مؤلمة جدا تلك التفجيرات الدامية الاخيرة التي وقعت بالعراق و التي وقع من جرائها العشرات من الابرياء الذين لاناقة او جمل لهم فيما يجري سوى أنهم عراقيون و يقينا أنهاquot;أي هذه التفجيراتquot;، لاتسر او تدخل البهجة الى قلوب اولئك الذين تجردوا من کل شئ و باتوا أسوأ من دواب الارض و هوامها، أما اولئك الذين بادروا او يبادرون الى شجب و إدانة هذه التفجيرات و إستنکار طابعها الوحشي البربري فإنما يحاولون أن يعلنون تمسکهم بإنتمائهم للقيم و المبادئ السماوية و الانسانية، وهذا بطبيعة الحال مرحب به على مختلف الاصعدة.

وانا أتابع الاصوات التي إرتفعت لشجب و إدانة تلك التفجيرات الوحشية التي علقت کل القيم و المبادئ و الاعراف خلفها و هي تضغط على زرار التفجير، لفت إنتباهي إدانة متميزة و غير عادية من جانب حزب الله اللبناني حيث قال الحزب في بيان له، إنه إذ يدين هذه التفجيرات المجرمة، فإنه يدعو إلى تكاتف الجهود بين المسلمين خاصة وبين العراقيين بشكل عام لمواجهة الإرهاب التكفيري ولمواجهة المؤامرات الصهيونية والأمريكية الهادفة للسيطرة على العالم الإسلامي، وأضاف البيان: مرة جديدة يضرب الإرهاب التكفيري الأحياء الآمنة والمسالمة في العراق منتهكا حرمة شهر رمضان وموغلا في سفك دماء المواطنين بلا تمييز بين كبير وصغير أو شيخ وامرأة.

موقف مشرف و يبعث على الاعتزاز من جانب هذا الحزب تجاه تلك التفجيرات الدامية التي حدثت في العراق خلال الايام القلائل الماضية، لکننا و على الرغم من أننا نبدي بالغ حزننا و عميق ألمنا تجاه مايجري في العراق فإننا نرى بأن الواجب الانساني و قيم السماء و مبادئها، يدعونا لکي نلتفت الى التفجيرات الوحشية التي تعصف بالشعب السوري و تقطع أوصال أبناءه و تجعل من مشاهد مصرعهمهم لوحات حزن قاتمة لايمکن أن تمحى من الذاکرة بسهولة، واننا نتساءل: لماذا يصم هذا الحزب آذانه عن سماع دوي الانفجارات في سوريا و يشيح ببصره جانبا عن مشاهدها الدامية في الوقت الذي يتواجد في داخل سوريا و يرى بأم عينيه قساوة و فظاعة تلك التفجيرات، فهل أن آذان و أعين الحزب متفتحة و سليمة عندما يتعلق الامر بالعراق و مغلقة و صماء و تعاني من ألف مشکلة و خلل عندما يکون الامر ذو صلة بسوريا؟

لکننا رغم ذلك نود أن نوضح بأن التفجيرات التي وقعت في العراق ليست بالضرورة أن تکون جميعها مرتکبة من جانب من أسماه حزب الله بالارهاب التکفيري، حيث أن الساحة العراقية باتت مفتوحة بشکل عام للجميع لکن هناك إمتياز حصري و خاص لطرفين محددين دون سائر العالم کله و هذان الطرفان هماالاميرکان و النظام الايراني، وان بيان حزب الله الذي يصف في جانب آخر منه التفجيرات بقوله:quot; هذا الإرهاب الدنيء الذي يستهدف المدنيين تحركه بلا شك الأيادي الخفية لبعض القوى الدولية والإقليمية، من أجل منع الاستقرار وإعادة البناء والحول دون عودة العراق ليأخذ موقعه المؤثر والصحيح في منطقة الشرق الأوسط.quot;، واننا نسأل حزب الله هل هنالك دولة إقليمية غير إيران لها حصة الاسد في النفوذ و الهيمنة على مفاصل و مؤسسات الدولة العراقية بعد الولايات المتحدة الاميرکية؟ ونود هنا أن نلفت أنظار حزب الله اللبناني و العالم کله الى ذلك الاجتماع الذي عقده قبل أيام سفير النظام الايراني في العراق دانايي فر في السفارة الايرانية ببغداد مع قادة عصائب الحق و حزب الله العراقي و کذلك مسؤولين أمنيين عراقيين کبار و أفراد من لجنة أشرف و ليبرتي في رئاسة الوزارة العراقية، ونسأل: أي سفير هذا الذي يقوم بعقد هکذا إجتماع و يصدر هکذا أوامر؟ هل هناك دولة إقليمية او حتى غربية تجرؤ على عقد هکذا إجتماع و طرح هکذا طلب و إعطاء هکذا وعد؟ انها اسئلة تطرح نفسها بکل قوة و تکشف بوضوح من له اليد الطولى و الباع الاکبر في تحريك الاوضاع و تأزيمها في العراق!

[email protected]