لخبث النظام السوري، و لمكر حليفه الإستراتيجي النظام الإيراني أساليب و أدوات لربما تكون غير واضحة للبعض، ولكنها في منتهى الوضوح و الشفافية لمن يعرف عقلية هذين النظامين و سايكولوجيتهما، وأحوال الحقد التي يتمرغان بها ضد قوى الحرية التي تكافح اليوم بشراسة للخلاص من الشمولية و الإستبداد، فبعد ما يقارب الأعوام الثلاث على ثورة الشعب السوري الجبارة التي زلزلت عرش أعتى طغاة الشرق، وهي في الطريق لتجتاح كل معاقل الطغيان و بما سيغير بالكامل من طبيعة إدارة أوراق الصراع في الشرق الأوسط، بات واضحا بأن تلك الثورة لم تعد فقط منازلة بين النظام السوري المجرم و شعبه، كما أنها لم تعد شأنا سوريا خالصا، بل تحولت لما هو أبعد من ذلك بكثير لكونها إصطدمت إصطداما مدويا وهائلا بالمشروع الإرهابي التخريبي الإيراني الذي كان يعتبر الشام قطب الرحى في مخططاته، والمحطة المركزية التي يتسلل من خلالها النفوذ الإيراني في الشرق القديم في تحالف مصيري نسجت خيوطه منذ عام 1980 و تعزز مع مرحلة المجرم بشار، و تحول اليوم لتحويل سوريا لقاعدة عسكرية متقدمة للحرس الثوري و الذي هو اليوم قوة إحتلال عسكرية إيرانية في الشام، لذلك ليس غريبا أن تصب الآلة العسكرية الإيرانية حممها و رصاصها المصبوب و براميلها القذرة على رؤوس السوريين تنفيسا لأحقاد تاريخية و دعما لنظام مجرم و عميل سلم لهم مقدرات سوريا العظيمة، فالمعركة في حقيقتها اليوم هي معركة الأحرار ضد النظام الإيراني الغاشم و حلفائه الطبيعيين المعروفين في لبنان و العراق تحديدا، وليس سرا إن طهران تعتبر الهزيمة في الشام بمثابة بداية النهاية لنظام الولي المستبد الفقيه الذي سيعزل و يتلاشى بالكامل في حالة تلاشي النظام السوري، وتلازم المصير في مسار الحرب السورية بات يفرض على الإيرانيين وفي ظل الغيبة العربية و الصمت الدولي الذي يهمه إستنزاف جميع الأطراف، إستعمال كل الأدوات العسكرية و الدبلوماسية المتاحة للحفاظ على عرش مجرم الشام أو لمحاولة الخروج بصفقة ما تحمي المصالح الإيرانية في سوريا وهي مصالح ضخمة و متشعبة وذات أهداف إقليمية كبرى !، لذلك و من أجل السعي الحثيث لخلط الأوراق، ولتشويه أهداف و حقيقة الثورة السورية لجأ الإيرانيون لتفعيل الفتنة الطائفية و إستحداث أدوات صراع طائفية لم تخطر أبدا على أذهان قادة الثورة السورية وهي ليست محلا لأي إختبار في الذهنية السورية، و أستحضر النظام الإيراني أدواته الإرهابية و التي خلقها و نماها في العراق المحتل بعد الإحتلال الأمريكي، و عمل بجد و فاعلية على تغيير كل مسارات و أشكال الصراع الإقليمي ووجه ميليشيات القتل الإرهابية الطائفية في العراق لقنل أشقائنا في سوريا و بما سيخلق فتنة إقليمية ستزداد مع الأيام ضراوة و إشتعالا، وستخلق أحقادا لا تنطفيء بين شعوب الشرق، بحيث تمتد هذه الفتنة لما هو أبعد من الرقعة الجغرافية السورية، وهذا ما حصل و يحصل اليوم، بعد أن شاركت عصابات حزب الله اللبناني في معارك القصير وفي جبهات ريف دمشق مما كلفها مئات القتلى و المقبورين، كما شهدت أحداث الشهور الأخيرة تدفق الميليشيات العراقية كعصابات أبي الفضل و ذو الفقار و كتائب الخزعلي و البطاط و غيرهم من العملاء و المجرمين الشعوبيين لا لتدافع عن ضريح السيدة زينب كما يقولون و يعلنون و يغلفون جرائمهم الشنيعة بل ليوسعوا عدوانهم و تدخلاتهم الفظة في الشؤون السورية لتمتد لجبهات الشمال في حلب و أدلب، ومن ثم لتفرو أسوأ عصاراتها و نتائجها في القلمون و في مدينة النبك الصغيرة تحديدا وحيث إرتكبت الميليشيات العراقية مجازر مروعة ضد أهلها الآمنين و بطريقة تطهير طائفية مروعة يتفرج على وقائعها الضمير الدولي الميت ببرودة دم رهيبة!!، من الواضح إن الهدف مما يحصل هو أبعد بكثير من إرهاب السوريين الأحرار وصولا لمحاولة تصفية وإنهاء الثورة السورية!.. إن ما يحصل في تقديري و ستثبت الأيام صحة ما أقول هو في إعداد النظام الإيراني لهذه الميليشيات لمراحل عمل ميدانية قادمة لا محالة و وهي عمليات إنتقامية ستشمل إجتياح دول المنطقة عبر المد الطائفي و الذي تتحكم طهران بازرار إنطلاقه و تفعيل ماكنته الرهيبة، فميليشيات العراق معدة لليوم الإيراني الكبير القادم في إجتياح الكويت و البحرين وفي فرض وقائع ميدانية معينة، وصواريخ الوطواط البطاط التمهيدية التي ضرب بها الحرس الثوري مواقع سعودية و كويتية حدودية هي الإشارة الواضحة الأولى لمسلسل إرهابي قادم و مثير ليست القوى الدولية بمعزل عنه، بل أنها تدفع بإتجاهه كما دفعت صدام حسين لغزو وإحتلال الكويت عام 1990، صورة المشهد التصعيدي الإرهابي الإيراني القادم في المنطقة واضح بالكامل لمن يحسن القراءة و المقارنة و التمحيص، وعرب المنطقة اليوم وخصوصا عرب الخليج العربي في حالة إستهداف واضح وليس أمامهم سوى مقاومة المخطط الإيراني بإفشاله و العمل على طرد جيوش الإحتلال الفارسية من الشام، و بعكسه سيرى العالم العجب العجاب من دهاء دهاقنة فارس و خبث و إرهاب عملائهم ووكلائهم في الشرق، في هزيمة الميليشيات الطائفية العراقية وحماية السوريين حماية أكيدة لمستقبل الخليج العربي، فويل لكل متخلف عن مقاومة قوى الشر و العدوان الطائفية المريعة، ستجتاح عصابات الحرس الثوري الخليج بأسره مالم يتم هزيمة المشروع الإيراني في الشام..! و لكن هل يسمع أحد التحذير؟... أشك في ذلك؟.

[email protected]