب القوميةquot;انها عاجزة عن ادارة البلاد ديمقراطيا ووفق متطلبات العصر، لجأت الى العنف والقمع كسياسة بديلة، وسيحذو التحالف الوطني الحاكم حذو حزب البعث ويفعل الشيء نفسه، وسيحاول اولا ان يظهر نفسه وكأنه خاضع لارادة الشعب ويتمتع بقدر كبير من الحيوية والمرونة في الطرح والتعاطي مع المستجدات السياسية وبامكانه ابرام صفقات سياسية و اتفاقات وتحالفات مع الاحزاب الاخرى، كما فعل حزب البعث في اوائل حكمه عام1970 مع الاكراد في اتفاقية اذار، ومن ثم دخوله في عام 1973 مع الحزب الشيوعي فيquot;الجبهة الوطنية والقومية التقدميةquot;، ولكن عندما اشتد عوده وتصدر المشهد السياسي واصبح الحزب القائد الاوحد في العراق، استغنى عن الجبهة و بيان اذار والوعود التي قطعها للعراقيين و بدأ ينزع القناع عن وجهه الحقيقي، ويقوم بتصفية خصومه وهو ما يفعله التحالف الشيعي الان مع الاكراد بالضبط، تحالف معهم لفترة واستفاد منهم ولكن عندما استنفد اغراضه منهم، بدأ يشن هجوما اعلاميا ودبلوماسيا شرسا عليهم، كل يوم نرى في وسائل الاعلام المختلفة وجها كالحا من وجوهه يكيل التهم الى الاكراد و يثير ازمة جديدة معهم، (ازمة حول النفط وازمة حول الاراضي المتنازع عليها وازمة حول صلاحيات الاقليم، سلسلة من الازمات والمشاكل التي لا اول لها ولا اخر، مع ان الدستور قد وضع الحلول لها، ولكن الحقد والغل الاسود يحول دون تطبيقه ) تمهيدا لشن حملة عسكرية عليهم، وهذا ما يعد له عبر جحافل قيادات عملياته العسكرية في مدينة كركوك، على الرغم من انكشاف نوايا التحالف في الاعداد لاقامة دكتاتورية طائفية في العراق، فانه مازال يمارس التضليل ويظهر نفسه وكأن صراعا سياسيا وفكريا يدور بين اعضائه ويوجد بينهم صراع ومعارضة ونقد متبادل، ولكن السياسة المتبعة له خلال سنوات حكمه تظهر ان مايقومون به مجرد تمثيلية سمجة يشترك فيها نجوم بارعون ويخرجها سياسيون كبار في خارج البلاد، quot;مقتدى الصدرquot; الذي يمثل احد الاجنحة القوية في التحالف يعاديquot;المالكيquot;ويظهر نفسه على انه معارض عنيد له، يهدده ويتوعده وينسق جهوده مع المعارضين الاخرين للاطاحة به، وسحب الثقة منه، لكن عندما يصل الامر الى نهايته، فجأة ينسحب من المشهد في اخر لحظة ويترك المتحالفين معه يضربون الاخماس في الاسداس، ويخرجون من اللعبة اوquot;المقلبquot;بعبارة اصح، خسرانين، يجرون وراءهم اذيال الخيبة، والوحيد الذي يخرج من المشهد فائزا هوquot;المالكيquot;.. وعلى الرغم من اخفاقات هذا التحالف في كل الميادين، فانه يصر على انquot;منصب رئاسة الوزراء للتحالف الوطنيquot;حصراquot;ولن يفرط فيه تحت اي ظرف!quot;بحسب عضو دولة القانونquot;عباس البياتيquot;..اصرار عجيب على الفشل..
[email protected]