توهم رئيس وزراء تركيا quot;رجب طيب أردوغانquot; منذ اندلاع ما يسمي بثورات الربيع العربي أنه الراعي الرسمي لهذه الدول، والوكيل الحصري للغرب لتسويق الإسلام السياسي في العالم العربي، والقائد الجديد لمنطقة الشرق الأوسط، ذهبت أحلامه مع الريح حين أطاحت ثورة الشعب المصري في 30 يونيو بحكم الإخوان، تناسى أردوغان مذابح الأرمن في بلاده، وعلى أيدي أبائه الاوائل عام 1915، وهاهو يفتح بلاده على مصراعيها للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لضرب سوريا، ويدعم ميلشيات تابعة للقاعدة في سوريا ويرسل الأسلحة لمصر ليعيد العهد الدموي للعثمانيين.

يتحرك quot;اردوغانquot; دوليا من أجل إعادة حكم الإخوان إلى مصر، ويزعم أن انقلابا عسكريا أطاح رئيسا منتخبا، ويغض الطرف عن ثورة مصرية شعبية تصدت لمؤامرة دولية تستهدف مصر والعرب، ولا يكل ولا يمل من تلفيق التهم لجيش مصر، ويتناسي ضحايا العثمانيين من أشوريين وسريان قضوا في أهم مذبحة دموية إرتكبها الأتراك القرن الماضي.

معركة سهل جالديران عام 1514 بين الإمبراطورية العثمانية في عهد السلطان quot;سليم الأولquot; والفرس الصفويين انتهت بسقوط أرمينيا في أيدي العثمانيين، وجد ال عثمان في مجتمع الأرمن طبقة متنوعة من المتعلمين والحرفيين والتجار، ما فتح شهيتهم لاستغلال ثرواتهم، فجمعوا الاموال جراء فرض ضرائب باهظة، والنتيجة كانت فرار كثير من الأرمن من بطش الأتراك لدول الجوار في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، وبعضهم ذهب ليستقر في مصر، في هذه الدول شعر الأرمن بالأمان، ومارسوا اعمالهم في التجارة والحرف والصناعة، فاستفادوا وأفادوا تلك البلدان، لم تكن مذابح الارمن 1915 هي الاولى فقد بدأت عمليات الإبادة الجماعية للأرمن على أيدي الاتراك عام 1895، بعد اتهامهم بمحاوة اغتيال السلطان عبد الحميد

الثاني، وهي تهمة ينفيها الأرمن، ويقولون إن سبب هذه المجازر خوف العثمانيين من انضمام الأرمن الى الروس والثوار المطالبين بالاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية.

بعد نحو عقدين من مذابح الأرمن الاولى تلتها المذابح الثانية خلال الحرب العالمية الاولى عام 1915 حيث قتل الاتراك بشكل عمدي وممنهج الأرمن أثناء الحرب وبعدها، وتم ترحيلهم قسريا في الصحراء من دون ماء او غذاء فتوفي مئات الالف، ويقدر الباحثون أعداد الضحايا ما بين مليون ومليون ونصف، وحافظ الناجون على تماسكهم في بلاد الشتات حتى عادوا إلى أرمينيا ضمن الاتحاد السوفيتي السابق، ونالت استقلالها عام 1991

استقر عدد كبير من الجاليات الأرمينية في بلاد الشام، وفضلت الجالية الأرمينية البقاء في مصر حفظا لجميل وطن احتضنهم، ومن ثم يجب رد الجميل للأرمن، يجب أن تدعم مصر القضية الأرمينية، وتنضم الدول العربية إلى دول العالم التي اعترفت بمذابح الأتراك التاريخية بحق الأرمن، لقد وقعت نحو 24 دولة على وثيقة الاعتراف بمذابح الأرمن، من منطلق ان هذه المذابح كانت انتهاكا لحقوق الإنسان، تركيا لا تريد الخير لمصر والعرب والمناخ السياسي في العالم العربي خاصة الدول التي يوجد بها جاليات ارمينية مهيأ للتواصل مع هذه الجاليات واللجنة الدولية لدعم الاعتراف بمذابح الأتراك ضد الأرمن، بل وإنشاء نصب تذكارى لضحايا المذبحة فى كل عاصمة عربية كما فعلت بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي.

اعتراف العالم العربي عامة ومصر خاصة بمذابح الأرمن سيكون ايضا ضربة لحكومة أردوغان الداعمة لجماعات الإرهاب في مصر والتي تشارك دولا أخرى في التامر على مصر، لقد طفح الكيل بالمصريين بعد تطاول أردوغان على شيخ الازهر، وتمادي حكومته في تشويه سمعة مصر.

إعلامي مصري