اذا كنت مع الشعب العراقي حقاً؟ اذاً انت وانأ ضد الارهاب ومع الجيش العراقي الوطني خصوصا في معركته الحالية التي يشنها على الجماعات الارهابية في صحراء العراق، اما الذين ملأوا الدنيا صراخا يشتمون المقصرين في حماية الشعب من الارهاب ويسكتون ألان فعليهم ان لا يأخذوا دور النعام فالظرف الذي نمر به اليوم سيكشف دموع التماسيح... والجيش ليس المالكي وأسامة النجيفي، وليس الحكومة او البرلمان بل هو جيش العراق، والمعركة صراع بين الارهاب والشعب العراقي يخوضها ابناء القوات المسلحة العراقية الذين يضحون بأنفسهم في ميدان دخلوه مرغمين غير باغيين ولأول مرة، وذلك من اجل ايقاف انهار الدم التي يسببها الارهاب، لنقف مع الجيش حتى لو استفاد من المعركة هذا الطرف او ذاك فالنتيجة الاكبر هي القضاء على الإرهاب او حتى المساعدة في القضاء علية او لجمه.

وعلى اساس نظرية الدولة التي تقول لا قانون بدون قوة عسكرية تنفذه ولا قوة عسكرية بدون قانون يراقبها ويحميها من الانحراف فان الثنائية هذه تحتاج الى تقارب بين الاثنين وربما التقدم بطئ، فلا يخفى على الجميع ان بناء دولة عصرية عراقية ربما سوف لن يحدث في زمننا والقضاء على الارهاب اهم مقومات العمل على بناء الدولة.

هنا تقع مسؤولية مساندة الجيش على الجميع خصوصا المثقف، فالمثقف الكبير هو ليس من يتقمص الدور ويتظاهر به بل هو من يوظف ابداعه من اجل الناس ويفيض إنسانية ويدعو للحياة، وإلا ما معنى قصيدة تكذب صاحبها او موسيقى تؤيد القتلة او لوحة بموصفات اكاديمية وبلا روح او أي عمل ادبي اخر على هذه الشاكلة؟ يقول بيكاسو الفن ليس لتزين الشقق بل هو سلاح دفاعي ضد قتلة الحياة، فهل برأيكم هنالك قتلة اكثر من داعش والقاعدة؟ ارجو ان تنزلوا من قوقعتكم التي تسمونها البرج العاجي وتخلعوا ثياب الامبراطور الرثة فواحد من الاسباب الرئيسية التي ساهمت في تدهورنا الثقافي هو انتهازية المثقف والفنان التي صارت شائعة، وكذالك المثقف المنحاز الذي صار ظاهرة واضحة اكثر من المثقف والفنان الانساني الذي هو الباق وأعمار الانتهازيون قصارُ، اما المؤدلج مالياً منهم فسوف لن يسمح بأي نوع من الحوار او أي حقيقة تتسرب الى وعيه لأنها تفضح موقفة بل سيستجير بذاكرته المتعبة وكل قراءاته القديمة ويستدل بأمثلة مشوشة ليبرر بقاءه في المكان الخطأ ولُيبقي على دعمه الحزبي او المالي، وليقنع نفسه اكثر سيطرح مقارنات بين المانيا والعراق والسويد والعراق مثلاُ، متناسيا ان الظروف الموضوعية بين اي دولة متقدمة تختلف اختلافا كليا عن وضع العراق ومنطقته بأسرها وان تلك الدول المتقدم اليوم قد مرت بنفس الظروف قبل مأتي سنة وخرجت منه بمساندة الجميع خصوصا المثقف، واغلبنا يذكر ان العنصرية في الولايات المتحدة انتهت قبل فترة وجيزة وكذلك حربهم الاهلية ضد الهنود الحمر و الامثلة كثيرة.

اما الفنانون والادباء الذي هرعوا بالأمس بكل ما اوتوا من سرعة يوم توزيع المنح والعطايا ايام بغداد عاصمة الثقافة وجنوا أموالا من افتتاحها حتى انغلاقها فعليهم ان يمارسوا دورهم الانساني ويهبوا لمساندة الجيش والشعب فأول من سيدمره الإرهاب هو الفن والثقافة والفنان والمثقف، وسوف لن يرحمكم الناس والتاريخ وأبناكم وأحفادكم اذا انطبقت هذه المقولة عليكم quot;التغير يصنعه الحالمون وينجزه الشجعان ويستفيد منه الانتهازيون. لنساهم بتغير المعادلة اذاً حتى ولو بالكلمة.