لامناص من الاقرار بالعوامل و القواسم المشترکة التي تجمع کرات واشنطن و طهران في السلة ذاتها، لکن وفي الوقت نفسه لابد من الاعتراف بأن عملية خلط الکرات هذه لن تکون بالضرورة بتلك البساطة و السهولة التي يتصورها و يعتقدها الرئيس اوباما.

الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني، والذي ماأنفك عن إطلاق التصريحات المثيرة و الملفتة للنظر منذ جلوسه على کرسي الرئاسة السابع في طهران، لاريب من أنه لايريد تسليط الاضواء عليه فقط وانما يهدف الى ماهو أبعد من ذلك بکثير، وان شکل و مضمون تصريحاتهquot;الاستثنائيةquot;، التي تجاوزت تصريحات سلفيه(رفسنجاني و خاتمي)، بشأن مزاعم الاصلاح و الاعتدال، تثبت بأنه الصلاحيات التي قد تم تخويله بها من جانب المرشد الاعلى للنظام تختلف تماما عن تلك التي کان قد تم تخويل سلفيه آنفي الذکر بها.

الرئيس الامريکي اوباما الذي يحاول جهد إمکانه إيجاد الحلول و المعالجات للمشاکل و الازمات الاقليمية و الدولية(وفي مقدمتها الملف الايراني)، بأقل جهد أمريکي و دولي ممکن، لاغرو من أنه جذل و يرقص قلبه طربا لعروض و مشاريع روحاني التي يوزعها يمينا و يسارا، وهو محق جدا في ذلك کأي رئيس او زعيم يريد تجنيب شعبه و العالم تبعات و نتائج مأساوية أکبر، لکن، مشکلة الرئيس اوباما الرئيسية تتجلى في نقطة مهمة جدا تتعلق بالطرف الاخر الذي يتعامل معه، ذلك الطرف الذي طالما حقق نجاحا کبيرا في لعبة إستغلال الوقت و توظيفه لصالح أجندته و أهدافه، والذي يجب الانتباه إليه هنا و بدقة هو ان الرئيس الحالي لإيران أي روحاني، قد کان عراب النظام الايراني طوال 16 عاما في عملية خداع و تضليل المفاوض الدولي بشأن البرنامج النووي للنظام، بل وأن روحاني قدquot;تفاخرquot;وquot;تنافحquot;أمام قادة النظام بموفقيته في خداع المجتمع الدولي و تمرير المشروع النووي وفق نوايا و مرام النظام.

الافکار و الطروحات الوردية التي يطرحها روحاني على الصعيد الدولي، والتي يبدو أن الرئيس الديمقراطي اوباما قد فتن و إنبهر بها، لايمکن أن تتسند على أرضية واقعية و عملية من دون أن يتم شفعها بإجراءات مماثلة بشأن حرية و ديمقراطية الشعب الايراني المکبل في قيود و أغلال الاستبداد الديني الصارم، ولئن حاول روحاني من خلال ممارسات و إجراءات سطحية و شکلية أن يموه على هذا الامر، لکن من واجب الرئيس اوباما و المجتمع الدولي الانتباه جيدا الى المخطط الذي يهدف روحاني الى تنفيذه بمنتهى الهدوء، والترکيز على أن الاصلاح و الاعتدال الحقيقي يعني توفير الارضية المناسبة للشعب الايراني للتعبير عن حريته و إرادته، وفي نفس الوقت الکف عن اسلوب تصفية المعارضين بطرق و اساليب تثير سخط و إستهجان المجتمع الدولي کما حدث في معسکر أشرف في الاول من أيلول الجاري!

[email protected]