كصباح من تلك الصباحات التي تتكرر كثيرا في لبنان مؤخرا استيقظت على خبر انفجار يعايد بيروت ببطاقة موت.

رحت أقلّب بين الشاشات اللبنانية والعربية، بين تسمية الضحايا قتلى او شهداء، والتي بالطبع كانت معكوسة في انفجارات الضاحية، حسب التوجه السياسي للجهة المستهدفة والوسيلة التي تنقل الخبر.. وطبعاً ذلك انعكس ايضا بين من أمضى النهار في تعبئة الهواء باستنكارات وخطابات شجب فارغة وبين من قطع التغطية ليستكمل برامجه، طبعا حسب من مع ومن ضد.

نعم في لبنان حتى الموت على الطرقات تختلف تسميته حسب من مات والى من ينتمي!

وماذا عن أولئك الابرياء الذين وضعهم القدر على طريق مطلوبين للموت، ماذا لو أنهم ليسوا مع هذا ولا ذاك! يؤلمني أن أرى كل تلك الدماء تراق في بلدي وسياسييه يتقاتلون على منصب سياسي هنا أو هناك، ما ذنب كل هؤلاء الابرياء الذين يذهبون فرق عملة رخيصة لا تشبه الا سياسات الارهاب القذرة! يؤلمني أن أرى في لبنان عراق ثان خلّف وراءه الكثير من الأرامل واليتامى!

ما هي القضية التي يموت اللبنانيون لأجلها؟ أفهم قلق أصدقائي الفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلال غاصب ولكني لا أستطيع أن أستوعب موجبات قلق أبناء بلدي حتى من التنقل على الطرقات، لما كل أم محكومة بقدر وداع ولدها في اي لحظة ميتا اشلاء على الطرقات؟ هل هذه هي القضية؟ وتختلف الشاشات اذا كان قتيلا او شهيدا!

الا يكفي ما حصل للبنان حتى اليوم؟ ارحموا هذا البلد وارأفوا به.. لمرة واحدة اخذلونا وكونوا وطنيين!