حسن غمو شخصية اجتماعية محبوبة في الوسط الكردي في سوريا. ينشر الفرح والسرور في كل محفل يتواجد فيه. له فلسفته الخاصة في الحياة لعل ابرزها الصراحة والشجاعة المدنية في كشف عيوب المجتمع ولكن باسلوب شيق تغلب عليه روح النكتة والفكاهة مع الحفاظ على الود الاحترام. السيد حسن هو على مشارف التسعين او تجاوزها واتمنى له طول البقاء واني على يقين من ان عزرائيل متردد كثيرا في تنفيذ قضاء الله وقدره ليأخذ روحه الفياضة بالفرح والحبور. هذه واحدة من احدى نوادره الكثيرة والمليئة بالعبر :

توفي والد السيد حسن. اقيمت خيمة العزاء كالعادة. المكان مكتظ دائما بالمعزين. وصل احد رجال الدين الكبار وبدأ بقراءة الفاتحة ومقدماتها. قال : الى آل النبي واهل البيت و صحبه والملائكة والاولياء الصالحين والمؤمنين ووو......واستمر في السرد دون الوصول الى البدء بالفاتحة لقراءتها حتى اوقفه السيد حسن وبصوت عال حيث قال : ياشيخي كل الذي كنت ستقدمته لروح الوالد هي مجرد فاتحة ولكن الم تلاحظ انك اشركت كل الدنيا معه..... لست ادري ما الذي سيبقى منه من حصة للوالد؟ارجوك كفى الى هنا ولم يبق شيء محرز للوالد.....

طبعا ضحك الجميع ومنهم الشيخ ايضا اذ لا يمكن ان يظن احد سوء النية بالسيد حسن غمو.....

ماعلاقة هذه الحادثة بـ جينيف 2؟

سيحضر الى جينيف 26 دولة بالاضافة الى الامين العام للامم المتحدة والابراهيمي ورورسيا وامريكا وايران والسعودية وووو......الا تلاحظون انه ليس هناك الا مكان بسيط جدا للسوريين اصحاب القضية؟. في الواقع يحتار المرئ في تسمية اجتماع جينيف2 هل هو مؤتمر لحل المعضلة السورية ام هو مهرجان خطابي؟ لن يحصل السوريون هناك بأكثر مما حصل المرحوم والد العم حسن غمو رحمه الله من فاتحة الشيخ في خيمة العزاء. ولكم ان تتصوروا لما سيبقى منه للكورد الذين يرون في جينيف2 معركة الاستقلال !!

القصد من تحويل جينيف من مؤتمر الى مهرجان هو ان كل شيء جاهز سلفا من قبل روسيا وامريكا وسيفرض فرضا. على من؟ طبعا على مايسمى بالمعارضة.

النظام سيحصل على مايريد في جينيف2 لانه مدعوم من ايران وروسيا والتي تعني سوريا الحالية بالنسبة لهم معركة حياة او ممات وهم مصممون على تحقيق اهدافهم.

اما المعارضات فانها ستكون مجرد شاهد سيوقع على المحاضر حيث ان المساندين لهم هم امريكا والغرب كلاعبين اساسيين ولا يهمهم الشأن السوري كثيرا كما رأيناه جميعا على مدى ما يقرب من ثلاث سنوات من عمر الحرب الاهلية المذهبية في سوريا.

بقي ان نقول شيئا فيما يتعلق بما يسمى بـ quot; اصدقاء الشعب السوري quot;. هل هناك عاقل يعتقد ان العلاقات بين الدول اساسها الصداقة؟ اكثر تلك الدول quot; الصديقة quot; جاءت بهم امريكا لذر الرماد في العيون وتحويل الاجتماعات الى مهرجانات صاخبة كما هو مبرمج لجينيف2 ايضا. الصخب والشعارات والخطابات هي عزيزة على اهل الشرق ويموتون فيها حبا وشوقا. العلاقات بين الدول كانت وستبقى علاقات المصالح والمصالح فقط والمحزن ان جميع المعارضين يعرفون ذلك اكثر من دون شك.طبعا اللبيب من الاشارة يفهم والضريبة يدفعها المساكين والغلبة حطب الحرب الاهلية في الوطن.

الكرد سيخرجون من جينيف بالتعادل لانهم يذهبون وهم منقسمون، قسم منهم سيكون مع هيئة التنسيق وقسم آخر مع الائتلاف. طبعا وحدة الحركة السياسية الكردية لن تتحقق الا بعد تحقيق الوحدة العربية الشاملة من المحيط الى الخليج وهو ما تفرضه الاخوة الكردية العربية.

في النهاية سنقرأ الفاتحة بالكامل في جينيف2 على المعارضات ومن بينهم الكرد طبعا ولكن في الوقت نفسه دون اشراك احد على الاطلاق في تلك البركات.

22 12 2013

بنكي حاجو

طبيب كردي سوري

[email protected]