لأن الموضوع جد خطير فسوف أقدم لصانع القرار تشخيصا مبدئيا لما يجري من طلاب الإخوان في الجامعات منذ زمن بعيد عسى أن يجد المسئولين وصناع القرار إن أرادواـ الحلول المناسبة للقضاء تماما على هذه المظاهر المدمرة لأمن وسلامة البلاد. وها هي بعض مشاهد الأصولية الإخوانية المدمرة في إحدى كليات الهندسة المصرية لعلنا نعي الدرس ونستيقظ قبل فوات الأوان فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.


المشهد الأول:

مجموعة من طلاب الأخوان يبكرون صباح كل يوم قبل دخول الطلاب إلى الحرم الجامعي ويبدءون في وضع الملصقات وتوزيع المنشورات التي تمجد حركة حماس ورموزها مستخدمين في ذلك المواد والأناشيد الدينية التي تؤجج المشاعر بغرض كسب أعضاء جدد من الطلاب أو كسب تعاطفهم باعتبارهم مدافعون عن الأقصى والقضية الفلسطينية وإدارة الكلية تغض الطرف في معظم الأحيان!!

المشهد الثاني:

ينظم طلاب الإخوان ما يسمونه quot; مهرجان الفن الإسلامي quot; وهو عبارة عن قصائد من المديح في قادة حماس ورموزها بالإضافة إلى التغني بأناشيد كتائب القسام تحت غطاء حماية فلسطين والمقدسات دون أدنى إشارة للشهداء المصريين الذي ضحوا بحياتهم من أجل فلسطين. فبيت القصيد هو نشر أفكار جماعة الأخوان وتعزيز صورتها ورموزها بإسقاطات حمساوية. وإدارة الكلية عاجزة عن المنع!!

المشهد الثالث:

رغماً عن أنف إدارة الكلية يفترش طلاب الإخوان الطرقات ويتجولون داخل المدرجات لتوزيع كتيبات تحتوي على مواد دراسية للطلاب مدعومة بشعارات إخوانية تعادي الوطن والنظام الحاكم لتحويل مشاعر الانتماء الوطني لدى الطلاب في اتجاه الجماعة حامية الإسلام والمسلمين ولا يتصدى لهم لا أعضاء هيئة التدريس ولا إدارة الكلية.

المشهد الرابع:

يتعمد طلاب الإخوان تحدي السلطات الجامعية وعدم الالتزام لا بالقوانين الجامعية ولا بالقيم الأخلاقية الجامعية، ويتعاملون بخشونة اللفظ، وغلاظه القلب مع الأساتذة ومعلميهم الذين ينتقدون تصرفاتهم ليظهروا أمام بقية الطلاب المسالمين أنهم فوق القانون وطاعتهم أهم من طاعة القانون. والجميع في حالة الصمت!!

المشهد الخامس:

إذا تجرأ طالب حر عاقل وانتقد تصرفات طلاب الإخوان يكون في نظرهم من الضالين ويحتاج للهداية. فإن رفض المسكين نصحهم المزيف فالتهديد والوعيد يكونان له بالمرصاد، الأمر الذي يجعله يؤثر السلامة ويبتعد عنهم بعيدا ويشعر بمرارة من عدم قيام إدارة الكلية والجامعة بحمايته وتوفير الأمن والآمان له ولزملائه ويصب هذا بالقطع في مصلحة الجماعة ويضعف النظام.

المشهد السادس:

بتبجح غير مفهوم يدخل طلاب الإخوان إلى قاعات الدرس من اجل الدعوة ويتلون ما يحلو لهم من آيات القرآن الكريم ويفسرونها للطلاب بالطريقة التي تخدم أهدافهم بدون أي تصريح من إدارة الكلية أو المعهد، وبالطبع لا توجد تصاريح من أية مؤسسة دينية رسمية فهم لا يعترفون بهذه المؤسسات الدينية. فالأزهر الشريف بالنسبة لهم في ضلال ودار الإفتاء لا تعبر عن الشرع الحنيف فلديهم أزهرهم الخاص ولديهم مفتيهم المخصوص.

المشهد السابع :

إذا تجرأ أستاذ مسيحي وانتقد تصرفاتهم التي يعتبرها مسيئة للوطن والبلاد والعباد وفيها إثارة للفتنة الطائفية وعنصرية وتعصب بغيض تجاه شركاء الوطن فرد الفعل سابق التجهيز... إنه كاره للإسلام والمسلمين ويعمل في جمعيات التنصير العالمية.. لا بل هو كافر ومشرك ويجب مقاومته بشتى الطرق فهم (الإخوان) أصحاب اليد العليا كما يزعمون وعلي الكفار الصمت والخضوع لأن الدين عند الله الإسلام.

المشهد الثامن :

العنف النفسي هو واحدا من أهم مناهج طلاب الإخوان التأديبية للخصوم وذلك باستخدام منشورات الأكاذيب وتوزيعها في كل مكان لتشويه صورة كل من يفضح مخططاتهم التي لا تخدم إلا مصلحة الجماعة وتضر بأمن مصر ومستقبلها..

المشهد التاسع:

يعمل طلاب الإخوان باستمرار على إشاعة الفوضى داخل الحرم الجامعي بطريقة quot;الوقفات الاحتجاجيةquot; التي تتسبب في تعطيل الدراسة وحرمان الطلاب من الآمان النفسي اللازم للتحصيل العلمي. وطبعا أمن الجامعة ممنوع من التدخل ماداموا داخل أسوار الجامعة والعقلاء ينسحبون من الساحة والإدارة لا تريد المواجهة وإذا تجرأ صاحب القرار وقرر عقوبة ما في حق أحد منهم فالنتيجة معروفة، إذ أن المحكمة تبرأه ويعود للجامعة أقوى مما كان فلدى الإخوان في عالم المحماة والقضاء خلايا نائمة جاهزة لتبرئتهم باستخدام المواد الدينية بالدستور..

فهل يمكن لأحد أن يعمل وينتج بأمن وآمان في هذه الأجواء الأصولية المتشددة التعيسة؟؟ هل يمكن أن تتحققن أية معايير للجودة في العملية التعليمية؟ هل يمكن أن تخرج الجامعة مواطنين صالحين من هذه السموم الفكرية والسلوكيات التي تهدم الانتماء للوطن؟؟ اعتقد أن الإجابات باتت واضحة وهي لا وألف لا.

لكن وكما هي العادة فإن أصحاب السلطة والقرار غارقون في سباتهم حتى يوقظهم الآخر. ونسوا أو تناسوا إن شباب اليوم هم قادة المستقبل وبقدر ما نقدمه لحمايتهم وتطعيمهم ضد الأفكار المتطرفة الهدامة بقدر ما نحقق لأوطاننا الأمن والأمان والاستقرار والرخاء في الحاضر والمستقبل.

إن المسؤولية ملقاة على عاتق الحكومة والجهات المعنية لإيجاد الحلول الضرورية والكافية لتنقية المناخ الاجتماعي العام من تأثير رياح وعواصف الأصولية الإخوانية المدمرة. وعليها وضع الآليات التنفيذية القادرة على فصل الدين، والسياسة، والتعليم عن بعضهم البعض فصلاً تاماً لا غش فيه ويا حبذا لو تضمن الدستور مادة تضبط هذه العلاقة.

إن مسئولية الجامعة تفرض عليها توفير مناخ تعليمي وثقافي وفني يليق بطلاب القرن الحادي والعشرين وان تشجع أعضاء هيئات التدريس مع الطلاب في تحقيق هذا الهدف النبيل وتحاسب كل من يضع المعوقات والعراقيل في السر والعلن أمام هذه الاستحقاقات حفاظا على أقدس ما تملك مصر وهو شبابها محرك الحاضر وراعي المستقبل.

كما أن المسئولية تقع على عاتق وزارة التعليم لكي تقوم فورا بإنشاء وحدات متخصصة في مقاومة وعلاج الأفكار الإخوانية في كل مؤسسة تعليمية لتوعية الطلاب بخطورة هذه الأفكار على مستقبلهم ومستقبل الوطن. ومن الضروري أيضا إنشاء وحدات تابعة لوزارة التعليم أو افتتاح فروع للجمعيات الخيرية الوطنية غير الدينية داخل المؤسسات التعليمية لمتابعة الطلبة الفقراء وتوفير احتياجاتهم المادية من كتب وملابس ووسائل معيشية حتى لا يكونوا فريسة سهلة لجماعة الإخوان التي دأبت على استقطاب الفقراء والمستضعفين وخطفهم ذهنيا بوسائل دينية بحجة حمايتهم من الفقر.

إن تحقيق المن والآمان في الجامعات يتطلب من السيد وزير التعليم أن يشجع رؤساء الجامعات على تفعيل دور الأمن الجامعي والضبطية القضائية وفقا للمعايير التي تحفظ حرية الطلاب واستقلال الجامعات وبحيث تمنع أعمال البلطجة ونشر الأفكار المسمومة لجماعة الأخوان وغيرها من الجماعات الدينية وغير الدينية. فإذا كان نشاط الإخوان في الجامعة هو الداء الذي يضعف الجامعة فإن التعليم الجيد بأبعاده العلمية والثقافية والفنية هو الدواء الذي ينهض ويرقى بالبلاد في جميع المجالات.