الانفجار الانتحاري الذي وقع في مدينة quot;الصدر/ الثورةquot; بتاريخ 21 من الشهر الجاري والذي اودى بحياة عشرات القتلى والجرحى لم يكن فريدا من نوعه، فقد سبق وانْ تعرَّضت هذه المدينة الطيبة لعشرات التفجيرات المثيلة، وكانت الحصيلة اكبر واقسى منها في التفجير الاخير، وقد ابدى ابناء المدينة شجاعة منقطعة النظير في مواجهة هذه الكوارث المفجعة صبرا وثباتا ووطنية وانسانية، بل كثيرا ما كان اهالي هذه المدينة يوصون بالتعقل والحكمة لمواجهة هذه الكوارث، تارة بعنوان الحفاظ على الدم العراقي، واخرى تحت عنوان الوطن قبل كل شيء، وثالثة باسم الاخوة الاسلامية، والجميع يعرف موقف المرجعية الدينية السيستانية التي طالما تؤكد على ضرروة ضبط النفس في مثل هذه الاحوال، وعدم الرد بالمثل، لما يمكن ان يجلبه ذلك من مضاعفات خطيرة تحرق الاخضر واليابس، ولكن اليس للصبر حدود؟ وهل ينكر متابع موضوعي ان التفجيرات التي كانت من نصيب هذه المدينة هي سلسلة من تفجيرات استهدفت بشكل رئيسي مكونا معينا من مكونات الشعب العراقي، وبصريح العبارة المكون الشيعي؟

توجيه اللوم الى الحكومة العراقية لا يجدي نفعا، بل هو اشبه بالنفخ في قربة مثقوبة، الحكومة ممثلة باعلى رموزها وقادتها (هكذا) مشغولة الى حد السفه الفكري بالقاء الخطب والمحاضرات عن الحب،ومعنى الحب، وصياغة (معاجين) وهمية لإطلاء وجهها بمرض انتفاخ الذات، خاصة وان الحكومة الفرنسية كلفت احد هذه الرموز العملاقة بحل المشكل النووي بين طهران والغرب كله!
لم تعد الحكومة العتيدة قادرة ولن تكون قادرة على حماية اهالي مدينة الصدر / الثورة، بل هي قادرة على صناعة المعاجين ذات الالوان العمياء، حيث تداخلت حتى غطت على اشتاتها التي كانت بينة واضحة، فتحولت إلى هلوسة فكرية وبلاغية، فيما أشلاء أهالي مدينة quot;الصدر/ الثورةquot; تتكدس على بعضها، وصراخ الارامل واليتامى والثكالى تتصاعد الى رب السماء، لتقول لله، اين انت من هؤلاء الذين يدعون بانهم حماة هيكلك الذهبي في المنطقة الخضراء، خاصة الطوق الخائب الذي خصّ احدهم به نفسه مترعا بزهو فرعوني، فيما الماضي لم يكن سوى هباء، والعقل صفيح ملوَّن بزفيرالسحر والعوذة والحسد الموهوم، حقا اين الله من هؤلاء، اقولها واتحمل مسؤوليتها في الدنيا والآخرة!
لا يحمي اهل quot;الصدر/ الثورةquot; الا اهلها، اطردوا حراس الفريسة النتنة ، وتوكلوا على الله، شريطة ان يكون الله الذي يعرفه الفقراء والمساكين، وليس الله الذي لم يعد قادرا سوى ان يمنح صناع المعاجين نشوة الاربطة الزاهية، واكساء اللحى المتصنعة لاخفاء بلاء الرب الحقيقي، حيث تسترجع الذاكرة ما ابتلى الله به انس بن مالك، لما كان يزهو به من كثرة الولد والمال!
اطردوهم، وابداوا بحماية مدينتكم، صدقوني بيوتهم في المنطقة الشيطانية تصطك اضواؤها ببعض حتى تحولت الى شعلة من صباح دافق بسحر الشفاه، متوهج بروائح الاطعمة التي تحلمون بها نهارا، فتشبعون منها ليلا، فكان ليلكم نهارا، ونهاركم ليلا.
اطردوهم، واعلنوا النفيرالعام في مدينتكم، واحذروا عباد الليل، اصحاب الجباه السود، فهم على تواطؤ مع حملة سكاكين الغدر باهلهم وطائفتهم، واستنفروا شبابكم ليحموا اعراضكم وشيوخكم واطفالكم ونساءكم، وحق الله، انهم، حراس انفسهم، وهل هناك دليل اقوى من ان يجري ا حدهم عملية جراحية بسيطة في لندن بملايين الدولارات على حساب امنكم وشرفكم وحقكم في الحياة، وهو كنز من المال، ومافية اسرية وظائفية في ارقى مواقع الدولة العراقية العتيدة؟!
اطردوهم، وتحصّنوا بشبابكم، ليس لكم الا انتم، وهل هو كلام باطل إذا قلنا ليس هناك حكومة عراقية بل ليس هناك دولة عراقية، فماذا تنتظرون؟
اهل الثورة عزاء دائم، فهل من يقظة دائمة؟
أهل الثورة دم...دم... دم...
خبروني...
لماذا دماؤكم رخيصة الى هذا الحد، فيما اصبع ابن او بنت مسؤول لم يحمّر لحظة من ضغطِ عارض، ولا لدغة حشرة انيسة، اللهم الا من دغدغة حبيب أو حبيبة على سنة الله ورسوله؟
و... المسؤول منكم وفيكم!
والحليم تكفيه الاشارة