في ظل ما يحدث في العالم العربي والإسلامي من ردود فعل على خلع الرئيس المصري وإنقسام الشارع المصري ما بين مؤيد ومعارض والخوف من إنزلاق مصر إلى حرب أهلية؟؟؟ تأتينا الأنباء عن خروج التيارات الإسلامية في دول إسلامية شقيقة كتونس وتركيا.. في مظاهرات عارمة مؤيدة لإعادة تنصيب الرئيس.. والعودة إلى شرعية الإخوان في السلطة وهو الأمر الذي ثبت رفضه كليا من معظم أطياف الشعوب الإسلامية في مصر وتونس وليبيا وغزه.. ومظاهرات تركيا العارمة ليست إلا تأكيدا لفشل الإسلام السياسي في إدارة الدولة المدنية الحديثة.. والقفز بالشعوب الإسلامية إلى تطور يتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.

لهذا فإن مقالتي اليوم تتطرق الى أهم معوّقات التنمية بكل أشكالها والأخطار التي حدّقت بنا كمجتمعات من جراء الدجل الديني.. والمؤيد ضمنا من التيارات الإسلامية.. والدليل على ذلك أن أي من هذه الأحزاب الإسلامية لم تندد به علنا.. وتوضح بأنه دجل ونفاق وترفضه حتى لو كان مصدر رزق..

ما بين ما أمتلأت به صفحات الجرائد من فتاوي مضحكة ومخجلة لأي دين.. تتفاوت في مدى تأثيرها السلبي على المجتمع بدءا من فتوى الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر.. إرضاع الكبير التي أصدرها كحل للخلوة المحرمه. (ربما لهدف مبطن آخر يمنع النساء من الخروج للعمل وبإختيار طوعي ). وأيدها الشيخ السعودي عبد المحسن العبيكان مرة أخرى.. وعاد أحد الشيوخ السعوديين إلى فتوى تجيز لزوجة رجل الأعمال إرضاع الخدم والسواقين والسفرجي.

تبعتها الفتوى الأكثر قرفا التي جاءت من المفتي المستنير؟ علي جمعه حينما ذكر بأن الصحابه كانوا يتبركون بشرب بول الرسول. وغيرها وغيرها من الفتاوي التي هزت الإيمان في الكثير من القلوب..

ثم فتوى إجازة الصلاة للمرأة ببدلة الرقص؟؟؟؟ وصولا إلى فتوى منع إهداء الزهور للمرضى.. وغيرها وغيرها.. يأتي دجل ونصب رجال الدين.. أكثر بشاعة من الفتاوي.. لأن آثاره تبقى في باطن النفس وقليلون هم من يستطيعوا البوح بالحقيقة إضافة إلى أن الكثير من الناس لم تعرف به..ولم يتناوله الإعلام بشكل كبير إحتراما للثقافة السائدة التي تفرض تبجيلهم وإحترام رأيهم وخوفا من أن تهتز صورة رجال الدين الاخرين بهؤلاء النصابين ولو على قلتهم..

صديقة تونسية.. أخبرتني عن قصة رجل تونسي أرسل إبنة ذا السبعة أعوام إلى مدرسة دينية ليجهز الطفل للتعرف على مبادىء ديانته الإسلامية.. وبعد عدة أسابيع لاحظ الأب أن الإبن فقد شيئا من طفولته ولم يعد يتكلم.. بل يتصرف كالمرعوب مع كل من حوله.. حاول الأب إستنطاق الصبي ليحدثه عما بداخله. ولكنه رفض الحديث.. بعد فترة من القلق. قرر الأب أخذ الطفل إلى عيادة طبيب نفسي.. وبعد عدة محاولات وجلسات مع الطبيب تكلم الصبي ليحدثه بما rsquo;يعلمه معلمه في هذه المدرسة عن عذاب القبر فيما لم يلتزم الطفل بالتعاليم والديانة الإسلامية!

كم طفل من أبنائنا وبناتنا يتعرض لمثل هذا التعليم بحيث تبث الرعب والخوف.. ويصبح أداة طيعة في يد الفقهاء.. بدأ بالفقيه الأول الشيخ القرضاوي وتبريراته للعمليات الإنتحارية.. وترويج ثقافة همجية وبربرية إفتتنت بالموت على الحياة لملاقاة السبعين حورية.. بينما لم rsquo;يلزم أبنائه بمثل هذا الجهاد..

كم من طفله rsquo;غرر بها في تونس بعد فتوى الشيخ العريفي بجهاد المناكحة.. واختفت من بيت أهلها ليعرفوا فيما بعد بوجودها في سوريا لتخليص المقاتلين من الكبت الجنسي كما أمرها دينها الذي وكّل العريفي نفسه وكيلا له على الأرض!

ثم لماذا وكيف نستغرب قتل الأربعة من الشيعة المصريين في عملية وحشية وبربرية لا تنتمي إلا للقرون الوسطى بعدما شاهدنا وعلنا وعلى المنصة وبحضور الرئيس المخلوع مرسي وسكوته على وصف الشيعة بالنجس وغيرها من الصفات التي تحض على الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.. وتحض ضمنيا على التخلص منهم.. متبعا فتوى الشيخ عبد الرحمن البراك وغيره الذين وصفا الشيعة بالكفر!

خطورة هذه الفتاوي أنها تساهم في عملية إما الجهل المطبق وإما الإلحاد المطلق...

الواقعة الثانية ( وغيرها كثير ممن لا نعرف أو نسمع عنهم ) التي نشرتها إيلاف قبل أسبوعين عن رجل الدين المصري الذي ومن المفروض أنه, يحفّظ الأطفال القرآن بينما هو يقوم بإغتصابهم ومعاقبة من يرفضون هذه النزوات بالضرب ووضعهم في صندوق الموتى لساعات بعد إغلاقه بإحكام لقتل روح الطفل وإجباره على الإنصياع لرغباته..

أعلم مسبقا بأن الكثيرون سيتهمونني بالتشهير بالدين الإسلامي.. وأن مثل هذه الحوادث وكثير غيرها rsquo;تقترف من رجال دين مسيحيين أو من غيرهم من الديانات الأخرى. وأنا أقر بأنها تحدث , كما وفي واقعة... الثلاث حاخامات في القدس الذين دأبوا على تقديم هدايا للأطفال وإصطحابهم بعد الدروس الدينية ثم الإعتداء الجنسي المتوحش عليهم تحت الضغوط والتهديد.. وغيرها العديد من قصص القساوسة.. ولكن الفرق هو أن هؤلاء يخضعون لمحاكمات علنية تقتص منهم بأقسى العقوبات.. بينما وفي مجتمعاتنا العربية.. إما أن نرفض تصديق أبنائنا كما في حالة الصبي المصري حين حاول إخبار والدة الذي رفض تصديقة.. إضافة إلى ضعف القوانين المصرية والعربية أمام سطوة هؤلاء الدجّالين برغم إنتشار ظاهرة الإعتداء الجنسي على الأطفال..(كما جاء في خبر إيلاف يوم 23 يونية ).

قصص الدجل والإعتداء الجنسي من هؤلاء المدّعين كثيره.. فحتى أكثرهم شهرة كما الشيخ البدري.. إستعمل الدين كوظيفة لتدر عليه المال.. (الرقية الشرعية ب 400 جنيه ) ورجل الدين الشاب الوسيم الذي تحيط به العديد من قصص غراميات أو محاولة التغرير بالشابات المعجبات!

كثيرة هي العقول التي تعفّنت في مجتمعاتنا العربية جراء إما الكذب والدجل الديني.. وإما الخوف من عذاب القبر.. أو الخوف مما يتقوله المجتمع حول أي ظاهرة قد تتخالف مع ما بثة فقهاء الدجل من خلال القنوات الدينية التي لم تلتزم بإيجابيات الدين.. وبأخلاقيات العصر وأبقت المجال مفتوحا لمثل هؤلاء الدجالين..

نعم سعدت باول قرار مصري بإغلاق القنوات الدينية.. وسأسعد أكثر حين تسقط الدولة الدينية في تركيا.. وتونس وليبيا.. وكل الدول التي تتشدق بالحكومات الدينية كطريق للمستقبل. المستقبل لكل الديانات يحتّم علينا إخضاعها لعملية إصلاح وتنوير تنتمي للقرن الحادي والعشرين.. حتى يقتنع الجميع بأن المستقبل يرتبط إرتباطا وثيقا بفصل الدين عن الدولة.


منظمة بصيره للحقوق الإنسانية