خلال الايام القليلة القادمة ستعقد حركة التغيير الكوردية في اربيل مؤتمرها الوطني الاول في الوقت الذي يستعد فيه اقليم كوردستان لاستقبال الحكومة الثامنة حيث تجري الاجتماعات واللقاءات بين القوى الفائزة في الانتخابات الاخيرة لتحديد مدى ونوعية مشاركتها في السلطة مع الفائز الاول الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي حصل على 38 مقعدا مقابل 24 مقعدا لحركة التغيير و 18 مقعدا للاتحاد الوطني الكوردستاني الذي مني بخسارة فادحة في الانتخابات

مؤتمر حركة التغيير هذا يواجه مهام صعبة في الواقع منها وضع نظام داخلي يتفق وتوجهات الحركة ونوعية تكوين قاعدتها الشعبية وأيضا برنامج الحركة للفترة المقبلة وفيما اذا كان سيركز على كيفية المشاركة في السلطة او البقاء في صف المعارضة والفرق كبير بين الموقفين رغم ان زعيم الحركة السيد نوشيروان مصطفى صرح خلال الانتخابات بان حركته ماضية قدما نحو استلام السلطة وحققت الحركة المركز الثاني في البرلمان الاقليمي مزيحة ثاني اكبر حزب من موقعه لتحل محله وهذا يعني ان الحركة ملزمة امام جماهيرها والى حد كبير بالمشاركة في السلطة وبالتالي لابد من وضع برنامج عمل وطني يأخذ ما سبق بنظر الاعتبار وهو الموقف الصائب والضروري الذي يجب ان تقدم عليه حركة التغيير ( مقالتي حكومة كوردستان المقبلة في 24/9/2013 )

ان اول ما يتبادر الى الذهن في صياغة هكذا برنامج وطني هو التزام الحركة بطروحاتها السابقة كاعتماد الشفافية ومحاربة الفساد وضمان استقلالية القضاء وتحرير السلطة الحكومية من الهيمنة المباشرة للأحزاب وأيضا تطوير الاقتصاد والإدارة العامة وتوفير فرص العمل وإصلاح قطاعات الصحة والتعليم وضمان حرية الرأي والإعلام الحر وهي بالتأكيد ليست مهام سهلة اذ لابد من موافقة الطرف الاساسي الحزب الديمقراطي الكوردستاني وبقية المشاركين في السلطة على برنامج الحد الادنى الذي يمكن ان يحظى بقبول الجميع

ايضا امام المؤتمر مهمة تحديد نوعية هذه المشاركة ومستواها وفيما اذا كانت الحركة ستكون شريكا حقيقيا تتحمل المسؤولية كاملة وهذا يعني مساهمتها ومشاركتها في ادارة كل الملفات المطروحة امام السلطة او ان هذه المشاركة ستنحصر في مهام محددة تتحمل الحركة مسؤولية ادارتها والنتائج المترتبة على ذلك كإدارة بعض الوزارات الخدمية على سبيل المثال

يبقى ان على الحركة ومن اجل ان يخرج المؤتمر بنتائج ايجابية ملموسة ان تعالج مشكلة انقطاع او توقف مجموعة من الكادر المؤسس للحركة عن العمل نتيجة اخطاء او مواقف غير مسؤولة عادة ما ترافق تشكيل أي تنظيم جديد خاصة وان اغلب هؤلاء هم من الرعيل الاول الذي رافق ولادة ونشوء الحركة منذ ايامها الاولى وعدم مشاركتهم او الاخذ بطروحاتهم الواقعية منها سيشكل بادرة سلبية تعيد الى الاذهان صور الاحزاب والتنظيمات الكلاسيكية التي عفى عليها الزمن وبالتأكيد لن تكون لصالح حركة التغيير على المدى الطويل رغم النجاحات الحالية الباهرة

bull; [email protected]