بهذا النص افتتح رسالته إلينا احد الأصدقاء المهتمين بالشأن الكوردي والمدافعين عن حقوق المكونات سواء في العراق أو غيره، وهو يتحدث عن ردود الأفعال التي حصلت تضامنا أو معارضة للأحداث في أرض الكنانة قائلا:

quot;ما هذا النفاق للإسلام السياسي؟ هل هؤلاء الأخوان في مصر يوما ما دافعوا عن الأكراد في زمن المقبور هدام العراق في مصيبة حلبچة الشهيدة أو عن العراقيين جميعا ؟
أنا لم اسمع ولا أتذكر.أي من الأحزاب الإسلامية كانت إخوانية أو (شيعية) دافعت عن مظلومية العراقيين. حتى حسن لا نصرالله لم يقل كلمة بحق العراقيين لا وقت صدام ولا بعده..
اللهم أحفظ كردستانوالعراق من هؤلاءquot;
حقيقة لا أريد أن ادخل في معمعة مواقف كثير من الأحزاب والحركات الدينية فيما يتعلق بالقضية الكوردية خاصة والعراقية عامة، لأننا سنضطر إلى استخدام ميكروسكوبات ضوئية عالية التكبير والدقة للبحث عن مواقف تلك الأحزاب مما جرى لشعبنا أو غيره من الشعوب التي ( انفجعت ) بالعيش مع غيرها بعد صناعة سايكس ورفيقه بيكو لدول الشرق الأوسط التي أدغمت حقوق كثير من تلك الأقوام تحت يافطة الأخوة الإسلامية تارة والإنسانية تارة أخرى.
ورغم أن ما يحدث في مصر هو من خيارات شعب مصر العريق في حضارته، والذي خرج بملايينه الأربعين في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البشرية، تخرج فيها هذه الجموع مرة واحدة لتقول رأيها بنظام سياسي أو رئيس دولة، وربما بمقارنة بسيطة مع أي انتخابات في العالم وعدد المشاركين فيها نسبة إلى السكان لن نجد انتخابات بهذه النزاهة والصميمية والسلاسة والصدق، وهي الجديرة حقا بان ترفع يافطة الشرعية على أنقاض صناديق عوراء وصماء استخدمت لتسلق قوى ظلامية هنا وهناك.
ولنعود إلى تساؤلات صديقنا القارئ الكريم ( مال الكورد والإخوان في مصر؟ ) حقيقة لا اعرف أين تكمن المصلحة إلا اللهم كون الذين قاموا بتنظيم تلك المجاميع ينتمون امميا لتلك الحركة، وقد ذكرونا هؤلاء المتظاهرون بالرفاق الحمر حينما كانت تمطر السماء في موسكو فيرفعوا الشماسي في بغداد أو غيرها من عواصم الربيع العربي، وربما لقصور في متابعتي لم اسمع أو اقرأ عن موقف الإخوان المسلمين على كوكبنا الأرضي أو بقية الكواكب من القضية الكوردية في كل مراحلها وحقبها، وكل أيامها الملونة بألوان الموت الكيماوي والأنفال وحلبة وكل ما حصل هنا لم يحرك شعرة من شعرات لحاياهم وليس شواربهم الحليقة!؟
ورغم ذلك فان أجواء الحرية والديمقراطية أتاحت الفرصة لتلك المجاميع بالتعبير عن رأيها بالرئيس مرسي والقائد السيسي معبرة عن سخطها لتغيير مرسي معتبرة ذلك تجاوزا للشرعية التي أبدع المصريون في وصفها بأجمل نكاتهم عما جرى في مصر أخيرا، حيث شبهوا شرعية الإخوان بصلاحية علبة فول مدمس المكتوب عليها صالحة لمدة أربع سنوات، وحينما فتحت العلبة بعد سنة من صناعتها كانت متعفنة وفاسدة، فقال المصري نأكلها وإلا نرميها في الزبالة يابو شرعية أنت!؟