لا اعرف ماذا سيقول رئيس الوزراء العراقي او وزير الثقافة حينما يقرآن ما كتبه شخص بمنصب (مدير عام دائرة موسيقية) بحق ملحن عراقي كبير، او لنقل بحق فنان عراقي بسيط، ونتمنى ان يكون رئيس الوزراء ووزير الثقافة قد قرآ ما قاله المدير العام ويتفكران في كونه يمثل دائرة تابعة للحكومة ومن ثم كونه شخصية فنية واجتماعية يجب ان تمتلك مقومات استحقاقها للمنصب بغض النظر عن الكثير من التفاصيل المعروفة التي يجب ان لا يكون عليها (فنان) من الرقي والسمو..

فالمدير العام لدائرة الفنون الموسيقية (حسن الشكرجي) قام بشتم الملحن الكبير كوكب حمزة وأساء اليه اساءة لا يمكن السكون عليها، وهنا تكمن المفارقة، كوكب حمزة بذاته المبدعة وقامته المديدة يتعرض للسباب والتحقير !!، الملحن الذي رسم لنفسه مكانا للخلود في الذاكرة الجمعية للناس والمجتمع وللاغنية العراقية عبر العديد من الاغنيات التي ما زالت تنمو في العمق الانساني العراقي وتتورد كلماتها وتورق فرحا وحنينا وجمالا، هل يمكن لي ان اذكر واحدة من اغانيه الخالدات وهي اغنية (يا طيور الطايرة) التي غناها سعدون جابر، الاغنية التي توغلت في الاوردة والشرايين حتى صارت بمثابة نشيد وطني للمغتربين والمنفيين والمبتعدين عن احبتهم واوطانهم، من يعتقد ان ملحن هذه الاغنية يساء اليه ويشتم بأوصاف مقذعة لا تخطر على بال احد، وهو الذي يصفه البعض بالقديس، وتاريخه الفني والانساني مكشوف للجميع، ممتدا الى اواخر الستينيات وقد ازهرت به وبآخرين كبار الاغنية السبعينية، كما ان كوكب معروف بإلتزامه الوطني الذي لا يتجادل فيه اثنان ولا يختلفان، فكان مثالا صادقا للفنان الحقيقي وقد عاش المرارات كلها في الغربة ولم يدنس اوتار عوده بترهات التسول ولم يغن من اجل خزعبلات المداهنة والتزلف والنفاق، فظل على مدى سنوات الغربة والاشواق والحنين والعذابات محافظا على نقائه، فلم يترك لاي غبار، مهما كان لونه وأصله، ان يدور حول اسمه المميز الشاهد على انه يدور لوحده حول نفسه في سموات الغناء العراقي وحوله يدور الاخرون، وكان بإمكانه ان يكون مثل البعض ممن انحنوا ونالوا الهبات والمناصب، فهو يخجل ان لا يكون صادقا مع نفسه، ويستحي ان يكون كاذبا مع الوطن، فيما (يا طيور الطايرة) هي زاده وزواده، ومعها (يانجمة) و(ابنادم) و (محطات) و (افيش بروج الحنية) و(حاصودة وبيدي المنجل) و (هم ثلاثة للمدارس يروحون) و (شوق الحمام) و (القنطرة بعيدة) و (وين يا المحبوب) وعشرات غيرها، كما انه باعتراف السابقين واللاحقين (مكتشف النجوم)، فكيف لمن يمتلك كل هذا الارث ان يساء اليه ممن كانوا يغرفون منه ويتعلمون وليس لديهم اقل من عشر ما لديه.

لا اعرف اية جرأة امتلكها السيد المدير العام وهو يستل خناجر كلماته المسمومة ليغرزها في (ظل) صدر كوكب حمزة، ألم يتذكر حينها شيئا منه؟ام لم ترتسم ملامح وجهه امامه؟، او لم تراوده اغنية ما له، ألم يتذكر لحظة قبل ان يكتب كيف ان المسرح الوطني ببغداد امتلأ عن اخره يوم احتفى العراقيون بكوكب العائد من الغربة،فكانت المرة الاولى على مدى سنوات التي ضاء فيها ليل بغداد الغائب الحزين، كيف امكنه ان يوجه هذه الكلمات الى شخص مثل كوكب حمزة وهو المدير العام الذي يقود الموسيقى والغناء في العراق، لقد نشز الشكرجي كثيرا في قرعه على طبل الهجاء، وأثبت عدم قدرته على الصبر في مواجهة التظاهرات التي خرج بها الموسيقيون للتعبير عن مطلبهم بإقالته، وأيدها كوكب لانه يعرف الاسرار والتفاصيل، اي ان التظاهرات جعلته يكتشف ذاته وهو تصحرت الاشياء من حوله وصار قاب قوسين او ادنى من الاقالة القسرية.
لا اعرف.. اذا ما سمع السيد المدير العام احدى اغاني كوكب حمزة ماذا سيقول؟ هل يتجاوزها بغلقه المذياع او التلفزيون ام سيعاقب المطرب الذي غنى الاغنية انه سيقول عنها مزيفة، ام ينسبها لملحن اخرى، لا اعرف اية قابلية لدينا لنسيء الى رموزنا الوطنية بهذا الشكل المقرف فيما المفروض ان نحتفي بهم على الدوام ونعتز بهم لاسيما كوكب حمزة الذي له التفرد، ام نظل نصرخ ان الاناء ينضح بما فيه؟، سنترك الامر لرئيس الوزراء ووزير الثقافة لقراءة نص الرسالة التي بعثها المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية حسن الشكرجي الى الملحن كوكب حمزة.

الرسالة:
كتب الملحن الكبير كوكب حمزة في صفحته على (الفيس بوك) ان رسالة وردته من المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية حسن الشكرجي، يقول كوكب: كتب لي حسن الشكرجي الرسالة التالية وسانقلها كما هي وباخطائها اللغوية، الرسالة: (ايها الحقير الاجرب لم اكن اتوقع انك حاقد علي لهذه الدرجه..انا ادرك جيدا ان الغيره تأكل كبدك الخاوي من شرب العرك الذي تحصل عليه من الذين يتصدقون عليك لانك حافي واجرب كل هذا الغيظ لاني كونت نفسي بشكل ممتاز و لم اعبد احد و لم اتبع احد اما انت فالجميع يعرف بانك صعلوك دايح..)،هذي كانت بين قوسين....يواصل..(كف عن الاعتداء بدون سبب ايها الجرذ المريض)....تمت الرسالة.

واضاف كوكب: لن اعلق سوى أن دايح اضحكتني.